من وضع الكهرباء تستطيع أن تعرف أي مستقبل ينتظر اليمن ، وأي حكومة تدير شؤون البلاد، وهل هناك دولة أم أكثر من دولة داخل الدولة ؟، هل هناك رئيس أم دخلنا فعلا في زمن ملوك الطوائف وأمراء الجماعات؟.
تنقطع الكهرباء لساعات طويلة فتتوقف الحياة، تبقى أعين الناس شاخصة تعد الساعات في انتظار عودة الكهرباء لساعتين ، وتنحصر أحلام الناس في شحن التلفونات والموبايلات وانجاز القليل من الأعمال.
انقطاع الكهرباء يدمر الحياة العادية فكيف بالحياة التجارية والاستثمارية ، فعن أي استثمار نتحدث والمدن تغرق في الظلام ، والمسرح السياسي والاقتصادي تحكمه الفوضى .
أي مستقبل؟ ، ومصير البلاد برئيسها وحكومتها وناسها أصبح معلقا بيد “كلفوت” ، وهو الاسم الذي أضحى رمزا للتخريب باعتباره السبب في ضرب محطة مأرب وخطوط نقل الكهرباء.
لقد أصبح “كلفوت” أشهر شخصية يمنية ، وأسم يردده كل اليمنيين وفي كل الأوقات ، وتطغى قصصه على أخبار الحوار الوطني وتصريحات الرئيس ووعود الحكومة التي لا تجد أي اهتمام شعبي ويعرف الناس أنها مجرد بيع كلام .
لا يجد المواطن أي تأثير لقرارات الرئيس أو لبرنامج الحكومة في حياته اليومية ، فيما “كلفوت” يصل إلى كل بيت وفي كل المدن ولو باعتباره رسول الظلام والرجل المسيطر والمتحكم في حياة الشعب ومصير الوطن يتفضل عليه بالضوء متى شاء ويغرقه في الظلام متى قرر.
أين الحكومة من كل ما يحدث ؟ وهل يدرك مسئولينا أن الوضع فعلا أصبح لا يطاق وأن الكهرباء أطفئت طموحات الناس الثورية ، ولم يعد اليمني يحلم بدولة مدنية ومستقبل مشرق ، انه يريد أن يعيش حياة طبيعية وكفى.
يتساءل المواطن : إذا كانت الدولة غير قادرة على ضبط المخربين وقطاع الكهرباء ، فعليها البحث عن بدائل لمحطة مأرب المنكوبة .
لم يعد يجدي تبرير الفشل واختلاق الأعذار، فخروج محطة مأرب عن الخدمة لا يعني ان بقية محطات الكهرباء تعلن تضامنها في نفس الوقت وتقرر التوقف من تلقاء نفسها ، يريد المواطن معرفة الحقيقة وهل السبب فعلا أزمة ديزل أم فشل إداري أم أنها لعبة قذرة لمجموعة سياسية او تقليدية تقود البلاد إلى الهاوية؟
لقد تجاوز العالم مرحلة الغاز والديزل ووصل إلى وسائل متاحة لتوفير التيار الكهربائي بالرياح وبالألواح الشمسية ومن خلال مشاريع التحليه.
والبحث عن بدائل لا يعني الشطح إلى الكهرباء النووية ، هناك طرق عديدة ومتاحة ، لو أن الحكومة تتحرك قليلا ، لو أنها مثلا تتبنى اختراع وفاء الريمي وزميلاتها في فريق “ انجاز اليمن” ، جهاز لتوليد الكهرباء وتشغيل الأجهزة ، انه اختراع من واقع بلدهن ويجسد المقولة الشهيرة “ المعاناة تولد الإبداع”.