يبقى الرئيس هادي ثابتا صامدا في خضم الأمواج ومهب الأعاصير ، التي تكتنف عملية التسوية التي يقودها قدما. كلما هزت الوطن أعمال التخريب والتدمير،وكلما ضاق بنا حزام الأزمات طل علينا محياه، وتصدح كلماته فيعيد لنا الثقة والأمل ويشعرنا بالقدرة على الاستمرار، ويمنح البلاد ترياق الحياة، تحس أنه يمسك بتلابيب وطن يكاد يهترئ، تشعر أنه لا ينام ، حادبا على البلد جراء ما يقترفه أهل السوء حتى لا يتعافى.
ولكن هل يبقى الرئيس وحيدا؟ بعض الأطراف السياسية يصوبون سهام نقدهم للرئيس هادي لدوافع وأغراض سياسية تهدف إلى تعديل التوازنات واختلاق الضغوطات واصطناعها لتحقيق مكاسب حزبية وعملية التسوية تقترب من نهايتها، والحوار الوطني الشامل الحامل لبناء الدولة المعبرّ عنها في الدستور الجديد يتجه نحو المخرجات النهائية ، وأخيرا تسير المرحلة الانتقالية صوب الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والبرلماني الرئيس بدا مؤخرا مستندا إلى دعم الشعب وهو الذي لا تعميه العصبية ، ولا تطغى عليه المصالح الضيقة ولهذا فهو يجد في الرئيس العاصم له من نزاع متأصل ، وصراع متوقع. فهو محط إجماع وتوافق شعبي عام ، لأنه خرج من بين انهيارات وأنقاض أمد سابق ، ومنظومة سلفت ..قامة سامقة، وكيانا سويا ..ألفاه اليمنيون الخيار الأصوب ، سيعبرون به إلى ضفاف الأمان. من غير المقبول أن يصادر موقع الرئاسة لصالح طرف بذريعة أنهم من صعّدوه ، هؤلاء الذين يتوجهون بالمن والأذى للرئيس كأنما الرئاسة صارت ملكا لهم وما الرئيس إلا موظفا فيها وما أدركوا أن البلاد والشعب هو من كان أحوج إليه في لحظة تاريخية فارقة، وأنه كان في غنى عن السلطة لأن أسباب الفشل تعامدت عليها ولا مجال للنجاح إلا بمعجزة.. لكنه استشعارا لمسؤولية تولاها. المطلوب الآن إنجاز مهام المستقبل بمسؤولية تشاركية لأنها الفرصة الباقية لا تحتمل ترصد العثرات، ولا تقبل الفشل لأنها سترتد بنا إلى غياهب المصير المجهول المهدد ليس لكياننا السياسي فحسب بل لوجودنا برمته.
مجلة الاستثمار العدد (47)
خدمة المستثمر موبايل للرسائل القصيرة sms.. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة(رياضة, مال وأعمال, مناقصات, فرص اقتصادية, أسعار, وظائف)يمن موبايل 22335656 MTN5757 MTNسبأفون 3131 |