وجه الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» ورئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية، كلمة في مستهل الملتقي الإعلامي لبنوك الفقراء في الدول العربية من أجل التنمية، أشار فيها إلى «إننا أطلقنا دعوتنا لإنشاء بنوك الفقراء منذ العام 1996، ولم يراودنا شك في أن مصر ستكون الرائدة في هذا المجال، وللأسف لم يتحقق ذلك، فانتقلنا بالفكرة إلى بلدان أخرى رحبت بالفكرة، وهيأت نظمها التشريعية ليكون لبنك الفقراء متسع في اقتصاداتها، وهذه الدول هي اليمن والأردن والبحرين وسوريا التي افتتح فيها البنك مؤخراً» .
«وأضاف أن هذا الملتقى فرصة لنناشد القيادة الجديدة في مصر لإعطاء فرصة لبنك الفقراء في هذا البلد الكريم، ولا شك أن انضمام مصر لمنظومة بنوك الفقراء سيمد هذا المشروع الاقتصادي الاجتماعي بقوة دفع جديدة. مؤكدا أن » بنوك الفقراء لا تحد فقط من البطالة، ولكنها بالأساس تحول الشباب من باحثين للعمل إلى أصحاب أعمال صغيرة تستقطب آخرين.
«كما أضاف الأمير طلال قائلا: تعلمون أن الفقر عائق كبير أمام تقدم المجتمعات لأن هذه الظاهرة ـ في بلداننا بالذات ـ تعطل طاقات واعدة، وتغيَب إسهامات شرائح لها عطاؤها، وطالما تعاملت الدول العربية مع ظاهرة الفقر، سواء أولئك الذين يعترفون بوجود الفقر بينهم، أو من كانوا يخفونه ويتحسسون من إعلانه، ولكن تلك السياسات لم تستطع معالجة الظاهرة بالكيفية التي تحفظ كرامة الفقراء، ولا هي قدمت برامج حمائية مستدامة يعتد بها توقف زيادة انتشار الفقر، وهذا القصور هو من أهم دوافع الثورات والاحتجاجات التي تشهدها المنطقة.
وأكد الأمير طلال أن إيماننا ببنوك الفقراء نابع من فعالية الآلية التي تعتمدها هذه البنوك لتمويل مشروعات الفقراء، وهي الإقراض متناهي الصغر، الذي أثبت جدوى اقتصادية واجتماعية، وأصبح قطاعاً معترفاً به في الاقتصاد العالمي، وفي العالم العربي أصبحت بنوك الفقراء رقماً لايستهان به، حيث استفاد منها 200 ألف أسرة، أي مليون مواطن عربي.
تضمن الملتقى أيضا تقديم عرضا لمبادرة الأمير طلال بن عبد العزيز لتأسيس بنوك الفقراء في الوطن العربي، والذي قدمه ناصر القحطاني المدير التنفيذي لأجفند، موضحا من خلاله مسيرة المبادرة منذ العام 1996، والحاجة الملحة إليها خاصة وأن التقديرات تشير إلى وجود ما يقارب بنحو 70 مليون مواطن عربي يعيشون تحت خط الفقر، وتستهدف المبادرة خدمة مليون عميل بنهاية العام 2015 وبما يمكن من الوصول إلى خمسة مليون فقير.
كما قدم بسام خنفر مدير البنك الوطني لتمويل المشاريع الصغيرة بالأردن التجربة الأردنية مشيرا إلى أن البنك بدأ اعماله في العام 2006، واستطاع أن يقدم أكثر من 105 ألف قرض بمبالغ تصل إلى 101 مليون دولار لخدمة 28 ألف أردني. في حين عرض محمد اللاعي مدير بنك الأمل للتمويل الأصغر باليمن التجربة اليمنية التي بدأت فعليا في العام 2008 وتخدم اليوم أكثر من 44 ألف ما بين مدخر ومقترض.
شهد الملتقي محمد فائق نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، والسفير السعودي بمصر أحمد القطان، إلى جانب عدد من الشخصيات العامة والإعلاميين منهم الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية والداعية عمرو خالد وأفكار الخرادلي رئيس تحرير مجلة نصف الدنيا ود. عبد العاطي محمد رئيس تحرير مجلة الاهرام العربي والكاتب الصحفي صلاح عيسي، وممثلو المؤسسات التي تشرف برئاسة الأمير طلال وهم: د. حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية، ود. أماني قنديل المدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية، ود. عبد العزيز خميس مدير الجامعة العربية المفتوحة، ود. أحمد عبد المنعم مدير مشروع صحة الأسرة بجامعة الدول العربية.
في ختام الملتقى أثنى الحضور على فكرة البنك داعين إلى سرعة التحرك إلى إنشاء بنك الفقراء في مصر، خاصة في ظل أهداف ثورة 25 يناير الرامية إلى القضاء على البطالة والفقر في مصر، حيث أجاب الأمير طلال بأنه يعول على الإعلام في تهيئة الأجواء نحو دعم هذه الفكرة، التي لا تحتاج إلى أموال ضخمة إنما مرجعية تشريعية وشراكة مع كافة القطاعات بما في ذلك القطاع الخاص.