آراء وأقلام نُشر

الإرهابيون يعذبون الآخرين ويستلذون بعذاباتهم

 
نشاهد الأعمال الإرهابية والتفجيرات الإنتحارية التي تجري هنا وهناك ، وعادة ما نندفع الى الاشارة بالمؤامرة وتحديد من يقف خلفها من احد الخصوم والاعداء ، باعتباره مستفيدا من ذلك.وهذه نظرة عاطفية تشوبها السطحية في التشخيص الواقعي لهذه الظاهرة الارهابية المقيته متعددة الاوجه والاقنعة فمهما تعددت طرائق الارهاب فالارهاب واحد في المحصلة والنتيجة النهائية ومع اختلاف بسيط في الكيفيه والطريقة التي يخرج فيها وينفذ الارهابي الجريمة.
 
ونحن في البداية نحاول تحليل الظاهرة ونستهل بسؤال ما الذي يدفع الانسان لتعشق الموت؟ من اين اتى هذا الارهابي ومن يخدم؟وهل يعقل انه في سبيل خدمة جهات معينه ان يفجر نفسه ويموت مخلصا لها؟
 
لا شك ان هناك اختلال كبير جعل الموت هو الطريق لمتعة الحياة بالنسبة لهذا المريض الذي افتقد الامل بالعيش الكريم بالحياة الصرفه فاندفع للتعشق الموت بحثا عن حياة اخرى،
وواقع الحال ان تعشق الحياة الصرف لا يتاتى الا عبر عقلية الوفرة،بينما عقلية الشح والندرة تدفع لتهئية الارضية باتجاة تعشق الموت ففي مجتمعات الندرة التي يكون فيها عجزا في الموارد تنشأ فيها عقلية أغلاق فينشأ البشر فيها ببئية يكرهون بعضهم البعض ويشتغلون ببعضهم البعض لانهاء بعضهم البعض ذلك ان في الندرة يغدو الزام الاقتتال على الندرة في الموارد كجزء من متلازمة طبيعية لا يوجد فيها الحد الانى من الحقوق الا باعتبارها امتيازات وحيث ان الحصول عليها يغدو امتيازا فأن الاقتتال يغدوا على البقاء وهنا مرحلة ما يسمى بعلم النفس بالتهروفيليا او تعشق الموت وهنا من واجبي ان انهيك كي احصل على هذه الامتيازات لكي استمر، ان عقل الندرة والشح عقل منقوص يحاول انهاء الاخرين لكي يحيا هو بدلا من ان يتعاون مع الاخرين لمواجهة هذا العجز في الموارد.
 
انها عقليه الشح اكون او لا تكون او عقدة جهنم هل امتلئتي فتقول هل من مزيد، عقلية تحرق الجميع لكي تبقى. وواقع الحال لا يمكن تجاوز ذلك إلا مع الانتقال من عقلية الشح الى الوفرة وبحيث يوفر الشعور لهذا المريض بالغد الآمن، امن يتجاوز الدولة الى امن يعيد فيه اعادة تشكيل وجوده والاطمئنان والامل لمستقبله والعمل الايجابي من اجل ذلك لتجاوز تحدي انتشار ثقافة الموت الذي دمر شعوبنا وجعل مجتمعاتنا خارج منطق التاريخ.
 
 

مواضيع ذات صلة :