هاتان الكلمتان من مفرادات اجندة الحكم التي حصل فيها التغيير بعد الحكم الدموي الذي شهده العراق لمدة ثلاثة عقود وتحديدا يوم التاسع من نيسان عام 2003..
حيث بدأ الاشتياق إلى الكلمة «الحرية» مع هيمنة الكثير من الأنظمة الاستبدادية والتسلطية التي وضعت القيود حول الحرية الفردية للانسان..والحرية: «هي التعبير الإنسان عن فكرته دون أية ضغوط بخصوص أجواء التطور على الرقعة التي يعيش عليها» .
ونرى بان الحرية في العراق أخذت طابعا آخر ولا سيما كان العراقيون يفقدون طعم هذه الكلمة لعقود طويلة..
رغم ذلك فأن من غير الممكن القول بأن هذه الكلمة قد تبلورت بشكل كبير في جميع نواحي الحياة في العراق..
حيث أن العاملين في مجال الصحافة والإعلام هم أكثر تضرراً إذا ما أجرينا قياسا بالنسبة إلى المهن الأخرى..والسبب يعود إلى وجود فجوة بين الساسة والصحفيين ..والتخوف من إظهار الحقائق أمام رأي العام..إضافة إلى التعامل غير الحضاري لبعض منتسبي الأجهزة الأمنية من خلال التعامل السيئ للصحفي أثناء محاولته تغطية إحدى الحوادث الأمنية أو ما شبه ذلك..
لكن وللأسف الشديد نرى العراق مسرحاً لأستشهد الكثير من زملاء الصحفيين في العراق..وهذا يصب في خانة الصراع بين العقول المؤمنة بالحرية والعقول غير المؤمنة بها..
أما كلمة التغيير..غالبا ما نرى هذه الكلمة يكثر استخدامهاً في تصريحات الساسة وخصوصاً بعد مجيئهم الى هرم السلطة..والعراق يعد من أكثر الدول استخدماُ لها..
حيث كثيراً ما نصادف بأن الشحض الذي يكون من إحدى أعمدة السلطة السياسية يدعو إلى التغيير.. ونظراً للتحولات المفاجئة والتي طرأت على المشهد السياسي العراقي نرى هذا الشخص يتحول بين ليل وضحاها إلى موقع غير فعال ومن ثم يكون الإعلام محطة لإعلان عن التغيير..لكن من المضحك بأن هذا الشخص عندما كان في سلطة يوما ما لم يستطع أحداث التغيير فكيف عندما يتحول إلى سياسي عادي لا يمتلك السلطة الكافية!
والكثير من قادة القضايا في العراق نراهم دائماً يسطرون كلمات حول التغيير.. ماتناسينا بأن التغيير لا يحدث داخل الجيل الذي احدث تغييراً قبل مدة من الزمن ولكنه لا يستطع أن يزرع مفهومه السياسي داخل الجمهور المراد تغييره.