تقول الأسطورة الصينية المعروفة باسم أسطورة سيد القرود.
إن رجلا عجوزا استطاع البقاء على قيد الحياة من خلال احتفاظه بقرود في أقفاص يطلقها لخدمته حسب الحاجة..إذ كان يطلقها من أقفاصها كل صباح ويأمر أكبرها بأن يقودها إلى الجبال والمروج لجمع الفاكهة بحيث يأخذ من كل ماجمعته نسبة تكفي لغذائه. وأنه كان يعاقب كل من يتخلف من تلك القرود بجلده دون هوادة.كانت معاناة القرود كبيرة لكنها لم تجرؤ على الشكوى.
وفي يوم من الأيام تساءل قرد صغير وسأل القرود الأخريات: من زرع أشجار الفاكهة هل زرعها الرجل الهرم نفسه؟
أجابوه:لا. إنها تنمو لوحدها.
فتساءل القرد الصغير قائلا: لماذا علينا إذا أن نأتمر بأوامر هذا الهرم؟ لماذا علينا أن نخدمه ونعتمد عليه؟!
فهمت القرود ما يلمح إليه القرد الصغير.. وفي المساء ‘ وبعد أن آوى العجوز إلى فراشه وراح يغط في نوم عميق.. قامت القرود بكسر قضبان أقفاصها. وأخذت مخزون العجوز من الفاكهة وغادرت هاربة بلا عودة.
ومات العجوز جوعا.
الحكاية/الأسطورة هذه رغم بساطتها تعلمنا: أن السلطة تأتي من خضوعنا وخنوعنا نحن..من استسلامنا لتحكم السيد بنا من خلال أدوات التحكم المتمثلة بالإيهام والخداع’ فضلا عن القوة التي يحاول أن يتمظهر بها.
واللافت في الحكاية أن فكرة التحرر جاءت من قرد صغير فالقرود الكبيرة رغم طول معاناتها’وربما لطول معاناتها’كانت قد أدمنت الخضوع والخنوع والاستسلام.
هل من درس أو فكرة يمكن الاستفادة منه/منها هنا؟
ربما.. للقارئ حرية الاستنتاج.
*خبير قانوني
صحيفة مال وأعمال العدد (94)