هل فكر حد منا كيف نصنع الخبز ليستمر معنا? ربما يكون هذا الموضوع من أسهل وأيسر ما توصل إليه بنو البشر على مر العصور فالإنسان بفطرته استطاع أن يبذر الحبوب ويزرعها ويحولها إلى طحين ومن ثم إلى خبز يؤكل .
وأصبح الخبز الركيزة الأساسية للموائد وربما موائد الفقراء فهم قد يستغنون عن اللحوم والفاكهة وما لذ وطاب من الأطعمة ولكنهم لا يستغنون عن الخبز أبدا فهو قوت الفقراء المهم والضروري في الوقت الذي قد يختفي تماماً من مائدة الأغنياء ولا يحتل تلك الأهمية التي نجدها عند عامة الناس.
ولكن يجب ألا يكون هم الإنسان هو الأكل والشرب فقط وصرف المال على كل ما يؤكل فهناك أمور أهم يجب أن يتوخاها الإنسان عند صرفه للمال وكيفية الاستفادة منه حتى يستطيع تلبية حاجياته الضرورية.
ربما البعض لا يفكرون بشي قد يسمى قانون التدبير في الرزق ورفض عادة التبذير والترف لأن اعتياد التبذير والرفاهية تؤدي إلى الفقر, والاحتفاظ بالقليل يقي من الطوارئ ومن أزمات الأيام ومصائب الزمن التي قد تصادفنا فنقف أمامها نبحث عما قد يساعدنا أو ينقذنا ويفرج همنا ومصيبتنا .
أذكر هنا قول عمر رضي الله عنه عندما قال: (( اخشوشنوا فإن الدنيا أحوال تحول )) فالحياة مليئة بالمتقلبات والشدائد وما قد يكون خافياً، والاحتفاظ برضي النفس عن القليل وتوطينها على الضروري والمفيد هنا نذكر بمسألة فقط كيفية المحافظة علي الخبز من هينة النعمة التي من الله علينا بها لأن اعتياد الترف ينقص النعمة ومن مقاومة ظروف البؤس والتعب في هذه الحياة وبالتالي قد تجرك نفسك إلى ما نراه الآن من الانحطاط والوصول إلى أرذل التصرفات من آجل العادات التي تحدث وقد تكون في الأساس خاطئة وليس منها فائدة .
فيجب أن نعلم كيف نصنع الخبز ليستمر معنا ويقوينا ونحافظ على استمرار يته فالقليل الدائم ولا الكثير المنقطع.
فالخبز ليس ذلك الرغيف الذي يؤكل فقط، ولكن هناك مقومات أخرى يجب على الإنسان أن يراعيها عند تفكيره بالخبز ومن أين سيأتي ذلك الرغيف؟ وما مصدره؟ هناك تساؤلات كثيرة تحتم علينا الوقوف أمامها والتفكير الذي مفاده الأخير أن الحياة ليست بسيطة وليست صعبة في الوقت نفسه ولكنها تتطلب الحكمة في العيش وتوفير ما هو ضروري. ولا بأس في التفكير الطموح إلى الأفضل. ليس عيباً أن نعيش طموحين ولكن في ضل القيم والمبادئ السليمة والحفاظ على اعتزازنا بأنفسنا وقيمنا الحقيقية في العيش في هذه الحياة وأن لا نجعل البحث عن رغيف الخبز الذريعة التي قد تخرجنا إلى مرحلة التهاون والتنازل والوصول إلى صراع دون مبدأ أو نهج. فصناعة الخبز كانت غاية الشعوب على اختلاف أفكارهم فيجب أن نعي جيداً أن دوام الحال من المحال.
فهل نستطيع أن نحافظ على هذا الرغيف؟!.