لم يكن ليصل إلى ما وصل إليه أي مسئول أو وزير في الحكومة الحالية إلا بدماء أولئك الشرفاء الذين وهبوا أرواحهم هدية لتراب هذا الوطن كي ينهض ويلحق بركب الحضارات الحديثة .. صعدوا على أكتاف شباب أخرجتهم الغيرة على عرض الوطن ، شباب آلمه ما آل إليه بلدهم من ضعف ووهن ، من حروب ، وفقر وجهل وتخلف ، مع ذلك - تناسوا ولم ينسوا - أن للشباب حق عليهم مهما فعلوا فلن يردوا الجميل لهم ، ويبقى الجميل الذي أراده الشباب من هؤلاء المسئولين هو أن يراعوا أنهم في مكان يحتم عليهم أن يتذكروا في كل خطوة يقدمون عليها أن هناك أرواح صحيح أنها غادرت هذا العالم إلا أنها ما تزال تحاصرهم بالدين الذي عليهم وهو بناء وطن ، بناء كرامة لبلد أمتهن ساسته السابقون الكيل بمكاييل لا وجود لها في أسواق اليمن الشهيرة - تلك الأرواح هي أرواح الشهداء الذين سقطوا في ربوع اليمن ، ماتوا ليحيا الوطن .
مؤتمر الحوار المزمع انعقاده بعد غد الأحد الموافق 18 مارس 2013 وهو اليوم الذي يوافق جمعة الكرامة تلك الجمعة الدامية التي راح ضحيتها خيرة شباب هذا البلد .
يعول عليه الكثير بأن يقدم حلولاً جذرية لمشاكل اليمن .. مع أني لا أؤمن بحوار لا ينبع عن قناعة أهله وإنما فرض من جهات خارجية تخاف تدهور مصالحها في بلد له مكانة حضارية و اقتصادية كاليمن .
حوار تسابق إليه القاصي قبل الداني لأجل المخزون الهائل من العملة النقدية التي صرفت فيه .. أنا لا أتهم أو أعمم أن من سيشارك في مؤتمر الحوار كلهم كان هدفهم مادي ومصلحة فردية .. لكن الوضع الذي عشناه ونعيشه يؤكد أن الأغلب يلهثون وراء مصالح فردية .
مع ذلك نؤمل أن يفضي مؤتمر الحوار الوطني إلى نتائج تلبي طموح شعب سئم التقلبات المزاجية لساسته ، شعب أنهكته الحروب المفتعلة ، والتفرقة الحزبية ، والسياسة العمياء التي نتلفظ ونتغنى بها لكنا لا نفهمها على النحو الصحيح .
مؤتمر سيرأسه رئيس الدولة ، ويحضره مسئولين ووجهاء ونشطاء ، وحقوقيين ، وقانونين و إعلاميين ، وغيرهم الكثير .
اتهمه كثير من شباب الثورة بأنه أقصاهم وتجاهل تضحياتهم التي لولا وجودهم لما وصل هؤلاء إلى ما وصلوا إليه .
لكنهم هنا يوجهون دوماً رسالة مفادها من كان سبب وجودكم على تلك الكراسي والمناصب ، فهو حتماً سيكون سبباً في سحب بساط السلطة من تحت أقدامكم في حال لم تتنبهوا لمطالب شعب ، وتحقيق أهداف ثورة الجياع والمظلومين .
ومن صعد على كتف الآخر لابد يوماً سينزل .!