إن يوجه محافظ تعز بصرف إكرامية لعمال النظافة فهي خطوة تستحق التقدير لرمزيتها ودلالتها , وأن يكون للمسؤول لمسة إنسانية في ممارسته لعمله , في علاقته بمن حوله من عاملين فهو مسؤول ناجح , آخرين وهم كثر للأسف الشديد يعتبرون ذلك ضعفا وشعارهم في الإدارة أنك كلما شخطت ونخطت سار الكون على مزاجك ورغبتك, وانظر فالغرب نجح حين توافرت الإدارة الناجحة! وتأخرنا نحن حين لم نعر للأمر انتباها , ولو دققت في العملية الإدارية حيث لا يزال ( اجروا اللازم ) و(حسب النظام) أسلوبين إداريين عقيمين سائدين لا تدري من أي زمن غابر توارثناهما! وحتى في إعلامنا لا زالت الصيغ هي الصيغ التي تأسست في العام 62م!, فكيف يكون المستقبل قادم وأنت متخلف إداريا بل وتكرس يوميا العقم الذي فرضه التخلف , وكان الأمام نتيجة له وليس سببا , ونحن في هذا الزمن نحمل الأمام وعهده كل اخطائنا وننام مرتاحين , وانظر أيضا فأجمل ما في الأمر أن (الديمقراطية) زادت عن الحد وفاضت حتى أنني أقول مثل هذا ولن يذهب بنا إلى الأمن السياسي أو الوطني أو أي جهة تقول لك (عادك ملكي)! هذه النعمة الوحيدة أن تقول ما تريد لكن بالمقابل فالشعار الآخر وسيء الذكر لا يزال عائشا وبصحته الكاملة (واحنا سنفعل ونقول ما نريد)! أقول أن محافظ تعز بخطوة جميلة وكهذه فقد التفت إلى فئة نحملها كل سيئاتنا الحسية والمادية ونتأفف منها ونحتاج إليها , ونظل نلعنها ليل نهار إذا قصرت في لفلفة مخلفاتنا , نتهكم عليها , نتقزز حين نرى أحد أفرادها يمد يده بسبب الجوع والفاقة والعيشة الضنكة ونحن كل ما نفعله إغلاق زجاج سيارتنا سريعا هذا إذا مددنا ببعض القروش!, هل تعلمون أن من أكبر الرواتب في اليابان ينالها عامل النظافة, وهو المحترم ومن يشار إليه حسدا بكونه من الفئة المرتاحة في أوروبا أيضا , وانظر كيف يسخرون - بضم الياء - لهم الإمكانات ليؤدوا عملهم خير أداء ويصونون كرامتهم بالاحترام الذي يستحقونه !! , أن يقوم محافظ تعز بصرف إكرامية لعمال النظافة فهي لفتة كريمة وفي محلها ولها دلالتها ورمزيتها مرة ثانية أقولها , والأمل أن ينسحب هذا على نظرة الآخرين لعامل النظافة وترتقي عبر التوعية بدوره النظرة المجتمعية له كإنسان وكفعل يومي حين ينظفنا وسط تهكمنا, وتعالينا, وكبرنا, وسخريتنا , بينما ديننا العظيم الذي سيسناه يقول رسوله الأعظم بأن النظافة من الإيمان , فكيف يكون عامل النظافة إذا؟ شكرا .. شوقي .
_thumbnail.jpg)
