آراء وأقلام نُشر

العدالة العمياء


 إنّ القانون عبارة عن مجموعة من الأُسُس والقواعِد التي تحكُم المُجتمع وتعمل على تنظيمه، حيث إنّه لا يمكن للمُجتمع العيش بِنجاح إذا كان أفراده لا يخضعون لِقوانين تحكمهم، ويفعلون ما يروق لهم دون مُراعاة لواجباتهم وحقوقهم، فالقانون هو الذي يضع القواعد التي تُحدّد حقوق وواجبات المواطنين، ويضع الجزاء المُناسب في حال مُخالفة تلك القواعِد ، ويُطبّق الجزاء من قِبل الحُكومة.
ويرمز للعدالة إمرأة عمياء لا ترى ولا تستطيع ان تميز بين الغني والفقير وصاحب السلطة من المواطن العادي فالعدالة تطبق على الجميع وكلما ساد الإحساس بعدم جدوى اللجوء الى المحاكم وساحات القضاء كلما زادت الجريمة، وتلك طامة كبرى ان يترسخ في عقول المواطنين ان بلادهم لا تملك نظام قضائي نزيه، او ان إجراءات التقاضي قد تأخذ وقتا تتوه معه الحقوق .
وعلى أرض الواقع عندما تتحدث مع الناس تسمع عبارات مثل موت يا حمار، وحقي هجيبه بذراعي ليتحول المجتمع الى تطبيق شريعة الغاب ويصبح البقاء للأقوى هو الفكرة السائدة.
ويبقى السؤال هل النظام القضائي قادر على تحقيق العدالة حتى لمن لا يملك رفاهية توكيل محامي، وهل إجراءات التقاضي تأخذ وقتا طويلا أفقدت الناس الثقة في صدور الأحكام في وقت قريب.
واذا كان انتشار الجريمة دليل على نقص الوازع الديني فربما يكن له دلالات على عدم الخوف من العقاب.. فمن أمن العقاب أساء الأدب.
قد يبدو للجميع ان الحصول على العدالة التامة في السماء فقط لكن عدم ثقة الأفراد في قدرتهم على استعادة حقوقهم عن طريق القانون سيؤدي في النهاية الى عواقب وخيمة وأحداث مؤلمة نراها كل يوم في صفحات الجرائم.

مواضيع ذات صلة :