
تسهم برامج العمل عن بعد في تعزيز الشعور بالانتماء لدى الموظفين تجاه الشركات التي يعملون بها، وسواء أكانت هذه البرامج تقدم مزايا ملموسة إلكترونياً أو فيزيائياً فإنها تتفق على مطلب أساسي مفاده توفير إمكانية الوصول الآمن للعاملين عن بعد إلى شبكات الشركة وتطبيقاتها وبياناتها. وعلى ذلك، فإنه يتعين على مدراء أقسام تكنولوجيا المعلومات وشؤون الحماية في الشركات انتقاء تقنيات وصول آمنة للانتقال بالعمل عن بعد من حيز الإتاحة إلى عنصر الأمان والسلامة.
ومن هنا ظهر مصطلح “العمل الآمن عن بعد”، الذي ينضوي على هدفين: الأول يكمن في تقليل إجمالي التكاليف التي تتحملها جهات العمل، أما الهدف الثاني فيتمثل في الحد من إجمالي انبعاثات الكربون من جهات العمل.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: كيف يمكن لبرامج العمل عن بعد الجمع بين ميزتي توفير المال وإنقاذ الأعمال في الوقت ذاته؟ شركة سونيك وول مثال جيد على فعالية هذه البرامج التي تحقق مزايا كثيرة أبرزها ضمان ولاء وإنتاجية الموظفين، فالظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العالم تؤثر على الكثير من الموظفين وتجعل العمل من المنزل فكرةً صائبةً للحدّ من تكاليف التنقل، فضلاً عن رفع الإنتاجية نظراً لتوّفر عنصر المرونة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن نحو 37 بالمئة من موظفي أقسام تكنولوجيا المعلومات يعلنون قبولهم العمل برواتب أقل بنسبة 10 بالمئة من رواتبهم الحالية نظير العمل بنظام الدوام الكلي من المنزل، فعدم اضطرار العاملين بهذا النظام إلى الانتقال من وإلى مقر العمل يومياً سيجنبهم التوتر المصاحب لذلك، وهو ما ينعكس على هيئة صفاء في الذهن ومزيد من الإبداع.
الميزة الثانية التي تحصدها الشركات التي تتبنى برامج العمل عن بعد ذات صلة بالانبعاثات الكربونية التي باتت مؤشراً يُعتدّ به في تقييم سجل الشركات من الناحية البيئية، وسعيها لأن تكون ضمن فئة (الآمنة بيئياً)، حيث يعتمد هذا المقياس على تحديد مقدار الغازات التي تتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري. فاختصار عدد المكاتب يقلل تكاليف الإيجار من جهة، ويقلّل من الانبعاثات الكربونية من جهة أخرى.
تعتبر برامج العمل عن بعد مثاليةً في أوقات الكساد
في ظل ارتفاع أعداد المنازل المجهّزة بإمكانيات الاتصال بالإنترنت عريض النطاق، أصبح العمل من المنزل أمرًا ميسورًا.
وقد بدأ انتشار هذا النوع من الإمكانيات الإلكترونية في دول الخليج، فدول البحرين والكويت وقطر والإمارات تسجل معدلات للاتصال المتنقل بشبكة الإنترنت هي من أعلى المعدلات العالمية.
ولا يخفى أن العاملين عن بعد أقدر على العمل بكفاءة باستخدام الإنترنت عريض النطاق نظراً لأن تطبيقات الشركات تعمل لحظياً عندما يتم الوصول إليها عبر اتصال سريع بدلاً من الاعتماد على الاتصال بالإنترنت عبر الهاتف. كما أن الإنترنت عريض النطاق يجعل تقنية الاتصال الصوتي عبر هاتف الإنترنت وغيرها من التطبيقات التي تعتمد على هذا النوع من الاتصال ممكنةً بصورة أكبر مقارنةً بما تكون عليه الحال عند استخدام وسيلة اتصال بطيئة.
ولا شك أن انتشار الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة أتاح لملايين العاملين الأدوات اللازمة للعمل عن بعد أثناء التنقل لمقرات الشركات أو العمل بأي صورة أخرى عن بعد.
لكن هذه القدرة على العمل المتنقل تشكل تحديات بالنسبة لأقسام تكنولوجيا المعلومات في الشركات تتعلق بجوانب الحماية والأمان الإلكتروني، ليس للأجهزة فحسب، بل وللشبكات اللاسلكية المستخدمة في الوصول.
إن انخفاض الأسعار وزيادة إمكانيات الأجهزة الكفية المحمولة ناهيك عن قدرات الكمبيوترات المحمولة قد جعل من خيار العمل عن بعد أمراً في متناول الكثير من الشركات وموظفيها.
إن التطبيقات الجديدة مثل المهاتفة ببروتوكول الإنترنت ومؤتمرات الفيديو تجنب الموظفين الاضطرار إلى الاجتماع في مكان واحد للعمل بصورة تعاونية، فقد أصبحت الاجتماعات عبر شبكة الإنترنت نقطة التقاء منتشرة داخل الشركات التي وزعت القوى العاملة لديها على مكاتب بعيدة جغرافياً أو على مكاتب منزلية، علماً بأن هذه الاجتماعات لا تدعم جوانب التعاون فحسب، بل وتحول دون إحساس العاملين عن بعد بالانعزال عن المقر المركزي للعمل والتواصل معه.
ويلاقي تطبيق مثل المهاتفة ببروتوكول الإنترنت قبولاً واسع النطاق في عالم اليوم، ويرجع ذلك إلى ما يتيحه للعاملين عن بعد من إمكانية استخدام هاتف منزلي بتكلفة أعلى بعض الشيء عن المعتاد، يتحملونها أو يتحملها أرباب أعمالهم بعد تحقيق التكامل مع تطبيقات الشركات العاملين لديها بأنفسهم بما يتيح للمستخدمين التحدث مع بعضهم البعض عبر هذا التطبيق.
عن كازدار ، فلوران مالكي، مدير تسويق المشاريع في شركة سونيك وول