أتفق الأقدمون على أن «آخر العلاج الكي» باعتباره الوسيلة التي يضطر المرء للجوء اليها في علاج بعض العلل ، بعد أن تستعصي عليه كل أنواع العلاج الأخرى ..
لن يرغب عاقل في إستخدام الكي علاجاً ، لكن الاضطرار هنا يكون سيد الموقف ..
والآخر ينطبق على أمور شتى في الحياة ، لا علاقة لها بالطبابة !
وقد جعل الله الطلاق مُخلّصاً )للرجل حيناً ، وللمرأة حيناً ، ولكليهما احياناً( في تسوية
بعض المشاكل التي تعتور الحياة الزوجية ..
ولأن الخالق أدرى بعباده فلم يجعل الطلاق حراماً ، بل جعله «أبغض الحلال» .. فحين يغدو الاستمرار في الزواج محالاً ، يصبح الانفصال حلاً وحلالاً !
والمشهد قائم في الاجتماع والسياسة على السواء .. وفي غيرها من الأشياء . وقيل في مأثور كلام الأولين : «مُكرهٌ لابطل» في إشارة الى قول او فعل يأتيه المرء غصباً عنه ، لا خيار له فيه .. وقد يكون في هذا الفعل من الفداحة الكثير او الخطير ، غير ان إبقاء الأمر دونه أفدح !
وفي البورثريه الوحدوي ، تتعدد اليوم مشاريع شتى تهدف الى أمور من هذا القبيل ، ليس حباً فيها ، لكن « الضرورات تبيح المحظورات » .. فالإنفصال فعل بالغ الفداحة والضرر بالجسد اليمني ، بل بالروح أيضا .. لكن البعض يراه علاجاً لداء راح يستفحل في هذا الجسد ، وبات يهدده بالهلاك ، برغم أنني لا أرى العلة مستفحلة على ذلك النحو القاتل الذي يدعو علر الإستئصال - الإنفصال !
ويجد آخرون في الفدرلة علاجاً آخر للعلة ذاتها .. ويرى غيرهم إصلاح مسار الوحدة ، أو تصحيح نهجها ،، وأنا من أصحاب هذا الرأي برغم ضعف موقفه في ظل الغضب الجامح أو الاستنفار الكالح الذي يسيطر منذ زمن غير قريب !!
وفي كل الأحوال ، أتفق الجميع على وجود العلّة ، برغم اختلافهم في تحديد نوع العلاج ..
وفي حال كهذه ، يتهدّد سوء الإختيار حياة العليل، ربما أكثر مما يتهدده بقاء العلّة ذاتها في بعض الأحيان !
اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكني أسألك اللطف فيه..
وليكن التوفيق من لدنك الى سبيل الرشاد والسداد ، في ظل هذا الإنسداد والسواد !
رئيس تحرير صحيفة الوحدة الأسبوعية
wareth 26@hotmail.com