اقتصاد عالمي نُشر

الصين تدعو إلى نظام اقتصادي إقليمي جديد وتدافع عن استراتيجية «طريق الحرير»

 
دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ دول العالم أمس الأول إلى دعم أفكار بكين لإنشاء بنك تنمية جديد و»طريق حرير» استراتيجي لخدمة آسيا. وكانت مبادرة البنك نقطة محورية لمنتدى «بواو» السنوي لقارة آسيا في جزيرة هاينان جنوب الصين. وقال الرئيس الصيني ان بلاده ستعزز «التنمية المنسقة بين بنك آسيا للاستثمار في البنية التحتية والمؤسسات المالية متعددة الأطراف مثل البنك الآسيوي للتنمية والبنك الدولي».
كما أعلن شي أن الاستثمارات الصينية في الخارج ستتجاوز 500 مليار دولار في غضون خمسة أعوام. وأضاف الرئيس الصيني «كوننا دولة كبيرة يعنى تحمل المزيد من المسؤولية لتحقيق السلام والتنمية في العالم». وقال انه تم تطوير خارطة طريق لاستراتيجية الصين المقترحة بهدف تحسين الروابط التجارية وروابط النقل في آسيا. وأضاف أنه بالإسراع من بناء الاتصال «يمكن أن نحول بحار آسيا إلى بحار سلام وتعاون بين الدول الاسيوية».
وترمي خطة «حزام طريق الحرير الاقتصادي» إلى تحسين البنية التحتية التي تربط الصين بأوروبا عبر آسيا الوسطى، بينما ترمي خطة «طريق الحرير البحري للقرن الـ 21» إلى تعزيز التعاون البحري.
 
ستستورد خلال 5 أعوام سلعا بـ10 تريليونات دولار
 
من جهة ثانية قال الرئيس الصيني ان بلاده سوف تستورد سلعا بأكثر من 10 تريليونات دولار في السنوات الخمس المقبلة، بما يعادل  مما يمثل استمرار عرض الفرص للعالم.
وأضاف في تصريحات أوردتها وكالة أنباء الصين الجديدة(شينخوا) «سيستمر الاقتصاد الصيني يحقق المزيد من فرص التجارة والنمو والاستثمار والتعاون لبلدان أخرى في آسيا وخارجها».
وأعلن أنه في السنوات الخمس المقبلة سيتجاوز الاستثمار الصيني في الخارج 500 مليار دولار، وسيبلغ عدد السائحين الصينيين الذين يجوبون العالم أكثر من 500 مليون.
وقال شي «مع استمرار نمو حجم الاقتصاد، سيكون معدل النمو بنسبة 7 في المئة أمرا مثيرا للإعجاب، كما سيصبح الزخم الناتج عنه أكبر من النمو مزدوج الرقم في السنوات السابقة».
وأضاف أن الصين تحول معدل نموها من السرعة العالية إلى السرعة المتوسطة-العالية، ومن نموذج واسع النطاق يهتم بالحجم والسرعة، إلى نموذج أكثر كثافة يهتم بالجودة والكفاءة، ومن كونه مدفوعا بالاستثمار في عوامل الإنتاج إلى كونه مدفوعا من قبل الإبداع.
ونما الاقتصاد الصيني بنسبة 7.4 في المئة  خلال العام الماضي، بأدنى وتيرة نمو في 24 عاما.
وقال شي «عندما تنظر إلى الاقتصاد الصيني ينبغي ألا يركز المرء على معدل النمو فقط»، مضيفا «سنركز على تحسين الجودة والكفاءة، ونمنح أولوية أكبر لتحويل نموذج النمو وتعديل هيكل التنمية».
وازداد معدل إنتاجية اليد العاملة الصينية بنسبة 7 في المئة مع انخفاض معدل كثافة الطاقة بـ4.8 في المئة على أساس سنوي .
وأشار شي إلى أن حصة الاستهلاك المحلي في إجمالي الناتج المحلي ارتفعت واتسعت قطاعات الخدمات بخطوة أسرع ، كما أن كفاءة الاقتصاد ونوعيته قد تحسنت.
وكشف شي أن الحكومة ستبذل جهودا أكثر صلابة لتعزيز النمو الاقتصادي وتعميق الإصلاح والانفتاح، علاوة على إطلاق العنان لابتكار الشعب وإبداعه.
من جهته قال مستشار الدولة يانغ جيتشي لمندوبي المنتدى «يركز طريق الحرير البحري … على دول جنوب وجنوب شرق اسيا وكذلك إقامة صلات مع بعض الدول الأفريقية والأوروبية».
وتابع يانغ ان الصين اقامت بالفعل مناطق اقتصادية مشتركة وموانئ بالشراكة مع دول، بينها فيتنام ولاوس وكازاخستان وميانمار وكمبوديا واليونان وسريلانكا، مضيفا انه جاري استكشاف مشاريع تجريبية حاليا .
واستطرد قائلا «دعونى اكرر ان طريق الحرير البحري لن يشمل قضايا محط جدل». وأضاف «طريق الحرير البحري للقرن الـ21 ليس وسيلة لمزايا جيوسياسية ولكنه يهدف لتحقيق المصلحة العامة».
في الوقت نفسه اعلنت روسيا عن رغبتها في الانضمام إلى بنك أسيا للاستثمار في البنية التحتية المدعوم من الصين.
وينظر البعض للبنك المقرر تأسيسه في وقت لاحق من العام الجاري على انه منافس محتمل لصندوق النقد الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة والبنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي الذي تهيمن عليه اليابان.
وقال وزير مالية استراليا ماثياس كورنان في المنتدى مساء السبت أن رئيس وزراء استراليا توني أبوت سيعلن الاحد أن كانبيرا تعتزم أيضا الانضمام إلى البنك.
وقال رئيس وزراء باكستان السابق شوكت عزيز في أحدى مناقشات المنتدى حول المبادرة «كانت هناك الكثير من الجلبة بشأن الشفافية وإدارة بنك آسيا للاستثمار في البنية التحتية لكن نظرا لانه مازال يبدأ فإن الانتقادات ربما تكون سابقة لاوانها».
وذكر لي روجو، رئيس بنك «إكسورت-إمبورت» الصيني، أن مؤسسي بنك اسيا للاستثمار في البنية التحتية سيعملون معا لتطوير إدارة أفضل.
وأضاف لي «اتجنب استخدام كلمات /أفضل ممارسة/ أو /أفضل إدارة/. إذا كان هناك أفضل بالفعل، فإنه لن يكون هناك مجالا للتقدم.. يمكن أن نتعلم من الممارسات الحالية لكن هناك دائما بعض المجالات للتحسن».
وتستضيف الصين المؤتمر السنوي في منتجع بواو في جزيرة هاينان منذ عام 2002 . ويأمل المؤسسون في أن يتطور إلى نسخة آسيوية من المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي في دافوس بسويسرا.
وتضم قائمة المشاركين فى المنتدى زعماء النمسا وإندونيسيا وسريلانكا ونيبال وأرمينيا وأوغندا وزامبيا بالاضافة إلى الحاكم العام لاستراليا ومئات المندوبين.
 
… ومحافظ المركزي الصيني يحذر من خطر الانكماش
 
بواو (الصين) – رويترز: دعا محافظ البنك المركزي الصيني، تشو شياو تشوان، أمس الأحد إلى مراقبة أي بوادر لحدوث انكماش اقتصادي، وقال إن صناع القرار يتابعون عن كثب تباطؤ وتيرة نمو الاقتصاد العالمي وتراجع أسعار السلع الأولية.
ومن المتوقع ان تذكي تصريحات تشو المخاوف من خطر انزلاق الصين نحو انكماش اقتصادي، ويسلط الضوء علي القلق المتزايد بين صناع القرار إزاء استمرار فقد الاقتصاد قوة الدفع رغم تبني مجموعة من اجراءات التحفيز.
وقال تشو في منتدى بواو «التضخم في الصين يتراجع. ينبغي لنا توخي الحذر لنرى ما إذا كان الأمر سيتفاقم ليصل إلى شكل من أشكال الانكماش.» وأضاف تشو قائلا إن وتيرة تباطؤ النمو «أسرع من اللازم إلى حد ما.»
وتحرص بكين على تفادي انزلاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم في براثن الكساد والانكماش الذي عانت منه جارتها اليابان على مدار الاعوام العشرين الماضية.
وقال تشو ان الصين تتبنى «اتجاها واضحا» فيما يتعلق بتحرير أسعار الفائدة – وهو هدف طويل الأجل- رغم أن من الصعب وضع جدول زمني محدد لمثل هذه الخطوة . كما أبدى أمله في وضع قواعد تنظيمية لأسعار الصرف العام الجاري، وذلك من خلال تبني قواعد جديدة تقود في النهاية إلى أن تصبح الحسابات الراسمالية قابلة للتحويل بالكامل.

مواضيع ذات صلة :