الأخبار نُشر

شركات الشرق الأوسط أكثر تفاؤلا بمستقبل الذكاء الاصطناعي.. لماذا

شركات خليجية تلتزم بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية.

شركات الشرق الأوسط أكثر تفاؤلا بمستقبل الذكاء الاصطناعي.. لماذا

سلطت دراسة حديثة الضوء بشكل أكثر وضوحا على الدور الذي ستلعبه تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في أعمال الشركات في المستقبل، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي يبدو أنها أكثر الأماكن استعدادا لتبني هذه التقنية المتقدمة.

وحملت المعطيات التي شملتها دراسة أعدتها شركة الاستشارات الإدارية العالمية آرثر دي ليتل بعنوان “مرئيات الرؤساء التنفيذيين لعام 2024” في طياتها انطباعات متفائلة على نمو استخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وكشفت الدراسة عن ثقة اقتصادية قوية بين قادة الأعمال في الشرق الأوسط، إذ يتوقع قرابة ثلثا الرؤساء التنفيذيين في شركات المنطقة انتعاشا في السوق، ازدهار الأعمال بمقدار أربعة أضعاف منذ العام 2023.

وبدا 61 في المئة من المشاركين في مسح ضم 300 رئيس تنفيذي على مستوى العالم يتعلق باستخدامات الذكاء الاصطناعي وتحسين المهارات والأنظمة المالية المتطورة متفائلين بنمو يبلغ 13 في المئة خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة.

توماس كوروفيلا: هذه التقنية في طليعة أولويات مجالس إدارة الشركات توماس كوروفيلا: هذه التقنية في طليعة أولويات مجالس إدارة الشركات

ورغم التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم، إلا أنه لا يزال 37 في المئة من هؤلاء القادة يستشرفون مستقبلا مستقرا، وهو ما يعكس مدى ثقتهم بقوة اقتصاد المنطقة.

وهناك نسبة صغيرة تبلغ اثنين في المئة فقط ممن يتوقعون تراجعا، حيث تشير تلك التوقعات إلى إجماع الثقة والاعتقاد باستمرار النمو في الشرق الأوسط بعد تجاوز العقبات الأخيرة.

ويُعد الالتزام بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية للأعمال أمرا محوريا لتحقيق النمو على المستوى العالمي.

وعبّر 54 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط عن رؤية استراتيجية نحو تنفيذ شامل للذكاء الاصطناعي على مستوى شركاتهم بأكملها، بينما يتبنى 96 في المئة من الرؤساء التنفيذيين في العالم تقنيات الذكاء الاصطناعي بالفعل بمنهجيات مختلفة.

أما على المستوى الإقليمي، فقد أكّد 31 في المئة منهم على تبني استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العديد من الإدارات والأقسام، في حين استطاع 13 في المئة من الطموحين منهم تنفيذ استراتيجية شاملة وفعّالة لهذه التكنولوجيا على مستوى المؤسسة.

ويدر الرؤساء التنفيذيون ما يتطلبه الحصول على أفضل مزايا الذكاء الاصطناعي من التركيز على مواردهم البشرية، حيث يرى 59 في المئة منهم حاجتهم الملحة لتحسين مهارات الموظفين لتلبية المتطلبات المتغيرة ومواكبة النمو المتزايد حتى 2028.

ويرى الخبراء أن هذا التوجه يعتبر ملحا بوجه خاص في بعض القطاعات مثل الصناعات التحويلية، في ظل زيادة بنسبة 63 في المئة في الحاجة إلى تحسين المهارات والخدمات المالية.

وأكّد توماس كوروفيلا الشريك الإداري لدى آرثر دي ليتل الشرق الأوسط أنه مما يبعث الأمل وجود التفاؤل بين الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط لاسيما في ظل الأوقات الراهنة التي تشهد تحولات في بيئة الأعمال والظروف الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة.

وقال في بيان أوردته خدمة بزنس واير التابعة لوكالة فرانس برس إنه “رغم إدراك هؤلاء القادة لهذه التقلبات المستمرة إلا أنهم واثقون من أن نماذج أعمالهم المرنة ستمكن شركاتهم وأسواقهم من تحقيق النمو المستمر وستسهم في تحقيق مستقبل مزدهر للمنطقة”.

وأوضح أن وضوح إستراتيجياتهم، وتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتركيز على تحسين مهارات مواردهم البشرية، ستساعد أيضا على الوصول إلى الأهداف المرجوة.

وأضاف كوروفيلا أن “الذكاء الاصطناعي ليس مجرد كلمة رنانة في الشرق الأوسط فقط، بل باتت ضرورة إستراتيجية ويحتل طليعة أولويات مجالس إدارة الشركات”.

صندوق النقد الدولي: 60 في المئة من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة ستتأثر سلبا بالذكاء الاصطناعي

وتابع “لا يقتصر الرؤساء التنفيذيون في المنطقة على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل يعملون على تنفيذها استراتيجيا لفتح أفق جديد من الإمكانيات”.

ويُعد النهج الذي يعتمد على عوامل النمو الخارجية أمرا حاسما، حيث تظل الابتكارات التكنولوجية هي المحرك الرئيسي للنمو على الصعيد العالمي، لاسيما في ظل تزايد مستوى القلق حول أسعار المواد الخام.

ومع ذلك تشير النتائج في الشرق الأوسط إلى انخفاض ملحوظ في مستوى القلق المحيط بأسعار المواد الخام واستقرار سلاسل الإمداد، وذلك يرجع إلى الاحتياطيات الغنية بالطاقة في المنطقة، لاسيما النفط والغاز.

وأظهر تقرير سابق للمنتدى الاقتصادي العالمي عن حالة “مستقبل الوظائف” أن ربع الوظائف الحالية، أي نحو 23 في المئة، ستشهد تغييرات عميقة في السنوات الخمس المقبلة.

وذكر صندوق النقد الدولي في تقرير نشره قبل فترة ليست بالبعيدة أن 60 في المئة من الوظائف في الاقتصادات المتقدمة ستتأثر سلبا بالذكاء الاصطناعي، بينما ستكون عواقب هذه التكنولوجيا أكبر في الدول الأفقر.

ورجح أن تتأثر نحو 26 في المئة من الوظائف بشدة بالذكاء الاصطناعي في البلدان منخفضة الدخل، ونحو 40 في المئة من الوظائف في البلدان الناشئة.

وتشير تقديرات شركة الاستشارات الأميركية ماكينزي إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف نحو 7.3 تريليون دولار من القيمة إلى الاقتصاد العالمي كل عام، وتعتقد أنه يمكن أتمتة نصف أنشطة العمل اليوم بين عامي 2030 و2060.

ومع ذلك، فإن هذا يعني أن الشركات تواجه أيضا تحديات كبيرة، مثل التكرار وإعادة التفكير في نماذج أعمالهم، إذا كانت تريد تحقيق إمكانات الذكاء الاصطناعي بالكامل.

 

العرب


 

مواضيع ذات صلة :