آراء وأقلام نُشر

معركتنا مع الإرهاب (6)

 

 

ثورة اليمن ورياح التغيير.. ودفع الإرهاب الدولي عن أراضيها .. ما كاد راديو صنعاء يذيع نبأ قيام ثورة سبتمبر 1962م ويحدد شكل العلم الجمهوري .. حتى رفعت أعلام الجمهورية بعدن .. على الدكاكين والمنازل والشوارع ووسائل النقل .. وغطيت أوجه العمارات بالأعلام ورفعت صور السلال إلى جانب الرئيس عبد الناصر .. لقد غصت مقرات نقابات العمل بعدن والاتحادات والنوادي والجمعيات .. بحشود المتطوعين للقتال .. أدرك أبناء الجنوب الحبيب أن الثورة في خطر .. وصل عدد المتطوعين خلال الشهر الأول للثورة إلى عشرين ألف متطوع .. لقد أدركوا أنه في إنقلاب 1948م لم يغادر عبد الله الوزير صنعاء .. وفي حركة 1955م لم يغادر لا السيف أحمد ولا أخيه عبد الله زعيم الحركة السليمة وقائده الميداني أحمد الثلايا .. الفارق هنا ... أن الذي أذيع تواجد الحسن شقيق السيف أحمد في المملكة الشقيقة يطالب بالإمامة .. بينما الأمام المخلوع محمد البدر في نجران يدعو قبائل اليمن لنصرة للزحف والعودة إلى صنعاء .. لذلك تحركت قوافل المتطوعين للدفاع عن الثورة من شوارع عدن مباشرة إلى محافظة تعز .. كي يشارك أبناء الشطرين جنبا إلى جنب للدفاع عن الثورة .. بعد التدريب والتسليح يتم توجيه المتطوعين إلى جبهة القتال في حجة وصعده مباشرة ( عجبا .. لقد تحولت الرسائل التي كانت تنقل من القاهرة وعدن إلى صنعاء سرا .. عبر المناضل عبد الملك محمد الطيب ) إلى أفواج من المتطوعين بالألوف من عدن إلى تعز .. أشرف مناضلوا الشطرين في عدن على نقل الأفواج ومنهم محمد سالم باسندوه وعبد العزيز باوزير وأحمد المروني والحكيمي والقباطي والعيني وأحمد نعمان والشيخ سنان أبو لحوم ومحمد الفسيل والعديد من تجار الشطر الشمالي ومن أعضاء جمعية اليمن الكبرى من شطري اليمن كذلك من أبناء ثوار الجنوب المتواجدين بمحافظة تعز والذين قادوا الانتفاضات في الشطر الجنوبي من عام 1928م وحتى ثورة سبتمبر 1962م وهم من حضرموت والعوالق وردفان والواحدي والمهرة وبيحان والعواذل والصبيحة والشعيب وحالمين والضالع والفضلي والحواشب ودثينه ويافع وخصوصا مفجري الانتفاضات عامي 54 / 1955م على طول خط الحدود بين الشطرين .. نفذ الفدائيون خلالها ألفي عملية مسلحة ضد الإنجليز بمساعدة السيف أحمد قبل وبعد انتصاره عام 1955م لإسقاط معاهدة 1934م بعدم الاعتداء بين الشطرين والمعروفة بمعادة ( يحيى رايلي ) لقد نفذ الطيران البريطاني في عدن ثلاثة ألف غارة جوية على طول الحدود منها ألف وخمسمائة غارة على الضالع وردفان .. في الأسبوع الأول للثورة وصلت ميناء الحديدة .. الباخرة السودانية نجمة السودان وعليها أول فوج مصري من القوات المصرية (خمسة ألف جندي ) من أحفاد الفاتحين اليمانيين الذين دخلوا مع الفاتح عمر بن العاص .. هبوا لنجدة أخوانهم في اليمن ولحماية الثورة .. كان قدوم أبناء الكنانة .. انتقاما لشهداء ثورة عرابي 1883م وثورة شهداء سعد زغلول عام 1919م وأيضا إعلام للعالم بأن ثورة اليمن قامت لتبقى مع ثورة الجزائر والعراق وسوريا وأيضا إسقاط مصر عبد الناصر لمعاهدة 1840م ) بين بريطانيا وتركيا التي قضت بضم الجيش البري البحري المصري تحت أمرة تركيا .. بعد انتصار الجيش المصري على تركيا واستسلام الأسطول التركي بالإسكندرية بمصر ... أجبرت المعاهدة مصر على دفع تكاليف الاحتلال البريطاني لمصر بالإضافة إلى دفع جزية للباب العالي وهو ظلم غير مسبوق مطلقا ومع ذلك خرجت مصر منتصرة من العدوان الثلاثي عام 1956م من قبل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل مجتمعة في حرب السويس .. خرجت معه شامخة منتصرة .. وأرسلت أبنائها لدعم الثورة السورية .. وإقامة معها دولة واحدة من عام 1958م إلى 1961م كما أنضمت إليهما اليمن عام 1955م .. كذا أرسلت مصر قوات لدعم حركة التحرير والتحرر في القارة السوداء في 16 دولة افريقية حصلت على الحرية بدعم مصر .. لقد تم فتح معسكرات تدريب في تعز لثوار الجنوب ومنها انطلقت جبهتي ( التحرير – والقومية ) عام 1963م لإخراج قوات الاحتلال البريطاني من عدن وإعلان الكفاح المسلح ضد الاحتلال .. 

 

يتبع الحلقة السابعة

مواضيع ذات صلة :