
لكن من المستبعد أن يرتفع الطلب في دبي التي كانت يوما القوة الرئيسية بشهيتها النهمة للصلب في عام 2010 اذ لا تزال البنوك تحجم عن تقديم قروض لمشروعات بناء جديدة في الامارة المثقلة بالديون ومخازنها مكدسة بالصلب.
وفي عام 2009 بدا الطلب على الصلب في شمال أفريقيا في مأمن من واحدة من أسوأ حالات الركود التي تشهدها صناعة الصلب العالمية التي تبلغ قيمتها 500 مليار دولار والتي حملت المنتجين في أنحاء العالم على خفض الانتاج الى النصف تقريبا مع تهاوي الطلب.
يرى محللون أن البنوك المصرية التي تتوفر لديها السيولة بالرغم من أزمة الائتمان وبرامج الانفاق التحفيزي للحكومة على البنية الاساسية ساعدت في استمرار مشروعات التشييد. وساعد نقص المساكن في المنطقة على استمرار ازدهار الطلب.
قال جورج متى مدير التسويق في حديد عز أكبر منتج للصلب في مصر "في شمال أفريقيا الاقراض متاح ولا يواجه الناس مشكلة في الحصول على السيولة."
وتابع "هناك مشروعات بنية تحتية كبيرة في مصر بفعل الطلب على الاسكان وتنفق الحكومة بشدة في هذه المجالات."
ويقول المحللون ان ارتفاع الطلب سيمكن منتجي الصلب من زيادة الاسعار هذا العام ويستشهدون بالشركة السعودية للصناعات الاساسية (سابك) وارديمير التركية الى جانب حديد عز.
ويتوقع متى نمو استهلاك الصلب بين ثمانية وعشرة بالمئة في منطقة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا بعد تراجعه واحدا بالمئة في 2009.
يقول أحمد شمس نائب رئيس أبحاث الاسهم في المجموعة المالية هيرميس "سوق الانشاءات في مصر قوية للغاية والطلب مرتفع... كانت مصر من بين أكبر خمسة مصدرين للاسمنت والان نستورد بسبب ارتفاع الطلب."
والسعودية والعراق هما السوقان الواعدتان الاخريان في المنطقة بفعل طفرة في الانفاق على البنية التحتية فيهما.
وقالت شركة الامارات لصناعات الحديد ومقرها أبوظبي في بيان أرسلته الى رويترز عبر البريد الالكتروني ان السوق السعودية لا تزال هي الاكثر حيوية في المنطقة بفضل الطلب على مشروعات البناء التجارية والسكنية والصناعية.
وأضافت أن سوق العقارات ستستفيد من العدد الكبير للسكان المحليين ونموهم بالاضافة الى المشروعات الصناعية العديدة التي تمولها الحكومة.
ولمواجهة تزايد الطلب توسع السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم طاقتها المحلية لانتاج الصلب بنحو 50 ف يالمئة على الاقل في غضون الثلاثة سنوات المقبلة.
أما العراق الذي مزقته الحرب فبدأ في اجتذاب المستثمرين الاجانب في مسعى لاعادة اعمار البلاد.
وذكر سعود مسعود رئيس وحدة الابحاث العقارية في يو.بي.اس بدبي "يبدو العراق كمنطقة تتمتع بامكانيات لتحقيق نمو جديد كبير..هناك الكثير من البناء متعدد الاستخدامات والمستشفيات ومشروعات مصافي التكرير المزمعة والتي تنفذ حاليا مما يخلق طلبا على مواد البناء."
بيد أن الصورة في دبي لا تزال قاتمة بسبب التباطؤ الاقتصادي العالمي ومشكلات الديون في مجموعة دبي العالمية التي أخرت تحسنا محتملا في ظروف الاقراض لعدة سنوات.
يضيف مسعود "تراجعت أنشطة مشروعات البناء بشدة... التمويل لا يزال قضية كبيرة وأعتقد أنه سيبقى كذلك في السنوات القليلة المقبلة.
"لا أظن أن الانفاق العام يمكن أن يعوض الانخفاض في انفاق القطاع الخاص في دبي... وربما نشهد انخفاضا في الانفاق العام."
وألغيت أو ارجئت مشروعات عديدة ترتبط بشركة نخيل وهو الوحدة العقارية لدبي العالمية بعد اعلان المجموعة عن المطالبة بتأجيل سداد ديون.
وقال بهاسكار دوتا المدير التنفيذي لحديد الجزيرة ومقرها سلطنة عمان
"اعتدنا تصدير نحو 35 في المئة من انتاجنا لدبي... في 2008 لكن الان تصديرنا الى هناك يتراوح بين 20 و25 في المئة بسبب انخفاض الطلب."
وأضاف أن المواد التي تصدر الى دبي يعاد تصدير أغلبها الى ايران والعراق بدلا من استهلاكها محليا.
يقول مسعود من يو.بي.اس "من المفارقات أن كمية كبيرة من مخزون الصلب تقبع في دبي والكثير من المقاولين يتطلعون الى تسييل هذا المخزون عن طريق بيعه خارج دبي."