دائما تسمع من يطلب منك الاسترخاء وأخذ الامور ببساطة، ولكن الاجهاد في الواقع قد يساعدنا على التركيز وتحقيق النجاح في الحياة.
فلا تقلق، لأن القلق ربما يكون مفتاح البقاء، فهو الخطوة الاولى في استراتيجية الجسم الدفاعية حين نواجه الاخطار، اذ حدّدت احدى الدراسات الرائدة باستخدام اجهزة تصوير الدماغ، مركز القلق في الدماغ، وتمت الاشارة للمرة الاولى الى انها منطقة مرتبطة بالبقاء وتقييم الاخطار.
وأشار فريق الباحثين ذاته الى ان الادوية المستخدمة لمعالجة القلق والتوتر والاضطراب لها تأثير في ردود الفعل الدفاعية عند الانسان.
ويقول الدكتور آدم بيركنز من كلية كنغ بلندن ان المشاعر مثل القلق والاضطراب والتوتر قد تكون مثيرة للانزعاج، لكن يبدو انها جزء من منظومتنا الدفاعية، وتساعدنا في الحفاظ على سلامتنا وتصبح مرضية فقط حين تحدث بشكل مبالغ فيه.
الفرار أو المواجهة
وقد ارتبط الخوف بردة الفعل المتمثلة بـ«الفرار أو المواجهة» التي تعدّ الجسم لمواجهة الخطر أو الهروب من خلال اثارة تغيرات سيكولوجية تشمل حفز العضلات للحركة وتسريع نبضات القلب وزيادة ضخ الدم. ويعتقد الآن ان القلق يتطور كردة فعل مبكرة وكوسيلة لتقييم الاخطار الماثلة قبل حدوثها. لقد تم تعريف القلق والتوتر على انه حالة عاطفية مثيرة للانزعاج تشمل التوجس والفزع والضيق والاضطراب والارتباك. والخوف يشبه هذه الحالات، لكنه موضوع له خصوصيته. ففي الدراسة الأولى من نوعها، يحاول العلماء استكشاف ما يحدث في دماغ الإنسان حين يكون قلقاً.
تغيرات سيكولوجية
والنظرية الرئيسية التي استند إليها العلماء لإجراء هذا الاختبار هي ان الجزء الحصين من الدماغ يصبح عالي النشاط حين كان هؤلاء الناس في مرحلة القلق والتوتر من لعبة الكمبيوتر.
وكان يعتقد في الماضي ان هذا الجزء من الدماغ مرتبط أساساً بالذاكرة طويلة المدى والوعي المكاني. وقد أيدّت النتائج الأولية، هذه الفرضية، وتجرى الآن دراسات أخرى على هذا الصعيد. ويلعب هذا الجانب من الدماغ كذلك، دورا في ردة الفعل المتمثلة بالمواجهة أو الهروب من خلال إثارة تغيرات سيكولوجية تشمل استثارة العضلات المستعدة للتحرك.
وكان البعض ربط القلق بمشكلات صحية جسدية، فقد أظهرت دراسة أجرتها جامعة ليدن الهولندية ان نبضات القلب تزيد بمعدل 2.55 دقة في الدقيقة في حالة شعور الشخص بالقلق.