آراء وأقلام نُشر

الاستثمار الثقافي.. مرة أخرى!!

 
 
في عمودي هذا العدد «25» اكتوبر 2008م-تناولت قضية «الاستثمار الثقافي».. وقد أشرت-في سياق هذا التناول-إلى غياب الاستثمار في حقل الثقافة بفنونها ومجالاتها المختلفة.. وهانحن بعد هذه السنين لانزال نردد السؤال بصدد غياب هذا النوع من الاستثمار!!.
 
إلى وقت قريب، كان الاستثمار في مجال الاعلام غائباً هو الآخر كغياب الاستثمار في ميدان الفنون.. غير أن حالة التغيير التي شهدتها الحياة السياسية والتنموية في اليمن، في السنين القليلة الماضية، أسفرت عن دخول الاستثمار وأهله إلى ساحة الإعلام، ولو بشكل جزئي، وغير مُقنَّن حتى هذه اللحظة على النحو المطلوب من جميع الأطراف.
 
ويزيد الطين بِلَّة أن الثقافة من الميادين التي غاب عنها إهتمام الدولة، إلاَّ في المواسم والمناسبات وهي قليلة بل نادرة.. ومنذ إنفضاض فعاليات «صنعاء عاصمة للثقافة العربية» العام 2004 صارت الساحة الثقافية خاوية على عروشها.. وصارت تفقد كل يوم هيكلاً جديداً من هياكلها التي ظلت قائمة منذ زمن بعيد!!.
 
تواترت هذه الخواطر وغيرها إلى شاشة ذهني إثر الإعلان عن إنعقاد مهرجان اليمن للأفلام-في دورته الثانية التي شهدتها صنعاء في منتصف شهر سبتمبر الماضي-وقد شرَّفني منظمو المهرجان باختياري عضواً في لجنة الحكم الخاصة بالمهرجان.
 
وحينها استعدتُ استبصار المشهد الثقافي عموماً، وقضية الاستثمار الثقافي على وجه الخصوص.
 
فتراءت لي-مجدداً-فداحة ذلك المشهد وقتامة هذه القضية.. وتحسرت على بلدي وحضارته وثقافته وتراثه وآثاره وتاريخه وفنونه وآدابه.
 
لاسيما أنني زرتُ العديد من البلاد وتعرَّفت إلى ساحاتها الثقافية واستثماراتها في مضمار الفنون والسياحة الثقافية، برغم أن مادتها الخام تقل كثيراً في قيمتها عمَّا لدينا، عدا أن مقوماتها الذاتية لاتفوق المقومات التي تكتنزها بلادنا البتة.. غير أن الفارق الوحيد أن لديهم إرادة وإدارة وتشريعات تجذب الإهتمام والرعاية والاستثمار، وليست مُنفّرة وطاردة ومُحبِطة كالتي لدينا.. أسفي عليك يايمن!!.
 
 
*مجلة الاستثمار العدد "48"

مواضيع ذات صلة :