آراء وأقلام نُشر

لكنها تــدور..

لكنها تــدور..

قد يبدو دورانها بطيئا من وجهة نظر البعض.. ـ أو متعثرا من وجهة نظر آخرين.. لكنها – في كل الأحوال- دارت.. ولا أحد يعتقد أنها ستتوقف البتة.

بدأت عجلة التغيير بالدوران..

وكان لا بد من حدوث ذلك, بمنطق التاريخ والسياسة والاجتماع.. بعد أن بلغت المفاسد والمظالم حدا لم يعد مقبولا على الإطلاق من قبل السواد الأعظم من الناس, صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة.

بدأت عجلة التغيير بالدوران..

 لم يعد “التمديد” مصطلحا قابلا للتغاضي, على صعيدي الوعي والوجدان معا.. ولم يعد “التوريث” فكرة قابلة للتعاطي إلا من منطلق شيطاني, ناهيك عن فكرة “قلع العداد” نهائيا!

=بدأت عجلة التغيير بالدوران..

كانت “الثورة” قد صارت – أو كادت تصير- مفردة يعلوها عبارات التاريخ في صفحات القاموس السياسي.. أو صورة فوتوغرافية تكسوها الرطوبة في إحدى ردهات المتحف  العسكري.. أو مجرد صدى باهت يتردد على جدران سميكة في مغارة الأيديولوجيا..

بدأت عجلة التغيير بالدوران..

خلع الشبان والمراهقون “تي شيرت” الديسكو, وارتدوا فانلة جيفارا.. تناسوا فن الموضة, واتجهوا لدراسة وتطبيق فن الثورة.. ولأول مرة – منذ زمن بعيد- يتوحّدون بالوطن وهمومه وقضاياه حتى النخاع.. ولأول مرة – منذ زمن بعيد- يتقدمون بصدور عارية أمام الموت وجها لوجه, فيسقطون مضرجين بدمائهم, قبل أن تسقط آلية القتل الوحشية مضرجة بالعار والخزي والشنار..

بدأت عجلة التغيير بالدوران..

كانت الغطرسة قد استبدت برؤوس قادة النظام .. صار الغرور الحاكم الفعلي في القصر الجمهوري.. وقد استعاد  التاريخ صدى عبارة بلغت حد الذروة في الغطرسة والغرور(أنا الدولة,والدولة أنا) برغم أنه لم تكن ثمة دولة على الإطلاق!

بدأت عجلة التغيير بالدوران..

لم تعد المرأة عورة, بل صارت ثورة.. ولم يعد ثمة وجود لظاهرة الأغلبية الصامتة.. وما عادت الجامعة قاعة للتحضير؛ بل ساحة للتغيير.. وسقط القناع عن الوجه القبيح للنظام الذي أدمن المكياج.

بدأت عجلة التغيير بالدوران..

قد تظنها بطيئة.. أو تعتقد بأنها متعثرة.. لكنها تدور!

 

مجلة الاستثمار العدد 42

 

 

للمزيد من الأخبار تابعونا على موقعنا في الفيس بوك

مواضيع ذات صلة :