بالرغم من أن هذا الموضوع قد يبدو سخيفًا بالنسبة للبعض، لكن كلّ "Like" (= إعجاب) على موقع "فايسبوك" لها قيمة نقدية ليست بقليلة، خصوصًا للشركات التي تعتمد بشكل منهجي على وسائل الإعلام الاجتماعي.
كلّ مرة يضع مستخدم "فايسبوك" "Like" على أي صفحة، يصبح معجبًا بما تمثله. وما إن تقوم هذه الشركة بنشر أي صورة أو تعليق أو خبر، يرى كلّ معجبيها هذه الرسالة على صفحاتهم الرئيسية (Newsfeed)، ما يوفر بشكل أساسي منبرًا مجانيًا وغير محدود للإعلانات.
في حين أنه من الصعب تحديد رقم واضح لقيمة هذا النموذج من الإعلانات، يبقى من البسيط جدًا معرفته. الباحثون في شركة "سينكابس" (Syncapse Corp.) نشروا دراسة تظهر قيمة "Likes" على "فايسبوك" عبر مقارنة عادات الشراء عند المعجبين وغير المعجبين. ووفقًا للدراسة، قيمة كلّ "Like" تتغيّر بين الماركات، بمعدّل 174 $ سنويًا.
يوجد ثلاثة طرق أساسية للحصول على هذه "Likes" على "فايسبوك". الأولى شرعية، الثانية غير شرعية، أما الثالثة فعلى وشك أن تصبح تحت المراقبة من قبل عملاء "فايسبوك".
الطريقة الأولى للفوز بـ"Likes" هي عبر الحركة الطبيعية للزوار. يمكن للمستخدمين أن يبحثوا عن أي شركة مثل "كوكا كولا" على الانترنت، إيجاد صفحتها على "فايسبوك" وإبداء الإعجاب. هذا سهل، شرعي وفعّال بالنسبة للشركات لتحوز على انتباه الزبائن المحتملين واهتمامهم.
الطريقة الثانية تتضمن شراء "Likes" من جهات خارجية معروفة بـ"Click Farms"، وهي نوع من أشكال الاحتيال حيث يقوم عدد كبير من العمّال من الدول النامية، مقابل بدل صغير، بتصفح الانترنت.
ثالثًا، في وضع "فايسبوك"، الذي يتضمن إنشاء حسابات وهمية للتلاعب به، ثمة قلق بأن المعلنين يريدون زبائن حقيقيين من وراء الإعجاب "Like"، وإلا ضعفت قيمتها المادية.
رسميًا، "فايسبوك" يمنع ما هو معروف بـ"Click Farms" من أجل المحافظة على مصداقيته، ولكن صناعة الحسابات الوهمية المستمرة أثبتت صعوبة السيطرة عليها.
عام 2012، كشف "فايسبوك" عن حوالى 80 مليون حساب وهمي، وبذلت جهود كثيفة لوقفها. وفي نهاية عام 2013، أثبتت هذه الجهود عدم جدواها مع وصول عدد الحسابات الوهمية إلى مئة مليون، أي حوالى 10% من كل المستخدمين.
منذ ذلك الوقت، أخذ "فايسبوك" يُعلن أنه لا يستفيد من أي "Like" وهمي. ولكن وفقًا لما يبدو، قد لا تكون هذه هي الحال.
* lebanon24