آراء وأقلام نُشر

*انتهى عصر المليونيات القابضة وجاء عصر الملايين الناهضة*

بداية نجدد عهدنا وتهانينينا في هذا اليوم الموافق 21فبراير 20013م ، لفخامة الرئيس المشير الركن / عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي يصادف اليوم ذكرى انتخابه والتوافق عليه من أبناء الشعب اليمني قاطبة ، ونشكره على ما قدمه لليمن خلال السنة الماضية .

ويعد التزامنا أمام الرئيس هادي وفقه الله بالذات التزاماً دينياً ووطنياً وتنظيمياً لا شك فيه ولا حياد عنه ، إضافة إلى أننا نحب شخصه أصلا وسنظل جنوده ،حتى ولو لم يعمل بما يرضينا ،وما نمليه عليه كما شرط البعض بقولهم : مادام مع الوطن . أي : معهم .

وإننا في نفس الوقت نجدد طاعتنا لحكومة الوفاق الوطني برئاسة الوزير الأول محمد سالم باسندوة الذي أقصانا وهمشنا ، وانتهك أبسط حقوقنا ، وكال بمكياله الحزبي المناطقي الحاقد من أول وهله ، ولا يزال يمارس علينا سياسة (الإقصاء الممنهج) رغم أننا بحمد الله أكفأ وأشرف منه وممن جاء به إلى سدة الوزارة وسنظل!!

ويأتي مبدؤنا في الطاعة والإلتزام بالعهود والمواثيق الدينية والوطنية من منطلق التزامنا بكتاب الله وسنة رسوله ،وحرصنا على أن يسير الوفاق والحوار بين أبناء الشعب اليمني إلى منتهاه ، ليس خوفا من أحد ، ولكن حرصاً وخوفاً على مستقبل شعبنا وأجيالنا.

وهذا المبدأ الذي التزمناه سابقا ونلتزمه لاحقاً وإن ظلمنا يأتي من التزامنا الثابت بقول الله تعالى: ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )(1)، وقوله صلى الله عليه وسلم( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافاً كَثيراً، فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة )(2). 

اليوم في عدن غدت المليونية التي هدد بها أخواننا في الإصلاح ( ألفية يتيمة ) بسبب ما أسموه ثقافة التقطع وهي الثقافة التي زرعوها بأنفسهم في شعبنا منذ 2011م ، وباتوا يقطفون من ثمارها الأولى، وسوف يحصدون زرعهم كاملا ، حيث لم تغن عنهم شعاراتهم الانفصالية والمناطقية بامتياز ، والتي تملقوا به الحراكيين مثل قولهم " الجنوب الثوري " " والقضية الجنوبية " وأبناء الجنوب " وبنات عدن " وما إلى ذلك من النفاق السياسي المناطقي الممقوت .

لم يغن ذلك في منع المواجهات الدامية التي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء ، ولم يحل دون تحول مليونيتهم المزعومة إلى ألفية مجمعة من حزب واحد ومنطقة واحدة لا تمثل كل اليمنيين .

وفي نفس الوقت تحولت حشود الحراك إلى قلة، وتبددت أحلام الطرفين في تحقيق الاستعراض الجماهيري المطلوب بين ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ، تفرقوا على مزيد من التفرق والإنقسام الذي يضاف إلى ما يعانيه الوطن من التمزق والإختلاف الذي كان من بنات أفكارهم ومن سيئات أعمالهم ، لا فرق بين ثلة تريد خطف الوطن كاملا وقلة تريد تمزيق وحدته!!

وللطرفين نقول : انتهى عصر المليونيات القابضة ، وجاء عصر الملايين الناهضة، حيث لابد للمال الخارجي المدنس أن ينضب ، لقد جاء دور الشعب بملايينه الخمسة والعشرين ليكنسهم جميعاً،ويرمي بهم في مزبلة التآمر والعمالة للخارج.

لتنهض الملايين الرافضة للمؤامرات ،والتدخل الخارجي ، والرافضة للتمزق والتشظي والإنفصال ، لنلتف حول ريئسنا وحكومتنا في الوقت الحالي مهما تكن ، ونذهب جميعاً للحوار ،ومن ر فض منطق الحوار ومنطق الوحدة ، ومنطق التغيير السلمي الذي دارت عجلته ولن ترجع للوراء ، فليتم تجاوزه ، ولنترك ملايين الشعب اليمني تؤدبه قبل أن تؤدبه قرارات الأمم المتحدة كما قال فخامة الرئيس / عبد ربه منصور هادي.

منذ الآن .. انتهى زمن إدارة البلاد بالأزمات والمليونيات المزيفة والموجهة والمدفوعة الأجر ، وجاء وقت الملايين الشريفة ، لتنهض من نومها وسباتها، وصمتها، وتحقق إرادتها الشعبية ، و أعتقد أن الفرصة مواتية لشعبنا اليمني العظيم بملايينه الهادرة ليحقق الأنتصار ومن ألطاف الله باليمن أن مليونيات المشترك مجتمعة قد تمزقت ، وتشتت ، وتفرقت عن شعبنا ،و ثورتنا ، ومدينتنا الفاضلة ، كما تفرق الأحزاب عن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لقد تفرقت قلوبهم بعد أن فرغوا من مؤامرتهم على الوطن والوحدة وباتوا يتقاتلون على الغنيمة، فكم سيجمع الحراك ، والحوثي ،والإصلاح ، والاشتراكي وغيرهم كل على حدة ولم يستطيعوا أن يجمعوا كلهم مليونين في وقت واحد ، ولولا هالة الدعاية الإمبريالية ،والإعلام العالمي الموجه ضد اليمن ، والذي صدع العرى ،ومزق النسيج الاجتماعي ،ونسج خيوط الأكاذيب، لظهر لشعبنا حجمهم الضئيل منذ مؤامرة الربيع الغربي ، والدليل على ذلك ما جرى اليوم في عدن ، حيث قال الحراك الجنوبي أن الاحتلال اليمني ومناصريه من الأحزاب ( يقصد الإصلاح) حاولوا إقامة احتفالاً في العاصمة الجنوبية عدن ولكنهم لم يجنوا منه سوى الثمر المر حسب المصدر الحراكي الذي نقلت منه.

ونفس الكلام ينطبق على الحراك ، فلم يستطع أن يحول دون انطلاق النشيد الوطني الوحدوي في العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن الواحد والتي ستظل وتبقى رغم أنفه ثغر اليمن الباسم،فلم يجن الطرفان سوى أمر الثمار ،خاصة وكل يغني على ليلاه!!

من هنا نؤكد أن دور المليونيات الحزبية القابضة قد انتهى ، وجاء دور الشعب اليمني بملايينه ، ليحقق أهداف الشباب اليمني في التغيير الحقيقي،وليس أهداف شيوخ الفساد القابضين والمقبضين .

ليعذرني أخواني من الأحزاب التي ذكرتها فلا بد من قول الحق في هذا الوقت ، وإني لأحب بلدي وشعبي أكثر مما أحبهم جميعاً، والله أكبر .. وليخسأ الخاسئون .

**آخر الكلام:

بلادي إلى المجد هيا انهضي* وسيري بعزم الشباب الأبي 

بدأنا كفاح البنا فاهنأي* لينعم شعبي بعيش هني

(الشاعر الراحل: أحمد أبو مهدي )

 

--------------------------------------------

(1) الآية ( 59 ) من سورة النساء.

(2) الحديث: أخرجه أبو داود ( 4607 ) ، وابن ماجه ( 43 ) ، والترمذي ( 2676 ) وقال: حديث حسن صحيح، وفي بعض الراويات( ولو أمر عليكم عبد حبشي على رأسه زبيبتان) . والأحاديث في الباب كثيرة ،ولكن لم يعقلها أصحاب المليونيات القابضة من قطر والسعودية وغيرها ظناً منهم أن الله ورسوله قد شرعها حماية للحكام وليس للمحكومين الذين قتلوا بالآلاف بدون ذنب،وذلك من منطلق قصور أفهامهم، وكذبهم على الله ورسوله ، وشهوانيتهم ، وتعطشهم للحكم ،والتسلط، والاستبداد ونهب المال العام . 

 

أستاذ الفقه المقارن جامعة الحديدة

 

مواضيع ذات صلة :