هروب المعارضة من صنعاء إلى عدن 1968م وكذلك من عدن إلى صنعاء سبباً في صراع الشطرين... لقد أظهرت نتائج الحرب الكورية ثم الفيتناميه أن أمريكا أخذت على نفسها مهمة دحر الشيوعية في العالم وفي المقدمة الشرق الأوسط بداً من أيزنهاور وانتهاء بالرؤساء التاليين إلى الآن... لقد انتصرت الصين وروسيا في الحرب الفيتنامية ولا يمكن أن تسلم أمريكا نفط الشرقين الأدنى والأوسط وشمال أفريقيا لروسيا... وبعد تمكن أمريكا من خلخلة التحالف الشيوعي في فيتنام وكمبوديا ولاوس... من خلال طلب الأمير سيهانوك الكمبودي المساعدة العسكرية الأمريكية لإخراج الفيتناميين الشيوعيين من بلاده... أدرك نيكسون أن العملاق النائم خلف ذلك التحالف هو الصين... لذلك قرر عام 1972م زيارة الصين لعزلها عن روسيا ثم التفرغ للاتحاد السوفيتي في الشرق الأوسط بعد ذلك التاريخ لقد أدركت أمريكا بعد وفاة ناصر المفاجئ عام 1970 م أن تحالف القارات الثلاث مرتبك ضد العملاقين بما في ذلك دول عدم الانحياز... ولم يبق سوى تيتو الرئيس اليوغسلافي من قادة عدم الانحياز... وبعد عدون إسرائيل على الدول العربية عام 1967م بدأت تنافس الشاه على الزعامة كشرطي على الشرق الأوسط وتلوح بإخراج روسيا من مصر والبحر الأحمر وأفريقيا بدعم الولايات المتحدة بالمال والسلاح والعتاد الحربي المتطور في البر والبحر والجو وشبكة المخابرات في أنحاء العالم... احست مصر أنور السادات بالخطورة وفتحت قناة سرية للاتصال بأمريكا... كانت المبادرة الأمريكية لوقف أطلاق النار بين مصر وإسرائيل خديعة لمصر بحيث تتمكن إسرائيل من الحصول على طائرات أمريكية حديثة مجهزة ضد الصواريخ الروسية مثل حائط الصواريخ (صواريخ سام) والطوربيدات البحرية... ثم الصواريخ الموجه جواً ضد الدروع خلال السنوات 70/1973 م ... وقد كانت أمريكا تطلب من المملكة وإيران شراء أسلحة بالمليارات وتذهب تلك الأموال إلى شركات التصنيع الأمريكية لتزويد إسرائيل بأحدث الطائرات والدبابات والعتاد الحربي بينما تعطى إيران والسعودية أسلحة قديمة من المخازن لحلف شمال الاطلسي لأنهما يستعرضان بالأسلحة لعدم مشاركتهما أو اشتراكهما في الحرب ضد إسرائيل... على الرغم من وجود جزيرتين سعوديتين محتلتين في خليج العقبة من قبل اسرائيل مسكوت عنها ... لقد بدأت مصر تعد العدة لمعركة الثأر لعدوان 1967م في أكتوبر 1973م بعد فشل اتصالاتها السرية مع أمريكا... وفي صنعاء تم تشكيل تنظيم سري (الاتحاد الوطني للقوى الثورية) على الرغم من حضر حركة 5 نوفمبر 1967م النشاط الحزبي لحماية السلام الوطني والاجتماعي ... وفي عدن فشلت حركة تمرد الجيش ضد الجناح اليساري عام 1968م نتيجة الانتفاضة اليسارية المضادة التي ظهرت باسم الحركة التصحيحية... 22 مايو 1968م وهروب المعارضين إلى الشطر الشمالي لقد بدأت عملية التطهير لأنصار قحطان الشعبي في الحزب والدولة والجيش والأمن والسلك الدبلوماسي بعد التخلص من أنصار قحطان من الدبلوماسيين بتفجير طائرتهم في فبراير 1983م لقد تشكلت مجموعات عنقودية تحالفيه أثناء رئاسة سالمين (مجموعة سالمين) وكذلك مجموعة عبدالفتاح إسماعيل ثم مجموعة علي عنتر ومجموعة محسن الشرجبي ومجموعة صالح مصلح وعلي شائع ومجموعة محمد علي أحمد وأحمد مساعد حسين ومجموعة بن حسينون والبيض وحيدر العطاس والسيلي وعشيش وفضل محسن والبطاني وراشد محمد ثابت وعبدالعزيز عبد الولي وعبد الغني عبد القادر والخامري وباذيب وسلطان أحمد عمر والكثير من الأنصار لكل مجموعة... سعت تلك المجاميع لإجراء إتصالات مع المعارضة النائمة في الشطر الشمالي وأجرت اتصالات معها من خلال الجبة الوطنية الديمقراطية والهاربين من الشمال في عدن والتي تشكلت في عدن مبكراً كحركة توحيدية تقدمية بين الشطرين... وبالمقابل تشكلت الجبهة الإسلامية في صنعاء لمناهضة الشوعية في الشطر الجنوبي ونشطت في مناطق الأطراف (المنطقة الوسطى بعد حركة نوفمبر واحداث اغسطس عام 1968م) وأصبح الهاربون من الشطرين قنابل موقوته في صنعاء وعدن .
يتبع الحلقة الرابع عشر
خدمة المستثمر موبايل للرسائل القصيرة sms.. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة(رياضة, مال وأعمال, مناقصات, فرص اقتصادية, أسعار, وظائف)يمن موبايل 22335656 MTN5757 MTNسبأفون 3131 |