شائعات وافتراءات، وأقلام حاقدة تقطر سماً ناقعاً، وأكاذيب ليس من غرض وراءها إلا دق إسفين بين دولتين شقيقتين، ترتبطان منذ قديم الأزل بأواصر الأخوة والمحبة.
معلقون وكتاب صحافيون لم يهتموا بتقصي الحقائق، وأخذوا يكيلون الاتهامات، ويروجون إشاعات من وهمٍ خيالات مريضة، للإيقاع بين بلدين وشعبين يكنان لبعضهما البعض الحب صادقاً صافياً.
هكذا كان الشأن، حينما أعلن عن تأجيل زيارة الدكتور عصام شرف للدولة، وهكذا أصر أصحاب القلوب المريضة على أن يروجوا، وعلى الرغم من التصريحات الإماراتية الرسمية، بأن القلوب قبل الأبواب مشرعة ومفتوحة على مصاريعها للأخوة، إلا أن محبي الصيد في الماء العكر، لم يرق لهم الأمر ومضوا في ظلماتهم يعمهون.
نسي هؤلاء أن «إمارات- العروبة» كانت أول دولة تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع مصر رسمياً، بعد قطع العلاقات على خلفية توقيع السادات اتفاقية كامب ديفيد، وتجاهل هؤلاء المقولة المدوية التي أطلقها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حينما قال آنذاك: «إن لم تأتِ مصر إلينا، ذهبنا إليها»، وغضوا أبصارهم وصكوا آذانهم عن المقولة الخالدة للراحل الكبير، إبان حرب أكتوبر عام 1973 «ليس البترول العربي بأغلى من الدم العربي»، وقراره بقطع إمدادات النفط، مما أصاب العالم بأسره بالرعب والهلع.
نسي هؤلاء كل هذه المواقف، وأصروا على إشعال النيران، وفيما كانوا يروجون الشائعات ويكيلون الاتهامات، كانت الإمارات تلتزم الصمت، حتى جاء وقت الفعل، ووصل رئيس الوزراء المصري، إلى وطنه الثاني الإمارات، فوجد القلوب مفتوحة، والاستقبال على خير ما يكون، ثم كانت المساعدات التي قدمتها الإمارات، بقيمة ثلاثة مليارات دولار أميركي بلا شروط ولا قيود، وانطلاقاً من حرص الإمارات على مؤازرة مصر في الظروف الخاصة والاستثنائية التي تمر بها حالياً.
وبالإضافة إلى المساعدات، جاءت تصريحات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وتصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي «رعاه الله» بأن العلاقات بين البلدين أرسخ من أن تهتز، وبأن الإمارات تؤمن بأن مصر ستحافظ على دورها الريادي والمحوري، بدعم وجهد أبنائها المخلصين، لتخرس الأفواه التي طالما نطقت كذباً، ولتدحض الأكاذيب حول عدم تأييد الإمارات لإرادة الشعب المصري.
وهكذا تهاوت الشائعات من تلقاء نفسها، وصدقت الإمارات وعاش الود والصفاء بين البلدين الشقيقين.