- قلنا في بداية حديثنا عن مثلث الأطماع الشيطانية ، انه ليس هناك أشد خطورة من ايران وأطماعها الفارسية في منطقتنا العربية الا اسرائيل وأطماعها الصهيونية .. وفي المقابل ليس أشد خطورة من اسرائيل وأطماعها الصهيونية في منطقتنا العربية الا تركيا وأطماعها العثمانية .. شئنا ذلك ام أبينا !!
- وقلنا ان لكل من تلك الدول أهداف استراتيجية حاضرة وأمجاد تاريخية غابرة تسعى الى استعادتها من جديد على حساب الأمة العربية التي وبفعل تشتتها الى دويلات أضحت لا تمتلك أهداف استراتيجية تسعى لتحقيقها سواء كان ذلك من خلال تقديم مشروع إنساني عالمي او حتى استعماري ناهيك عن التفكير في استعادة أمجادها الغابرة !!
- تركيا التي تضع رجل لها في أسيا كدولة مسلمة ورجل اخرى لها في أوروبا كدولة علمانية وتعرف نفسها كأمة عظيمة لها أمجاد على الأقل في التاريخ الاسلامي من خلال ما كان يعرف بالخلافة العثمانية وهي بذلك ومن خلال نظامها الحالي تحاول استعادة ذلك المجد العثماني .
- تركيا فشلت في ان تجد لها قبولا في الجانب الاوروبي العلماني الذي كانت بعض شعوبه مسرحا للإمبراطورية العثمانية وبالرغم مما قدمته من تنازلات سواء من قبل النظام القائم او الذي سبقه ، حيث قبلت بالانظمام الى حلف النيتو العسكري الاوروبي الامريكي وذهبت الى تطبيع العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية مع اسرائيل الصهيونية ! ( العدو المفترض للمسلمين ) حيث وصل التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل الى ما يقارب الـ 7 مليار دولار في العام 2014 في حين كان لا يتجاوز ذلك التبادل نصف مليار دولار في 2009
- بعد فشلها في ان تحد لها مكاناً في أوروبا رأت انه بالإمكان ان تجد لها مكاناً في المنطقة العربية ، لكنها تحتاج الى ارضية فلسفية وفكرية تستطيع من خلالها تقديم نفسها الى الشعوب العربية - وكون الشعوب العربية بطبيعتها إسلامية وكون الشعب التركي شعب مسلم اساسا ، ذهب النظام الحالي الى تبني فلسفة الاخوان المسلمين وقدم نفسه وكأنه ممثل الجانب السني للمسلمين في مقابل الجانب الشيعي الذي يتبناه النظام الإيراني مستغلا مستغلا ومرتكزا على التواجد التنظيمي والحركي لجماعات الاخوان المسلمين في كل او معظم البلدان العربية تلك الجماعات التي تتعطش للوصول الى الحكم في بلدانها حيث عملت تركيا على تقديم هذه الجماعات للحليف الامريكي كبديل للأنظمة العربية القائمة في تقاطع واضح للمصالح بين النظام التركي وتلك الجماعات من جهة والولايات المتحدة الامريكية من جهة اخرى ، طهر ذلك فيما عرف بالربيع العربي ( وهذا مصطلح اطلق من أمريكا على احداث العام 2011 ) حيث عمد النظام التركي الى دعم جماعات الاخوان المسلمين ماليا وسياسيا وإعلاميا وحتى عسكريا ( كما هو حاصل في سوريا ) .
- اهتم النظام التركي في دعمه لجماعات الاخوان المسلمين بالمناطق التي كانت مسرحا للخلافة العثمانية ، مصر ، تونس ، ليبيا ، اليمن ، وسوريا ومزايدا بالقضية الفلسطينية وخصوصا غزة التي تحكمها حماس الإخوانية ، تاركا العراق لإيران الشيعية ! الماذا ؟ لان العراق مسرح امبراطورية ايران الفارسية التاريخية وهي خط احمر لإيران ! ( سوف نتناول مزايدة اردوغان بقضية فلسطين وخصوصا غزة في مقال مستقل ان شاء الله ) ..
- من جانب آخر تركيا وبنظامها القائم تعمد الى تأجيج الصراع ضد الشيعة في مناطق نفوذها التاريخية في الوقت الذي تقيم فيه علاقات اقتصادية قوية مع ايران حامية كرسي التشيع حيث وصل التبادل التجاري بين البلدين أفي العام 2014 الى ما يقارب الـ 14 مليار دولار وعلى وقع اشتداد المعارك في سوريا واليمن !! يسعى البلدين الى رفع هذا الرقم لـ 30 مليار دولا .!!
- تركيا وفي سعيها لبسط نفوذها في الوطن العربي وخصوصا مناطق نفوذها التاريخية في الحقيقة ليست دينية بحته بقدر ماهي لتحقيق اهداف اقتصادية وجيوسياسية بعد فشلها في تحقيق ذلك عبر الجانب الاوروبي ! في الوقت الذي يسعى فيه الجانب الإيراني لنفس الأهداف اضافة الى استخدام كل منهما لحلفائه وقوة نفوذه كأوراق ضغط تفاوضية مع الدول الغربية أمريكا وأوروبا سواء كان ذلك في ملفات سياسية او اقتصادية او عسكرية وحتى تكنولوجية كما هو حاصل مع ايران حاليا !!
- تقوم تركيا مستغلة الفضاء الإعلامي المتاح حاليا عبر الأقمار الصناعية ( مثلها في ذلك مثل ايران ) بتوجيه خطابها السياسي والديني الى الشعوب العربية عبر قنوات فضائية رسمية تابعة لها و ناطقة باللغة العربية وكذا من خلال تمويل قنوات فضائية تابعة لجماعات الاخوان المسلمين في المنطقة .
- و هنا يظهر لنا بوضوح لا لبس فيه التشابه الكبير في سياسات كل من ايران وتركيا الاسلاميتين تجاه المنطقة العربية سواء من حيث الوسائل او الأطماع كما يظهر مستوى التنسيق في تقاسم الأدوار بينهما في سعي كل منهما لتحقيق أطماعها الشيطانية في منطقتا العربية وخصوصا مناطق نفوذهما التاريخية !!
@ اخيراً نحب التأكيد على أننا ::
- مع تركيا القوية في ذاتها ضد أعدائها .. لكننا لسنا معها في أطماعها العثمانية ولسنا أعدائها المفترضين .
- مع ايران القوية في ذاتها ضد أعدائها .. لكننا لسنا معها في أطماعها الفارسية ولسنا أعدائها المفترضين أيضاً