مصنـــع الفســــاد

الاقتصاد الأكثر انغلاقاً يكون الفساد فيه أعلى، وكلما كان الاقتصاد أكثر انفتاحاً وفيه منافسة بدرجة عالية وقواعد واضحة للعمل وفيه عقاب ورادع يتراجع "الفساد" ..
الفساد في اليمن حالياً محصوراً في الأشياء غير المتعلقة بالتجارة الخارجية، أما الرشوة فمنتشرة بقوة في قطاعات الأراضي والكهرباء، وكافة القطاعات الخدمية. .
تضخم الجهاز الإداري للدولة هو الخلل الهيكلي في المكون الاقتصادي اليمني،وهذا التضخم أدى إلى تفشي الرشوة، والفساد نتيجة لتدني مستوى الدخل.

تركت الحكومة هذه المشكلة ولجأت إلى تسهيل الإجراءات في عدد من القطاعات، ولم تعالج موضوع الداء.. ليس على الحكومة تسريح موظفي الدولة الفائضين لأنه إذاً تم تسريحهم سوف يشكلون مشكلات اجتماعية. ولكن عليها أن تجد حلاً جذرياً لتقليص عدد العاملين في الجهاز الحكومي، ومهما فعلت من إصلاحات وألغت العديد من الإجراءات فلن تقضي على الفساد في الجهاز الحكومي..

الحل الحقيقي البحث عن وسائل تحقق المكاسب للعاملين بطرق أكثر إنتاجية خارج نطاق التوظيف في الجهاز الحكومي، والحلول المحلية ليست كافية من خلال تخفيض الإجراءات ويجب مواجهة هذه المعضلة بشكل مباشر وبحلول جذرية وعدم الاعتماد على سياسة المدى الطويل.

*رئيس تحرير صحيفة مال وأعمال