قصة نجاح نُشر

مسيرة 50 عام.. كيف صار الملياردير النرويجي "جون فريدريكسن" ملك تجارة النفط؟


قضى الملياردير العصامي "جون فريدريكسن" سنوات طويلة من العمل الشاق، وبذل مجهودًا كبيرًا لجعل "فرونت لاين" أكبر شركة لشحن النفط على مستوى العالم، لدرجة أنه تنازل عن جنسية بلده الأم النرويج في سبيل بحثه عن الملاذات الضريبية.

نجحت "فرونت لاين" في أن تصبح أكبر شركة في عالم الشحن البحري، بعد سلسلة طويلة من صفقات الاستحواذ والدمج التي أبرمها "فريدريكسن"، والتي من أهمها تلك التي انعقدت بين أواخر التسعينيات ومطلع القرن الحادي والعشرين.

ولد "جون فريدريكسن" في أوسلو، النرويج في عام 1994، وفي بداية مشواره عمل في تجارة الأسماك، قبل أن يتجه إلى تجارة النفط في بيروت خلال الستينات، وهو المجال الذي ساعده في تكوين ثروته الأولى بعد أن تمكن من شراء شاحنته الخاصة.

خاض فريدريكسن تجربة خطيرة أثارت الجدل، ولكنها ساعدته بشكل كبير في بناء ثروته الضخمة، وهي نقل النفط الإيراني خلال حربها مع العراق، حتى أن ثلاث ناقلات قد أصيبت بالصواريخ، إلا أنه واصل العمل رغم ذلك.

قرر "فريدريكسن" أن يوسع مجال عمله، فأسس شركات في قطاعات مثل التنقيب عن النفط البحري، والشحن البحري للمواد الغذائية والسلع الجافة، والمزارع السمكية، وغيرها من الصناعات التي مكنته من جمع ثروة هائلة تقدر بمليارات الدولارات.

تمتلك شركة "فرونت لاين" اليوم حوالي 80 سفينة لشحن النفط، يتوافق أغلبها مع معياري الحجم "سويس ماكس" أكبر السفن القادرة على عبور قناة السويس، ويمكنها حمل ما بين 120 و170 ألف طن، و"في إل سي سي" التي يمكنها حمل ما بين 200 و320 ألف طن.

تعود أصول الشركة إلى عام 1985، وكانت مدرجة في بورصة "ستوكهولم" خلال الفترة ما بين عامي 1989 و1997، وقرر "فريدريكسن" في تسعينيات القرن الماضي نقل مقر الشركة الرئيسي من السويد إلى برمودا، وطرح أسهمها في بورصة "أوسلو".

وفي عام 1996، تنازل "فريدريكسن" عن جنسيته الأمريكية، وذلك بسبب الضرائب المرتفعة في بلده الأم، والآن صار يحمل الجنسية القبرصية، المعروف عنها عدم فرض رسوم ضريبية على الدخل المولد من أرباح الشركات، وبالرغم من ذلك يقيم الملياردير العصامي الآن في لندن وليس في قبرص.

يقع مقر شركته في "هاميلتون" عاصمة جزيرة "برمودا"، ولديها الآن أكبر أساطيل شحن النفط على مستوى العالم، والذي يتكون من عشرات الناقلات ذو حجم ضخم جدًا.

تبلغ ثروة "فريدريكسن" حوالي 8 مليارات دولار في الوقت الحالي، أي أنه أغنى رجل أعمال في قبرص، ويمتلك حصة في أكبر منتج لأسماك السلمون الأطلسي، هذا بجانب أنه يحتفظ بأكبر قدر من ثروته في صورة نقدية، بحسب وكالة "بلومبرج".

في عام 2014، أفادت تقارير إعلامية بأن إجمالي قيمة الحسابات المصرفية لـ "فريدريكسن" تتجاوز 4.2 مليار دولار أمريكي، قد جاءت من توزيعات الأرباح وحصته في الأعمال التي قام ببيعها، في حين قدرت "فوربس" ثروته الصافية بـ 13.6 مليار دولار في نفس العام.

كان لـ "فريدريكسن" الفضل في تعافي "سي دريل" من الإفلاس في عام 2018، وذلك بعد أن ساعدها في جمع مليار دولار من الديون الجديدة والأسهم، وتعد شركته "مووي" للمزارع السميكة هي الأكبر في هذا المجال.

يشغل "فريدريكسن" منصب الرئيس التنفيذي لشركة "فرونت لاين"، ورئيس مجلس إدارة شركة "سي دريل" للتنقيب عن النفط والغاز، وعضو مجلس إدارة "جولدن أوشن جروب" للشحن البحري، هذا بالإضافة إلى حصته في أكثر من 15 شركة، ومناصب قيادية في أربع شركات أخرى.

استثمر رجل الأعمال النرويجي "فريدريكسن" وملك "الفايكنج" 350 مليون دولار في شركة الخطوط الجوية النرويجية، بعد أن فشلت في العثور على مشتر لأعمالها في يناير 2019


 

مواضيع ذات صلة :