بقلم : ســلــيــمــان الـهـبـوب
قد نتفق مع إنجاز وزارة السياحة لعام 2008م ... أن قطاع السياحة رغم الصعوبات الجمة التي يواجهها بسبب ضعف إمكانيات صناعة السياحة والقصور في مستوى الوعي الاجتماعي تجاه هذا القطاع ن فضلاً عن المهددات الطارئة قد استطاع أن ينمي إسهامات في دعم الناتج المحلي الإجمالي ليتجاوز سقف الـ 178مليار ريال (886مليون دولار) عام 2008م .وهو ما يؤكده تقرير الحكومة لنفس العام ... وقد يختلف الكثير من أعضاء مجلس النواب مع ذلك الأداء الذي وصف بالضعيف .. ونعتقد بأن الجهد الحكومي لا يزال متواضع على الرغم من ظهور نشاط ترويجي خارجي في بعض عواصم الدول في قارات مختلفة (في بعض المعارض) وليس واضحاً في الداخل بشكل موازي ولكننا بالعودة إلى إجمالي عدد السياح في الدول العربية لعام 2005م .
نجد أن عددهم لا يتجاوز (51مليون سائح) حصلت خمس دول عربية على (70%) من إجمالي عددهم في كل من مصر ، والسعودية ، وتونس ، والمغرب ، ثم الإمارات حسب حركة السياحة العالمية وتشكل نسبة (5%) من أعداد السياح على مستوى العالم ما يقل قليلاً عن حصة أسبانيا التي تصل إلى نسبة (6.9%) من إجمالي أعداد السياح عالمياً وحصة اليمن نسبة (1.5%)منها .
ولمضاعفة الترويج المحلي فقد ناشدنا القائمين في السياحة والثقافة وهيئة الكتاب القيام بإعادة طبع ثلاثة أجزاء عن أثار الجوف تضم حوالي أربعة ألف قطعة أثرية وتنشيط دور المتحف الوطني بصنعاء في إطار ترويجي دولي ومحلي لتوعية المواطنين ومنهم أبناء الجوف عن اهتمام مؤسسات الحكومة بالآثار وكذا تهيئتهم لمنافعها الاقتصادية ويرى مجلس النواب أن الحكومة معنية بتجهيز المواقع السياحية والمتاحف في وسط مساحة تتوفر المطاعم والمواقف والمرافق والألعاب المنتزهات للسياحة المحلية والدولية ... ونحن نعتقد بأن خطط الوزارات السياحة والثقافة في واد وتوصيات مجلس النواب في وادي آخر ... نأمل إيجاد طريقة للجمع بينهما لصالح الوطن .
إننا نؤمن بأن دعم السياحة لا يمكن الوصول إليه مالم يتم إصلاح المهددات الأساسية ..
– إنهاء قضايا الخلاف المفتعل بين السلطة والمعارضة
– أثار الأزمة المالية على الاقتصاد اليمني التي أنهكته عملياً
– أن يساهم العالم مع اليمن في معالجة أثار الإرهاب التي صدرها لليمن بذرة وحصاداً .
إننا نؤكد بأن تلك المؤثرات هي أساساً خارجية وكان لها تأثير مباشر على السياحة وعلى زعزعة الاستقرار والنمو الاقتصادي بأن حروب الشرق الأوسط (1948-2001م) نهاية احتلال العراق بذرت روح الكراهية بين أفراد دول الشرق الأوسط ضد الهيمنة لدول حلف الناتو المجتمعة حالياً والتي لم تعالج حتى اليوم أسباب تلك الحروب إلا جزئياً ؛ وعملت على تقوية الإرهاب بدلاً من محاصرته وهي التسمية التي وضعت مقابل الظلم الواقع في الشرق الأوسط وللأسف فقد تدخل الحلف في سياسات الحكومات عسكرياً وأمنياً وتوريطها مع مواطنيها في مواجهات حربية مسلحة كما يحدث في اليمن وباكستان ثم أبتعد بنفسه عن تقديم الدعم الاقتصادي والعون العسكري لتلك الحكومات متناسياً أنه أحدث مصطلح الإرهاب المعكوس وترك تلك الدول تواجه مصيرها ... وهو عمل شيطاني لا أخلاقي ... ثم ترك دول الإقليم تواجه الكوارث الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية .. لوحدها .. وهو ما نعانيه في اليمن .. إننا ندرك أن اشتعال تلك الحرائق المدمرة مسئولية المجتمع الدولي والتي نخشى أن تمتد إلى الدول المجاورة وهي كذلك وعلى المجتمع الدولي ودول الجوار تقديم العون العاجل لليمن ثم إلغاء ديونه المخجلة .. فالأزمة المالية العالمية أضافت بعداً جديداً ساعد على تقوية النشاط المعادي لظلم حلف الناتو وتسبب في وضع تدني احتياطي النفط وتراجع معدلات التنمية في اليمن في وقت واحد .. ولا يمكن لليمن تحمل ذلك مالم يقف العالم معها (إن ثنائي) قاعدة الجهاد + وأحزاب الله القادمة) هما نتاج حروب الشرق الأوسط لم تساهم اليمن في نشأتهما وبذرهما ...ولكنها ضحية لنشاطهما كآثار لأسباب وأثار تلك الحروب .
إن المشاهد الآن للفضائيات كواقع الحال يغني عن بلاغة القول وفصاحة اللسان .. فاليمن تتعرض لنزيف مواردها ووقف التنمية ، ومواجهة المزيد من أتساع رقعة خلايا التنظيمين النائمة ، وتتحمل عبء المتشردين وإعادة الأعمار والضمانات العلاجية والأضرار الاجتماعية لاستمرار الحرب ... فالعون لليمن واجب أخوي وإنساني ودولي عاجلاً ثم عاجل .