عرب جورنال/هلال جزيلان
ظهرت العملات الرقمية كالليبرا (Libra) عملة فيسبوك والعملة الشهيرة البيتكوين (Bitcoin) مؤخرا لتخلق تحدٍ أمام الدول، في الاعتراف بها من عدمه، وما الضرر الذي سينتج إن تم الاعتراف بها؟، لكن جميع الدول خلصت إلى عدم الاعتراف بهذه العملات، حتى تلك الدولة التي هي مصدر عملة البيتكوين فرنسا، إلا دولة السلفادور، التي اعترفتبالبيتكوين قبل أن تهبط قيمته إلى 43 ألف دولار وثلاثين ألف دولار، ونتج عن ذلك احتجاجات وغضب عارم يرغم الحكومة على التخلي عن هذه العملة وسحب اعترافها بها، وبات التعامل مع هذه النوع من العملات محصورا على التعامل التجاري في العالم وحسب، ومن المواجهات التي ذهب إليها الاتحاد الأوروبي اعتزامه تبني عملة رقمية للاتحاد وهي اليورو الإلكتروني.
أصبح كثير من الكتاب والمهتمين يكتبون منذ العام 2012م ويبنون على تكهنات بأن العملات الرقمية ستكون هي البديلة عن العملة النقدية المتعامل بها، على الرغم من أن العملات الرقمية نفسها تسعر بعملات ورقية كالدولار واليورو، لكنهم عندما كتبوا ذلك لم يكونوا يدركوا أن العملات الرقمية يستخدمها كثير من العصابات، للأضرار بمصالح الدول والمجتمعات، وتستخدم من قبل الاستخبارات الغربية للإيقاع بالقراصنة الذي يستهدفون المصالح الغربية.
لقد انتشرت شائعات بأن تكون للاستخبارات العالمية ضلوع في العملات الرقمية، ومنطلق تلك الشائعات أنه لا يمكن لأحد أن يمول المبدعين المجهولين، لعملة البيتكوين مثلا، إلا استخبارات لها ميزانياتها الكبيرة، وكان يعتقد عشاق هذه العملة أن الولايات المتحدة لها ضلوع في هذه العملة، حتى وإن لم تعترف بها بشكل رسمي، وحصل بسببها سجال في الكونغرس ومجلس الشيوخ وخلص الموضوع إلى عدم الاعتراف بها، لكن الاعتراف بها ومن يعمل بها خفافيش الظلام من أذرع المخابرات وعملائها، لكن في مصلحة بلادهم لأنه يتم عن طريقها الإيقاع بكثير من المجرمين أو مصادرة أموالهم.
لكن تلك الشائعة باتت مؤكدة، بشكل مخيف، عندما يأتي ذلك نتيجة اعتراف مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية وليام بيرنز حسب موقع ((Motherboard، والذي أكد: بأن "ضلوع الاستخبارات في عمل البيتكوين هو أمر ورثه من سلفة المدير السابق للوكالة، الذي شرع في تنفيذ عدد من المشاريع المختلفة التي تركز على العملة المشفرة ومحاولة النظر في نتائج هذه المشاريع، ومساعدة زملائنا في أجزاء أخرى من الحكومة الأميركية على تقديم معلومات استخباراتية قوية بشأن ما نراه".
الاستخبارات شريكة
أي بكل وضوح لسنوات والاستخبارات الأمريكية شريكة في عمل البيتكوين، لأن هذه العملة يستخدمها غالبية "الهكر" والقراصنة، والشركات المصنعة للمخدرات، والعصابات المروجة لها، فكان استغلال وكالة الاستخبارات الأمريكية لهذه العملة للوصول إلى من تريد من المجرمين المحتملين حسب ما تعتقده، بما أن هذه العملة الشهيرة قد بات العمل فيها من قبل الاستخبارات الأمريكية منذ سنوات طويلة، وربما منذ نشأة هذه العملة، حسب وصف مدير السي أي إيه بيرنز، بأن عبارة عن مكمل للمشوار وما عمله سابقوه، ممن ترأسوا الاستخبارات الأمريكية.
ويكمل بيرنز حديثة لنفس الموقع قائلا "إن العملة المشفرة هي إحدى الطرق التي يمكن بها التعرف على الجهات الفاعلة الخبيثة التي أخفت مساراتها عن طريق العملة المشفرة"، ومن النشاطات التي تقوم بها وكالات الاستخبارات الأمريكية هو تمكن هذه الوكالات من استرداد معظم الفدية ضمن برنامج يسمى بهذا الاسم يستخدم ضمن عملة البيتكوين من قبل المجرمين، فبعد الوصول إلى كلمة المرور الخاصة بمحافظ البيتكوين، الخاصة بالمخترقين، يتم استرداد الأموال التي تأخذ ضمن برنامج الفدية، بمثل هذه العمليات التي تقوم بها هذه الوكالات، فإن ذلك سيؤدي إلى خفض سعر البيتكوين حيث وصل سعره بسبب ذلك إلى 32ألف دولار بدلا من 50 ألف دولار، قبل ذلك، ووصل سعر الفئة الأصغر من البيتكوين، والذي يسمى الأثير إلى 2499 دولار، وانخفض سعر الفئة الأصغر منه، XRP إلى 7% .
التصدي للهجمات السيبرانية
بمعنى أن القرصنة الإلكترونية للسيطرة على نظم معينة كالكهرباء والصناعة والتجارة، أو أي مشروع، تتم السيطرة تلك إلكترونيا،فهجوم كولونيالبايبلاين الإلكتروني في الولايات المتحدة في 7 /مايو 2021م الذي تعرضت فيه شركة كولونيالبايبلاين لهجمة من نوع برمجيات الفدية، أوقف الهجوم السيبراني جميع عمليات خطوط الأنابيب، وتم إغلاق أكبر شبكة أنابيب لنقل الوقود في الولايات المتحدة إثر هجوم إلكترونيعلى الأموال بواسطة البيتكوين، من قبل كثير من القراصنة والعصابات المنظمة، في المقابل تقوم وكالات المخابرات الأمريكية، بالعمل على التوصل إلى كلمات المرور الخاصة بمحفظات البيتكوين، التابعة لهذه العصابات أو مجموعة الهكر، وبالتالي يتم استرداد الأموال، وتعود الأمور إلى مسارها
وما يؤكد ضلوع وكالات الاستخبارات الأمريكية في تعقبها لمستخدمي البيتكوين، وغيرها من العملات المشفرة، ليس تصريح بينز وحسب، بل وثائق إدوارد سنودن في عام 2013م والتي أثبتت أن وكالة الأمن القومي الداخلية في الولايات المتحدة وغيرها من الوكالات، تتعقب مستخدمي البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة، بل ويعد هذا العمل من أولويات تلك الوكالات، وخشيت وكالة الأمن الداخلي حينها ان تستخدم هذه الوثائق في ملاحقتها قضايا.
وحسب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بيرنز "فإنه يمكن أن يكون للعملات المشفرة تأثير هائل على كل شيء بدءًا من هجمات برامج الفدية، لأن إحدى وسائل الوصول إلى هجمات برامج الفدية وردعها هي القدرة على الوصول إلى الشبكات المالية التي تستخدمها كثير من تلك الشبكات الإجرامية التي تتعامل بطريقة صحيحة مع مسألة العملات الرقمية أيضا".
لا مستقبل للعملات المشفرة.
تعتبر العملات المشفرة أو الرقمية، ذات قيمة لعدد من الجهات، الخارجة عن القانون، مثل عصابة برامج الفدية، هذه العصابات قادرة على احداث فوضى في المنشئات الكبيرة والمصالح العامة والخاصة، والبنى التحتية وغيرهاـ لهذا كان عمل وكالات المخابرات الأمريكية مجتمعة، وربما يكون استخدام العملات المشفرة من غالبية وكالات الاستخبارات في الدول الأوروبية، والصين وروسيا، وهذان الأمران، من استخدام العصابات والاستخبارات لهذه العملات، يعطي انطباع كبير، بأن لا مستقبل لهذه العملات، وربما ستنقرض عما قريب.
قد تكون الاستخبارات العالمية مجتمعة من انتجت العملات المشفرة، لتوقع بكثير من المستخدمين، الذين يسحب أنهم مجرمين، وخارجين عن القانون، لتصل إليهم، وليس ببعيد أن يكون صانعو هذه العملات من القراصنة والعصابات الإجرامية، لتسهل عليهم عمل أي جريمة أو سطو على أموال، من واقع ميداني إلى أخر افتراضي أكثر ضبابية.
