آراء وأقلام نُشر

إجراء وضع اليد على الجرح

تدشين الحملة الوطنية لحماية المستهلك تعتبر انتفاضة وطنية خالصة لما من شأنها حماية المواطن من غث الكثير من المنتجات وكذا حماية المنتج المحلي وانقاذ جانب مهم من الاقتصاد الوطني الذي تتعرض اسواقه لإغراق ممنهج بالمنتجات الخارجية الرديئة .
 
من المعروف أن اليمن تمتاز بجودة الكثير من المنتجات على مستوى العالم، منها البن والزبيب واللوز وكثير من انواع الحبوب والفواكه والخصروات، إلا أن أسواقنا للأسف أصبحت غارقة بمنتجات خارجية رديئة من نفس الاصناف ما أثر على قيمة وتشجيع المنتج المحلي .
 
وما زاد الوضع سوء هو انضمام اليمن الى منظمة التجارة العالمية التي تعني في مجمل مضمونها التبادل التجاري، والتي جعلت الاسواق اليمنية تغرق بالمنتجات الخارجية الرديئة التي لا تتمتع بأي مواصفات او معايير تضمن سلامة المواطن صحيا والبلد اقتصاديا، بينما بلادنا لا تستطيع تصدير منتجاتها بنفس طريقة استيراد المنتجات الخارجية، فكان من اضرارها استنزاف العملة الاجنبية كتأثير مباشر على الاقتصاد الوطني وكذا إحباط وتحجيم المنتج المحلي بطريقة مهينة .
 
أنا شخصيا قبل حوالي خمس الى ست سنوات طرقت العديد من ابواب المختصين والمهتمين بهذا الجانب لمعالجة هذه المشكلة الكبيرة وعملت العديد من المقالات والاستطلاعات والتحقيقات الصحفية حول هذا الموضوع خاصة في آخر فترات واجراءات انظمام اليمن الى منظمة التجارة العالمية، وكان أكثر تساؤلي عن جدوى هذا الانظمام للاقتصاد القومي، الا أني لم أجد اجابة شافية حول الموضوع غير إيماني أنه اجراء متهور يضر البلد أكثر من أن ينفعها .
 
وما إن أعلن عن تدشين الحملة الوطنية لحماية المستهلك التي تتبناها وزارة الصناعة والتجارة استبشرت خيرا بأنها اشراقة مضيئة في حياة الشعب اليمني كونها ستعمل حد للفوضى التي تعيشها الاسواق اليمنية الغارقة بالمنتجات الرديئة وتعيد للمنتج المحلي شيئ من قيمته الرفيعة ومكانته بين المنتجات، وهي خطوة جبارة تحسب لوزير الصناعة والتجارة عبده بشر الذي وضع بصمات واضحة وسريعة وقوية منذ ان تسلم مهامه في حكومة الانقاذ .
 
رسالتي الى الجميع سواء كانو مسئولين او تجار او اعلام او مواطنين التفاعل الجاد والتعاون المثمر لإنجاح هذه الحملة الوطنية لما فيه مصلحة الوطن والمواطن .
 

مواضيع ذات صلة :