شكوى المستثمرين نُشر

تاجر جديمة من ملياردير إلى فقير بعد نهب ثروته

لم يكن يدرك الملياردير تاجر قطع الغيار حمود جديمة- بضع وخمسون عاما من العمر- أن ثروته التي جمعها خلال عشرين عاما, ستطير منه في يوم وليلة كما أنه لم يفكر أبدا بأن منزله الواقع في حي الحصبة سينهب كل محتوياته فوضع بضائعه من قطع الغيار المختلفة في المنزل لأنه يدرك أنه المكان الأكثر أمانا, لكن الظروف جاءت بحسابات غير ما كان يتوقعه جديمة, اشتعلت الحرب وفر جديمة ببدنه وأهله وترك المنزل بما فيه من ثروة ورأسماله, لم يدمر المنزل المكون من ثلاثة أدوار بسبب الحرب ولم تصل إليه القذائف إلى هناك ولكن طالته يد السلب والنهب وصادرت ثروته, وأصبح جديمة فقيرا في وقت غابت فيه العدالة.

قبل خمسة أشهر ورصيد التاجر حمود جديمة بالمليارات من الريالات يتاجر بقطع الغيار من المنطقة الحرة بدبي ومن الصين ومن دول أخرى يجلب بضاعته ويسوقها في اليمن وهي الأكثر رواجا من غيرها من البضائع, لكن كان لا يعلم أن مخازن هذه البضائع الذي حرص أن تكون في منزله الكائن في حي الحصبة في الدور الأول ستعرض للنهب والدمار, في 23 مايو المنصرم اندلعت الحرب في الحصبة بين الحكومة والشيخ صادق الأحمر وتوسعت الحرب, وهرب من هرب لينجو ببدنه وبنفسه.
لم يكن جديمة يعلم أنه سيصبح فقيرا ومدينا للغير بأكثر من 300 ألف درهم إماراتي, فجأة عاد إلى منزله بعد شهر من مغادرته لكن لم يجد شيئا, البضائع قد نهبت والسيارات الثلاث الواقعة في حوش المنزل أحرقت وأثاث البيت لم يبق منه شيء.
قال شهود عيان إن مجموعة عسكرية دخلت منزل التاجر الشهير وأخذوا كل ما فيه, بداية من الدور الأول المخازن وانتهاء بأثاث الدور الثالث, ليس هذا فحسب بل إن من نهب البضائع وقطع الغيار أعلنوا أرقام هواتفهم المحمولة عمن يبحث عن قطعة غيار لسيارته أو معداته, تحول العسكر إلى تجار لقطع الغيار وتحول جديمة إلى فقير ومدين.
 في شهر أغسطس من كل عام يسافر جديمة إلى دولة الإمارات يتجول هناك في السوق الحرة ويبحث عن أجود أصناف البضائع من قطع الغيار المختلفة والحديثة لكن هذا العام لم يستطع السفر لعدم قدرته على دفع التكاليف الخاصة بالسفر وعندما سئل جديمة من قبل من يعرفون برنامجه السنوي لماذا لم تسافر هذا العام في الموسم إلى دبي لتوريد البضائع كما تفعل كل سنة؟ أجاب جديمة وهو يتحسر ويتألم وبكلمات لا يتكلم بها إلا الأوفياء في التعامل وحسن التصرف: كيف أسافر وأين أطرح وجهي أمام التجار في الإمارات الذين لهم عندي أكثر من 300 ألف درهم إماراتي قيمة البضائع التي استوردتها بداية العام؛ حيث وأنا لا أمتلك هذا المبلغ لسداده بعد أن خسرت كل شيء وأنا أتعامل معهم عندما أذهب لشراء بضائع جديدة أحاسبهم بالحساب القديم وهكذا المعاملة صارت بيننا.
حالة التاجر جديمة أمر عجيب يثير الغرابة والاندهاش والألم.. بعد أن ذاعت قصة جديمة ونهب ثروته دلوه أهل الخير على تقديم شكوى ودعوى إلى النيابة لعله يجد تعويضا يعوضه عن فاقته التي حلت عليه.
بالفعل فكر جديمة أن يبحث عن العدالة ووكل محاميا له ليترافع للقضية من أجل إعادة حقه الضائع, تقدم المحامي بقضية جديمة في ملف ضمن ملفات دعاوى أهالي الحصبة الأقل منه ضررا إلى النيابة لعله يجد تعويضا عما أصابه, لكن تفاجأ تماما مثل غيره من المتضررين برفض النيابة لقضيتهم.
الأكثر أسى أن التجار الذين دائما يهبون لمساعدة أي تاجر تقع عليه مثل هذه الوقائع بالدعم والمال لم يسارعوا إلى دعمه ليعود إلى مركزه مثلما يفعلون مع الغير في مثل هذه الظروف.
تغير حال عيشته وبرنامجه اليومي من متابعة البضائع والدخل والخرج والطلبات والأصناف المطلوبة وتسجيل حركة السوق يوميا إلى .. أوراق شكوى وأرقام للخسائر والمفقودات , ويبقى التساؤل هنا ماذا بقي بيد جديمة من مال؟ وهل هو طرف في الصراع الدائر هناك؟ أم أنه سوف يجري بعد المحاكم بحثا عن العدالة؟ وهل سترجع له أمواله المنهوبة؟ ويتم محاسبة من قام بهذا الجرم المشين أم ستدفن قضيته تحت ركام الدمار إلى الأبد.

 


 

مواضيع ذات صلة :