اقتصاد عالمي نُشر

ماي تعتزم نشر «وثيقة بيضاء» لخطة الخروج الأوروبي

 
 
قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس إنها ستطرح خطتها لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي في "وثيقة بيضاء" رسمية ليتمكن البرلمان من نظرها.
وكانت ماي قد ذكرت الأسبوع الماضي أن بريطانيا ستخرج من السوق الأوروبية المشتركة حين تغادر الاتحاد الأوروبي.
وأصدرت محكمة أمس الثلاثاء حكما بضرورة حصول الحكومة على موافقة برلمانية قبل أن تبدأ الإجراءات القانونية للخروج من الاتحاد.
وبعد كلمتها وحكم المحكمة قال عديد من المشرعين وبعضهم من حزبها إنهم يريدون أن يروا الخطط مصاغة في "وثيقة بيضاء" رسمية لتسهيل عملية التدقيق فيها قبل التصويت البرلماني عليها.
والوثائق البيضاء وثائق تقدمها الحكومة بشأن مقترحاتها التي تسعى لتصديق البرلمان عليها، وذكرت ماي في البرلمان أنها طرحت تلك الخطة الجريئة لدولة بريطانية عالمية الأسبوع الماضي، وأنها تدرك أن هناك رغبة داخل هذا المجلس في رؤية تلك الخطة مصاغة في وثيقة رسمية.
إلى ذلك أكدت ماي أن أي اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة سيضع المصالح والقيم البريطانية في المقام الأول، مشيرة أمام البرلمان إلى أن اجتماعها مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب الجمعة هو مؤشر على قوة العلاقة الخاصة بين البلدين، وسنتطلع لاتفاق تجاري أمريكي-بريطاني يحسن التبادل التجاري بين بلدينا بما يحقق الرخاء والنمو لبلدنا، ونحن على ثقة بأننا عندما نفعل ذلك نضع مصالح وقيم بريطانيا في المقام الأول.
وستكون رئيسة الوزراء البريطانية أول قائد أجنبي يستقبله الرئيس الأمريكي غدا، وهو لقاء تأمل ماي خلاله وضع الخطوط العريضة لملامح العلاقة التجارية المستقبلية بين البلدين.
وبحسب "الفرنسية"، فإن لندن تعتبر الزيارة خطوة دبلوماسية تحافظ على فكرة "العلاقة الخاصة" الراسخة بقوة بين البلدين، خصوصا أن ترمب كان من بين عدد قليل من الزعماء الغربيين الذين دعموا بريكست، إذ إن الملياردير رأى في التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أوجه شبه مع حملته للوصول إلى البيت الأبيض.
وما يريح داونينغ ستريت أيضا هو تعبير الرئيس الأمريكي عن رغبته في التوصل "سريعا" إلى اتفاق تجاري مع لندن، في وقت تأمل فيه تيريزا ماي بخروج بلادها من السوق الأوروبية الموحدة لكي تتزعم التبادل الحر.
لكن هل تكون وعود ترمب الحمائية لجعل "أمريكا أولا" متوافقة مع رؤية ماي التي تريد تحويل المملكة المتحدة ما بعد بريكست إلى "أمة تجارية كبرى في العالم"؟
وقال ستيفن بيرمان أستاذ العلوم السياسية في جامعة ساسكس: "ترمب يبدي تعاطفا مع هذا البلد بسبب بريكست. لكن خطاب "أمريكا أولا" يتناقض مع خطاب بريطانيا العظمى المنفتحة على العالم. والزيارة الرسمية لن تغير ذلك".
وتتوجه ماي اليوم إلى الولايات المتحدة وتجتمع مع مسؤولين جمهوريين الجمعة في فيلادلفيا، قبل لقائها ترمب في البيت الأبيض في واشنطن، وتعتزم رئيسة الحكومة المحافظة التي ستواصل جولتها بزيارة تركيا، التأكيد في واشنطن على تمسكها بالتجارة الحرة والتعبير مجددا عن قلقها على مصير الذين لم يحققوا مكتسبات من العولمة وهم ناخبون كان لهم وزنهم في انتخاب ترمب تماما كما في التصويت لمصلحة بريكست.
وتأمل ماي بدء المناقشات حول اتفاق تجاري مستقبلي بين لندن وواشنطن "سريعا"، إلا أن المفوضية الأوروبية ترى أن المملكة المتحدة يمكنها "مناقشة" توقيع اتفاق تجارة حرة محتمل مع بلد ثالث لكن لا يمكنها أن "تفاوض" عليه طالما أنها لا تزال عضوا في الاتحاد الأوروبي.
ووعدت رئيسة الوزراء بأنها ستقوم قبل نهاية آذار (مارس) المقبل بتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي ستطلق عامين من المفاوضات لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، غير أنها كانت قد مهدت الطريق للمفاوضات المستقبلية مع الهند وأستراليا ونيوزيلندا.
أما الاتفاق مع الولايات المتحدة فستعترضه عوائق عدة، بينها مسألة الرسوم الجمركية على السيارات البريطانية التي سيتم تصديرها إلى الخارج.
والهجمات المتكررة للرئيس الأمريكي على الاتحاد الأوروبي، وحديثه عن أن بلدانا أخرى ستحذو حذو المملكة المتحدة في الخروج من النادي الأوروبي، سيضعان تيريزا ماي في موقف صعب.
وأوضح كانتان بيل المتخصص في القضايا الأوروبية في معهد "تشاتام هاوس" البحثي، أن تيريزا ماي لا ترغب في إغضاب الأوروبيين مع اقتراب مفاوضات أساسية، ولكنها ستأمل في الوقت نفسه بأن تظهر للبريطانيين أن الخروج من الاتحاد الأوروبي ليس بالأمر السيئ، وستقول لهم: "الأمريكيون معي".
 
 
* الاقتصادية

مواضيع ذات صلة :