آراء وأقلام نُشر

الإختلاف في السياسه لا يعني الافتراق في الوطن

 
في ظل الاوضاع المهترئه التي يعيشها الشعب اليمني من صراع سياسي وحروب طائفية وازمات اقتصادية وانعدام شحيح لأبسط الخدمات ومعاناة مأساوية مستمرة كل ذلك يعود الى نتيجة اختلاف الاحزاب فيما بينها وعدم التوافق لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بمؤتمر الحوار الوطني مما أدى الى تفرق تلك الاحزاب التي كان هدفها واحد تحت طاولة الحوار, لقد تفرقوا وفرقونا شيعا ومزقونا شتاتا فوجعنا اليوم لا رتق له سوى وطنا آمن يسوده الحب والاخاء
لقد استخدمت الاحزاب في اليمن  نظام " الكارتل " الذي استخدمته الشركات الرأس مالية في تقاسم الاسواق العالمية فيما بينها , وتقاسمت الاحزاب المناطق اليمنية فيما بينها مما يعطيها فرصة احتكار لهذه المناطق واضطهاد الاهالي وابتزازهم بحرية تامة , وكأننا بضاعة يمزجونها ويتقاسمونها فيما بينهم .
القاء المشترك اراد ان يكون نظام " الترست " والذي يعني تكوين حزب قوي من الاحزاب المتنافسة ليكون اكثر شعبيةً واكثر جمعاً واكثر تأثيراً في الشعب وأقوى في التحكم والسيطرة على الواقع ,,,
لكن كانت الأنانية موجوده في كل احزاب اللقاء المشترك  حيث كلاً  منهم  يريد ان يحقق مصالحه الذاتية دون تقدير ومراعاتهً لجهود الاخرين أو احترام للمصلحة العامة فكانت النهاية فشل التوافق فيما بينها ,  وما ان انتهت الثورة وبدء حصاد الارباح جعلوا الوطن  ميدان سباق مسعور إذ يتنافس فيه الاحزاب  في سبيل الاستحواذ وإحراز الغلبة على المقاعد في حكومة الوفاق  ، ومن ثمّ تحول الوطن عند تلك الاحزاب إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف ، وكثيراً ما يؤدي ذلك الصراع إلى إفلاس وانهيار الوطن بين عشية وضحاها .
أرادوا ابتزاز الرأي العام وجعل أيادي الشعب سلعة خاضعة لمفاهيمهم  المتناقضة مع اعمالهم , كل حزب يعرض قواه ويريدونا أن نقتنع بتصرفاتِهم وكلٌ يدعى انه على حقٌ مما يجعل الناس معرضين في كل لحظة لأن يُستبَدلوا  حزب عن أخر ممن يأخذوا منه أجراً اكثر أو يؤدي عملاً أكثر أو خدمة أفضل .
كل ذلك الصراع  يدخل المواطنين في غمار استعمار الاحزاب والجماعات دينياً اولاً ومن ثمّ اقتصادياً وفكرياً وسياسياً وثقافياً عامة ، وذلك فضلاً عن استرقاق وتجاهل المواطنين وعدم تسخير  الموارد التي تصب في المصلحة العامة للشعب ككل دون تمييز او احتكار.
الحروب والنزعات القبلية والصراعات الطائفية  التي يشهدها الوطن اليوم ألواناً عجيبة من القتل والدمار وذلك نتيجة طبيعية للأفكار الشرسة  التي زرعتها الاحزاب بين ابناء الوطن الواحد ومن افظع وأشد تلك الافكار ان كل حزب يعتقد انه اقرب الي العقيدة والدين من غيره وأنه الوحيد من بين باقي الاحزاب علي مبدأ الديمقراطية والحكم ، وكثيراً ما تجنح الديمقراطية مع الأهواء بعيدة عن الحق والعدل والصواب , وكل حزب ينظر إلى الآخر على أنه ألد عدو له وللوطن وكلاً يتهم الأخر بالخيانة  للوطن والعمالة  مع جهات خارجية لما فيه دمار لهذا الوطن  دون النظر ان افراد الحزب الاخر هم مجموعة من الشعب اليمني  لهم مكانتهم الاجتماعية والدينية في المجتمع اليمني وكأنهم كائن غريب يريد ان يستوطن غير وطنه .
كل حزب يستخدم احدث الدعايات والوسائل الاعلامية لتشوية نظيرة من الاحزاب الأخرى امام الشعب اليمني دونما التفات إلى حاجات الشعب الأساسية والسعي لمناقشة أوضاعه الاجتماعية والسياسية وتحسين الخدمات ورفع مستوى المعيشة والخدمات الصحية والتعليمية  بعين الرحمة والخروج من الهموم التي تصيبهم  نتيجة تلك الصرعات الحزبية .
فالانفراد بالعيش في الوطن إنتحار .. ! اما نعيش معا بأمن وأمان او لا احد سينفرد بهواء هذا الوطن .. ، حياة الغاب هذه التي نتجرعها أشبه بحياة أخرى كأهوال يوم الحشر مثلا.
غمزة :
ان نختلف في السياسة لا يعني ان نفترق في الوطن , يجمعنا التوافق رغم هشاشته و تفرقنا المصالح رغم مساوئها.

مواضيع ذات صلة :