آراء وأقلام نُشر

هـادي .. رجل المرحلة الأصعب

أشفقت على الرئيس عبد ربه منصور هادي من الحمل الثقيل الذي وجد نفسه مضطرا لحمله إذ لم يكن أمامه خيار آخر وهو يرى ذلك المشهد الدراماتيكي الذي كاد يعصف بالوطن ويدخله في متاهات الحرب والصراعات المسلحة التي لا يعلم غير الله سبحانه وتعالى ما كان يمكن أن تنتهي إليه .

وجد الرئيس هادي نفسه أمام لحظة تاريخية فاصلة اختاره فيها القدر ليكون رجل المرحلة الأصعب في تاريخ اليمن المعاصر ، واستطاع  بما يمتلكه من فكر استراتيجي ومسئولية وطنية وقيادية، وبما يتميز به من حسم وصرامة أن يسقط رهانات من كانوا يرون بأنه ليس سوى وجه آخر للنظام السابق .

وبالعودة إلى خطابه الشهير في الأكاديمية العسكرية العليا في بداية شهر مايو الجاري بدا الرجل أكثر ثقة وهو يعلن بأنه لن يسمح لأي كان أن يعوّق ما يتخذه من قرارات وإجراءات تهيئ للانتقال بالوطن إلى مرحلة الأمن والاستقرار ، وتتحقق فيها تطلعات الشعب وآماله في التغيير المنشود .. بحكم ما لديه من صلاحيات مسنودة بالشرعية الشعبية والدستورية والقانونية ليؤكد بلغة قوية “ لا توجد غير قيادة واحدة للجيش والأمن “ .

لا جدال في أن الجهود التي بذلها الرئيس هادي سواء قبل الانتخابات المبكرة وبعدها وما تحقق حتى الآن من نجاحات على طريق التسوية السياسية التاريخية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية جعلته محل تقدير وإعجاب دول العالم أجمع ، وهو ما دفع بهذه الدول لأن تبدي استعدادها للوقوف إلى جانب اليمن وتقديم المساعدات اللازمة له وبما يمكنه من طي صفحة الأزمة ومغادرة الظروف التي يمر بها والانتقال به إلى مرافئ الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي.

ضمن هذا المفهوم ، يأتي انعقاد المؤتمر الوزاري لمجموعة أصدقاء اليمن الذي تحتضنه العاصمة السعودية الرياض كبداية طيبة من دول الإقليم والمجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول الراعية للمبادرة الخليجية لتحويل الأقوال إلى أفعال من خلال دراسة الاحتياجات العاجلة التي تتضمنها الخطة اليمنية لتجاوز الوضع الراهن ، وتوفير الاعتمادات اللازمة لتمويلها وتنفيذها تحقيقا لمبدأ الشراكة، وبما يعزز الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، وهذا ما يتطلع إليه الجميع  .




مجلة الاستثمار العدد (40) مايو 2012م


مواضيع ذات صلة :