آراء وأقلام نُشر

بيت هائل ..

 
مشكلة البطالة والاقتصاد لا تهم أحدا في هذه البلاد ؛ كم سنكون واهمين إن افترضنا أن الحكومة تعمل من أجل ذلك أو تهتم !.. سنكون أكثر وهما إن اعتقدنا من منطلق حسن النية إن ما يجري من أعمال تخريبية وإرهابية ضرب من الصدفة و شوارد مصائب تنهال على هذا الوطن المثخن بالجراح .
 
إن شن حرب ممنهجة ضد أمن المجتمع والأعمال والمشاريع ؛ واستهداف أعتى مؤسسات الجيش بعمليات إرهابية , وتحدي النظام  في عقر داره وبهذا القدر من الجريمة والشر , يعكس إصرار ضباط إيقاع كثر يلتقون الآن على  قاسم مشترك , وهو ما يفسر كل الأحداث التي تشن على اليمن ؛ بدءا  بالحرب على بيت هائل سعيد , ومن ثم استهداف معقل مهم للحكم . هناك شباب أعمارهم أقل من ثلاثين سنة عاطلين عن العمل وليس لديهم شهادات جامعية ؛ يتحولون إلى أحزمة ناسفة والحل يكمن في حل مشاكل الشباب عبر دعم القطاع الخاص لتوسيع الأعمال وبناء الفرص والمشاريع  الصغيرة والتعليم , والاهتمام بالمناطق القبلية ووضع خارطة طريق لحل مشاكلها التي أدت إلى تدمير خطوط الكهرباء وكبدت الدولة نحو خمسة مليارات  دولار خلال عام واحد فقط ؛ وقد كان من الجنون بشعب وحكومة أن يطلب مساعدات الأشقاء والمانحين وفي نفس الوقت يقف الجميع على طاولة تدمير الذات وخلط الأوراق والتفرج على أنبوب البترول وهو يدمر ويتوقف , وإن أعيد إصلاحه , يضرب بعد ثلاثة أو أربعة أيام في أحسن الأحوال ,خصوصا في النصف الثاني من هذا العام . كذلك من العيب الاستمرار في هذا العبث ؛ مثل أن تهدد مجموعة تجارية مثل بيت هائل سعيد وتستهدف أمام مرأى ومسمع الدولة والمجتمع والأحزاب والمنظمات الدولية ؛  ولا تضرب الدولة بيد من حديد.  كيف يستمر السكوت على ما يجري ضد مجموعة عريقة أوجدت عشرات الآلاف من فرص العمل .. بل هي التي ساهمت بفاعلية في صناعة الموارد البشرية لليمن بالخبرة والكفاءة وكانت من الأسباب القوية لتصدير أبنائنا بمهارات عالية إلى الخارج وإلى مؤسسات القطاع العام والخاص داخل الدولة .    يبقى القطاع الخاص في كل زمان ومكان صمام أمان التنمية ؛ وليس من العقل والحكمة أن يستمر صمت الدولة تجاه من يشن حربا وأسباب عقدة تجاه المستثمرين والشركات ومجتمع الأعمال , ويتفنن بتخليق التهم التي تبدو سخيفة مثل الحديث عن حكايات الزئبق بقصص خرافية وخيال كاذب , وحبكات درامية لا تزيد عن كونها شططا تهدف إلى صرف الناس عن جوهر الأشياء والأزمات والتحديات التي يواجهها اليمن . ورغم أن المشكلة تنموية وصراع تحول , فإن اليمن تنفق الكثير على الأمن دون جدوى , ولا تهتم بالتنمية , وتستمر الحكومات المتعاقبة تشكو قلة المخصصات المتعلقة بأجهزة الأمن وترفع من موازناتها لتحسين الاستقرار وتزيد في ذلك بعد كل الضربات التي تستهدف المجتمع والسفارات والمشاريع ورجال الأعمال ؛ ويستمر الخراب، والأعمال الإجرامية تتمدد وهي تقتنص الثغرات بهجمات إرهابية جديدة ؛ سواء بسيارات مفخخة , أو  بقطاع طرق جدد ومتخصصين بأعمال الاختطافات واستهداف المشاريع والمؤسسات الحيوية التي تبدو  في نظرهم مستقبلا واعدا وأكثر دسما , وإن كانت الأهداف وسط الزحام .. أو تحت أعين الحراسة ونقاط التفتيش . ولا يغرب عن البال المسلسل القديم الذي استهدف رجل الأعمال الشيخ نبيل الخامري ؛ الذي ألحق بأعماله خسائر باهظة نتيجة ابتزاز ومزاعم كاذبة عن مشاكل وقضايا تتعلق بوهم كبير اسمه الزئبق الأحمر ؛ ولولا روحه القوية وإرادته  لكان ذهب مع رياح الفوضى التي تعم اليمن منذ عقود. ويتجدد الحديث عن الزئبق وكأنه أكياس بهارات أو صبغة طبيخ ... صارت تستخرج وتحمل ويتم تداولها على ظهور وأعناق القبائل وضباط الثغور !
 

 

مواضيع ذات صلة :