آراء وأقلام نُشر

معركتنا مع الإرهاب (8)

 

 

الحل و الحرب .. بين جبهتي التحرير و القومية , و الصراع المبادئ بين "الشرق و الغرب في اليمن" لقد نجحت حركة القوميين العرب و حزب البعث العربي الاشتراكي و حركة الشيوعيين العالمية في تجنيد أعضائها من الطلبة اليمنيين الدارسين في كلا من ( لبنان , و مصر , و شرق افريقيا , الكويت , العراق , سوريا , روسيا , و دول المعسكر الاشتراكي ) ثم من النقابات و الاحزاب في عدن , خلال الاعوام 42/ 47/ 1958 م , ثم تحول المنتسبين للأحزاب إلى فصائل قتالية أثناء حرب التحرير بعد ثورة سبتمبر 1962 م و قد انخرطوا مع المتطوعين للقتال في تحرير الجنوب من داخل اليمن و خارجها , ثم ظهرت جبهتي التحرير و القومية لقيادة الكفاح المسلح على مستوى اليمن و دول الجامعة العربية ... لكن العالم كان مسدوداً عبر الاخبار الإذاعية لما كان يجري في مصر التي ظهرت عام 60 م/ وحتى 1965 م كعاصمة للعالم الثالث ... لقد ادى انتصار مصر في صد العدوان الثلاثي عام 1956 م في حرب السويس إلى ارسال قوات مصرية أعقبها الوحدة مع سوريا من عام (1958 م إلى عام 1961 م) ثم انتكست التجربة لحداثتها لكنها لم تعيق ارسال مدربين إلى ستة عشر دولة افريقية للحصول على الحرية من المستعمرين ... لم يعد في القاهرة خديوي ... يطلب من دولة اجنبية احتلال مصر لحمايته ... لقد ولدت ثورة عرابي عام 1882 م الثورة الصينية و كان ( شو ان لاي , و ماو ) قائدا استقلال الصين معجبان بثورة عرابي كما أن محرر الهند ( غاندي ) كان معجباً بثورة سعد زغلول السلمية عام 1919 م إن القاهرة ثم الاسكندرية تمسحان اثار اعتداء بريطانيا عام 1882 م و احتلالها لمصر بدعوة من الخديوي حيث سقط خمسون الف شهيد مصري من المدافعين , و نصف مليون جريح في القاهرة و الاسكندرية استقبلت القاهرة مؤتمرات القمة العربية ..ثم تأسيس منظمة الوحدة الافريقية , وكذلك قمة دول المنظمة , و كذلك قمة دول عدم الانحياز ,ثم مؤتمر الدول الاسلامية , كذلك جمع القارات الثلاث .. منظمة الأفرواسيوية , و دول امريكا الجنوبية مراقبين في كل القمم ... كانت المواضيع التي تناقش في القمم العربية تمثل دعم الجامعة و التضامن العربي في ضم الجيوش العربية و اجتماعاتها دوريا ممثلين باركان حرب جيوشها , ثم معرفة الأخطار من إنشاء مفاعل ديمونة الصهيوني النووي بدعم فرنسي , و التصدي لسرقة مياه نهر الاردن, و نهر الليطاني بلبنان ...و الإسراع في تمثيل الشعب الفلسطيني في منظمات مسلحة لتحرير فلسطين ... ثم مواجهة العدوان الصهيوني على اجواء سوريا , و العمل على وقف تحرشات شاه ايران بإمارات الخليج و الكويت ... أما في القمم الافريقية فقد كانت الأولوية لتحرير معظم دول القارة السمراء ومنها ( جنوب افريقيا , الكونجو ,انجولا , و موزنبيق ) و ما تتعرض له القارة اقتصاديا من نهب لثرواتها ( سبعين في المائة 70%من ذهب العالم , و تسعين بالمائة 90% من النحاس ثم الألماس , النفط , اليورانيوم , و الأخشاب و خامات أخرى تقدر بترليونات الدولارات , ثم منع أي حرب بين دول منبع و مصب نهر النيل ... أما في قمم عدم الانحياز استمرار الطلب إلى روسيا و امريكا بفتح قنوات التفاوض للحد من التسلح لمنع تهديد الأمن و السلام العالميين , و إلى دول العالم الثالث المستضيفة لقواعد عسكرية لروسيا و امريكا ... رفع تلك القواعد من اراضيها بما فيها العربية و الاسلامية , ثم التعاطف مع ضحايا حرب شعوب جنوب شرق اسيا و ضحايا كمبوديا , لاوس , و فيتنام التي سقطت على اراضيها ( ستة ملايين طن من القنابل و القذائف ) و دعم دول امريكا الجنوبية _ بالحصول على الحرية _ لقد ايقظت مصر عبد الناصر دول العالم الثالث خلال الاعوام 1952 وحتى عام 1965 م ... كما وصل لزيارتها قادة العالم منهم ( الرئيس الروسي , و رئيس وزراء الصين ثم الهند (شو ان لاي , و نهرو ) و الرئيس الاندونيسي , و رئيس امريكي السابق) ... و اثناء زيارة الرئيس اليوغسلافي (تيتو ) و هو احد اقطاب عدم الانحياز حذر القيادة المصرية من استياء الرئيس الامريكي جونسون و اسرائيل كان تيتو يشك في ضلوع جونسون في عملية اغتيال الرئيس كندي و كان من ابرع خبراء الانفراج و السلام في العالم _ ولكن ذلك شأن امريكي _ وما يخص مصر هو العدوان على حياة الرئيس ناصر شخصيا ًو عدوان اسرائيلي محتمل على مصر , لم يؤخذ تحذير تيتو على محمل الجد و لكنه حدث عام 1967 م العدوان الاسرائيلي ثم عام 1970 م وفاة عبد الناصر. وأمام تشابك تلك الأحداث العالمية و مع استمرار الخلاف بين الملك فيصل و اخيه سعود ووجود المرتزقة و الاسرائيليين و غيرهم و استمرار الحرب في اليمن كان المشير عبد الحكيم عامر مستشار القيادة اليمنية و قائد عمليات وخطط و المعارك للقوات المصرية الداعمة لموقف الجمهورية العربية اليمنية و الموجود في صنعاء على رأس اربعين الف جندي و ضابط مصري ,لإسناد و دعم خمسين جبهة قتالية مستعرة ومعها تقديم الدعم اللوجستي لثوار جنوب اليمن على طول الحدود من خلال ( جبهة التحرير , و الجبهة القومية )فقد كان قبل ثورة سبتمبر 1962 م في عدن ما يزيد عن ستين حزب سياسي و خمسين نقابة عمالية ... انصهر البعض منهم مع قوى الثورة العربية ممثلة في (مصر, و العراق ,و سوريا , والجزائر ) .. لقد كان في عدن اكثر من مائة نشرة و صحيفة و دورية تصدر في عدن و ترسل للشمال و الجوار في صحف لمختلف التيارات و الاطراف التي امتلكت فيما بعد السلاح ... و بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961 م كانت الاذاعات العالمية تنقل تحالف الاحزاب مثل تحالف الحزب التقدمي الوحدوي في حزب البعث (اليميني و اليساري سوريا ) مع حركة القوميين العرب , ثم حركة الوحدويين الاشتراكية مع الجبهة العربية المتحدة وهكذا , في مدينة تعز تم تشكيل الجبهة القومية التي اتخذت من معركة ردفان في 14 /اكتوبر /1963 م شعارا لها , و انتهجت حرب تحرير شعبية أسوة بالجزائر , وكوبا , و فيتنام ... كما تم تشكيل جبهة التحرير في تعز ايضا عام 1964 م و اتخذت من حادث مطار عدن في 10/نوفمبر/1963 م شعارا لها و انتهجت اسلوب الهند في الحصول على الاستقلال من خلال مطالبة بريطانيا و الامم المتحدة معا بالاستقلال كما حدث في الهند ... حاولت القيادة اليمنية المصرية توحيد الجبهتين في منظمة واحدة في تعز ( اثنا عشر عضواً من التحرير , و ستة من القومية وهم : سالم زين , سيف الضالعي , طه مقبل , عبد الفتاح اسماعيل , علي السلامي , عبد الله المجعلي . ومن التحرير : الأصنج , احمد الفضلي , جعبل حسين , باسندوة , عبد الله عبيد . ومن المستقلين : المكاوي الامين العام للجبهة الموحدة , قد ابلغت الجامعة العربية بذلك و لكن حدث اتصالات إلى العديد من السفارات (الصين , روسيا , و الدول الاشتراكية , السعودية , الكويت , العراق , سوريا , كوبا , بريطانيا , امريكا ) من قبل اعضاء الجبهة الموحدة أو من ممثليهم للحصول على الدعم منها كلا بحسب ايدلوجيتنه مما اعطى الاجنحة فرصة للخروج على الإجماع و محاولة الحصول على الاغلبية ضد الاخر استعدادا لمفاوضات مع قوة الاحتلال متفرداً بذلك العمل عن الاخرين ما أدى الى استعاد كل الاطراف لعملية الاغتيالات ثم التخطيط للمواجهة والاقتتال الدموي في عدن كما سيتم توضيحه في الحلقة التاسعة .

 

يتبع الحلقة التاسعة

مواضيع ذات صلة :