في ظرف زمني قياسي, شاع مصطلح (الحوار الوطني) في اليمن
واستحوذ على اهتمام غير مسبوق محليا وإقليميا ودوليا.
وفي ظرف زمني استثنائي تغلبت الحكمة اليمانية بانتهاج الحوار على ما عداه من معادلات وتوقعات ومفاجآت بل واحتمالات.
اختار اليمنيون منهج الحوار كقيمة حضارية وإنسانية وتاريخية بل وقيمة رفيعة سياسية واجتماعية بصرف النظر عن تعدد وتنوع انتماءاتهم ومشاربهم واتجاهاتهم السياسية والعقائدية والفكرية.
إنه خيار صائب ومتفرد عن سائر بلدان الربيع العربي جعل اليمن محط أنظار العالم تكبر في عيون الآخرين وتغدو أنموذجا رائدا لا تحتكم إلى قوة السلاح والطلق وإنما إلى منطق العقل وقوة المنطق.
ولعله بالحوار الذي جبل عليه اليمنيون عبر مراحل التاريخ والذي لم يكن دخيلا على إرثهم وموروثهم , مافتئوا يستنهضون مشاعر صلة الرحم والقربى التي توحد بني أبناء الوطن الواحد ولا تفرق... تدني ولا تبعد... تجمع ولا تشتت أو تمزق الجسد الواحد.
في هذه اللحظات التاريخية النادرة, يغتنم اليمنيون بمختلف أطيافهم السياسية والحزبية وبمشاركة فئات الشباب والقطاع النسائي وممثلي المجتمع المدني والحراك الجنوبي والحوثيين, هذه الفرصة التي لم تكن مشهودة من ذي قبل, ليصنعوا ملحمة التغيير الحقيقي الذي يتوقون إليه منذ أمد بعيد لبناء يمن جديد تسوده الدولة المدنية الحديثة وتتسيدها العدالة والمساواة والمحبة والوئام بل وترفرف بين ظهرانيها أجنحة الحرية, وتستظل بالأمن والأمان والسكينة, لينعم الوطن بالاستقرار ويحفل الشعب بالازدهار.
ويقينا أنه لن يتأتى ذلك إلا بالحوار!! الطريق الوحيد دون غيره