قال وزير السياحة والآثارالأردني نايف حميدى الفايز أن حجم الاستثمارات الكويتية في الأردن يقترب من 10 مليارات دولار وتعد الأولى على مستوى الاستثمارات الاجنبية في المملكة , مؤكدا ان الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الاستثمارات الكويتية في العديد من القطاعات. وأضاف: هناك فرص كبيرة في القطاع السياحي الاردني تنتظر الكويتيين مستثمرين وسياحاً. وأشار الوزير الأردني في حوار خاص مع « السياسة » أثناء تواجده في الكويت لإقامة ورشة العمل الخاصة بالترويج للمنتج السياحي الأردني نهاية الاسبوع الماضي: ان الزوار الكويتيين الى المملكة يحلون في المرتبة الثانية بعد السعودية . وأفاد الفايز ان إيرادات قطاع السياحة بلغت العام الماضي 2.1 مليار دينار أردني , حيث تشكل 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للأردن , متوقعا ان تزيد هذه النسبة مع نهاية العام الحالي. ولفت الى ان تركيز الوزارة يهدف الى جعل الأردن وجهة سياحية مستقلة لان هناك ما يكفي من منتج سياحي متنوع لإقامة السائح في الاردن لما يزيد عن 14 يوماً , مشيرا الى ان نسبة تزايد الكويتيين في الاردن كسياح تأتي مع بدء الإجازات السنوية والعطلة الدراسية , لاسيما وان الوقت الحالي في الاردن ربيعي يصبح كل شيء أخضر في أخضر بالاردن وبالتالي تكون عبارة عن لوحة فنية طبيعية تتميز بها المملكة من منطقة الى اخرى خاصة في المناطق الجبلية ومناطق عديدة. وحول تأثير ثورات الربيع العربي على حركة السياحة في الأردن قال الفايز ان التأثير كان كبيرا وسبب التراجع الأكبر للسياحة الأردنية هو المجموعات السياحية المشتركة بين الأردن ودول أخرى بنسبة 42 في المئة في 2011 مقارنة بعام 2010 , وتراجع أعداد زوار المبيت الى الأردن بما يقارب 12 في المئة , مشيرا الى ان الوزارة أعددت خططاً وبرامج لتفادي هذا التراجع وستكون الانعكاسات إيجابية هذا العام ... كثير من التفاصيل في الحوار التالي : ما هي أبرز مقومات السياحة الأردنية ? المقومات كثيرة ومتنوعة ما بين عصري وتاريخي , إذ تمتزج حداثة الغرب مع تاريخ وحضارة الشرق فتشكلت معالم الخريطة السياحية للملكة الأردنية الهاشمية من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها ... تعج بالاثار التي يرجع تاريخها الى أكثر من خمسة آلاف سنة , كما ان الاردن تتمتع بالكثير من المميزات , منها السياحة العلاجية التي تتمثل في مياة البحر الميت بتزايد نسبة ملوحته بدرجة كبيرة مايساعد على علاج كثير من الامراض الجلدية وغيرها , بالاضافة الى المنشآت السياحية المتنوعة في جميع مناطق المملكة منها العقبة , وجرش والبحر الميت والبتراء ووادي رم الذي تم فيه تصوير الفيلم العالمي لورنس العرب وكثير من المناطق الاخرى. ما الذي دار بينك وبين وزير التجارة والصناعة انس الصالح وهل أبرمت إتفاقيات بين البلدين تخص الاستثمارات السياحية ? لقائي مع وزير التجارة والصناعة أنس الصالح كان لقاء أخويا وهو فقط للتعارف كون الحكومة جديدة وتبادلنا خلاله الاراء والافكار , أما بشأن الإتفاقيات فهناك اتفاقيات عديدة سابقة موقعة بين الأردن والكويت , منها إتفاقية الخطة التنفيذية الموقعة بين الجانبين وكان حديثي مع وزير التجارة للتأكيد على تفعيل هذه الإتفاقيات والعمل عليها بأسرع وقت , ووجهت الدعوة للوزير لزيارة الارن على رأس وفد من القطاع الخاص الكويتي للاطلاع على الفرص الاستثمارية في القطاع السياحى في الاردن. ونأمل ان تكون هناك فرصة لزيادة حجم الاستثمارات, كما أنني عقدت بعض اللقاءات مع عدد من المستثمرين الكويتيين. ما حجم الاستثمارات الكويتية في الاردن ? وما نصيب قطاع السياحة منها ? تقارب الـ10 مليارات دولار وتتوزع في قطاعات عديدة وهي الأولى على مستوى الاستثمارات الأجنبية في المملكة ونصيب السياحة الأردنية من هذا المبلغ لا يزال ضئيلا ولذلك نأمل من هذه الزيارة الى الكويت ان تساهم في تضاعف الاستثمارات الكويتية في القطاع السياحي في الاردن. ما هو إجمالي عدد السياح الى الاردن ? العام الماضي شهد تراجعا بالنسبة لعدد الزوار الى الأردن بسبب الاحداث السياسية التي شهدتها بعض الدول في المنطقة , بالاضافة الى تراجع أعداد السياح الأوربيين مقارنة بسياح آخرين يتوافدون على الاردن عبر مجموعات سياحية وهذه المجموعات المشتركة ما بين الاردن وبعض الدول الشقيقة مثل مصر وسورية تراجعت بنسبة 40 في المئة العام الماضي , واستطيع القول ان 90 في المئة منها مجموعات مشتركة بين الاردن ودول اخرى. ونقوم بإعادة التنسيق مع القطاع الخاص لوضع برامج لجعل الاردن الوجهه الرئيسية لهذه المجموعات , والان نرى الشقيقة مصر بدأت تتعافى جزئيا في قطاع السياحة بعد ثورة 25 يناير ونتطلع الى ان يكون هناك تعاون مشترك بين القطاع الخاص الاردني والمصري في هذا المجال. واؤكد ان تركيزنا دائما ينطلق من جعل الأردن وجهة سياحية مستقلة لان هناك ما يكفي من منتج سياحي متنوع لإقامة السائح في الاردن لما يزيد عن 14 يوماً. الكويتيون في الأردن ما حجم الزوار الكويتيين الى الأردن ? تشكل نسبة الزوار العرب الى الاردن 50 في المئة من الاجمالي العام وهو مؤشر جدا إيجابي , وفيما يتعلق بالكويتيين فهم يحلون في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية من الخليج العربي وتتركز زيارات أغلبية السياح الكويتيين في فصل الصيف وهي سياحة عائلية تبحث عن المنشآت والفعاليات السياحية الاخرى من مطاعم ومقاه وتسوق ودور الترفيه للعائلة وكلها متاحة وموجودة في جو أكثر من رائع ونأمل ان يأتي الزوار في كل فصول السنة وليس الصيف فقط وهو ما نسعى ونعمل من أجله على أساس استقطاب الزوار على مدار العام. وارى ان الجو حاليا ربيعي وبالتالي يصبح كل شيء أخضر الان في الاردن , بالتحديد في المناطق الجبلية ومناطق عديدة عبارة عن لوحة فنية طبيعية تتميز بها الاردن من منطقة الى اخرى وبالتالي تكون النسبة الأعلى من الزوار في هذه الفترة خصوصا وان هذا التوقيت تحل فيه الاجازات السنوية . هل الطقس الشتوي البارد له تأثيرعلى انخفاض أعداد الزوار في الأردن ? بالعكس يزداد لديناعدد الزوار من الدول الأوربية في هذا التوقيت , مثلا من الدول الاسكندنافية وروسيا , حيث تأتي أعداد كبيرة من هناك للبحث عن طقس أفضل , ونحن في الاردن لدينا خيارات كثيرة للزوار , منها مدينة العقبة التي تمتاز بطقسها المعتدل واللطيف وتعد مشتى للسواح وتطل على البحر الأحمر فيأتيها العديد من الزوار شتاءً . ايضا هناك البحر الميت الذي يبعد مدة 45 دقيقة فقط بالسيارة عن عمان وتختلف درجة الحرارة في هذه المنطقة بفرق 10 درجات عن العاصمة عمان , فقد يكون الجو ممطرا وبارداً في عمان ومعتدلاً في البحر الميت ومن ثم تستطيع الذهاب للاستمتاع من البحر بالسباحة ايضا .. اذن تنوع التضاريس تساعدنا على استقطاب الزوار على مدار العام , ولا يختلف الحال كثيرا عن الأخوة الاشقاء في دول الخليج العربي , فقد يبحثون عن الطقس المعتدل أو البارد الذي يحمل ثلوجا وهو ما يجده السائح في الاردن بشكل عام . إيرادات السياحة والتطوير ما هو حجم إيرادات القطاع السياحي في الاردن ? الدخل السياحي تجاوز 2.1 مليار دينار اردني في 2011 ويشكل 14 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي من الاقتصاد الاردني ولايزال قطاع السياحة يبشر بان يزيد الدخل الى أعلى من هذا الرقم , كما يبشر بالزيادة من حيث المساهمة في الناتج المحلي الاجمالي. هل توجد خطط لتطوير القطاع بإنشاء مزيد من المشروعات السياحية ? بالفعل هناك خطط عديدة لنمو القطاع عبر زيادة المشاريع الاستثمارية تتركز في مدينة العقبة من حيث الحجم يليها البحر الميت , كما ان هناك فرصا إضافية في هذه المناطق بالاضافة للمناطق الشمالية والجبلية المعروفة بفرص الاستثمار العديدة ولا تزال بحاجة الى إقامة مشاريع سياحية بها , ونتوقع خلال الفترة المقبلة ان تزيد حركة الاستثمارات في هذه المنطقة لينعكس على الناتج المحلي والاقتصاد الوطني الاردني . مشاريع جديدة ضخمة ما هي ابرز المشاريع السياحية التي نفذت العام الماضي ? تم افتتاح مجموعة من الفنادق في البحر الميت واخرى في العقبة وعمان , والآن في منطقة العبدلي وهي منطقة إنشائية كبيرة جدا شبهت بمنطقة السلودير في بيروت وجاري تنفيذ بعض المشاريع فيها التي من المتوقع الانتهاء منها بنهاية العام الحالي مع مجموعة من الفنادق والشقق الفندقية المتميزة , هناك أيضا مشاريع عديدة في العقبة منها مشروع عائلة , وسرايا والمعبر وكثير من المشاريع الاخرى. أيضا تم إطلاق المخطط الشمولي لمنطقة البحر الميت ويبشر بتصور جديد لهذه المنطقة والعديد من الفرص الاستثمارية والمشاريع تحت الإنشاء , ولهذا كله تحدثنا مع وزير التجارة الكويتي انس الصالح وبدوره سيبحث هذه الفرص مع المستثمرين من القطاع الخاص الكويتي حين يتم تلبية الدعوة لزيارة الكويت. هل تأثرت السياحة الأردنية من ثورات الربيع العربي ? وكيف تستفيد المملكة من انعكاسات هذه الثورات إيجابا ? لاشك كان التأثير كبيراً طوال العام الفائت وسرعان ما استعدنا جزءاً كبيراً ايضا من هذه الخسارة منذ بداية العام الحالي , وهي الاستفادة الإيجابية التي تمثلت في عودة السياح العرب والخليجيين الى زيارة الاردن والابتعاد عن مناطق التوتر السياسي وعدم الاستقرار في بعض دول المنطقة , ودائما وابدا يبحث السائح اي سائح عربي أو أجنبي عن الاستقرار والأمن أولا في وجهته ومن ثم يقرر الزيارة. وتتمتع المملكة الاردنية الهاشمية بأمن واستقرار كبيرين جعلا السائح يتجه إليها . وكان التراجع الأكبر للسياحة الأردنية بسبب المجموعات السياحية المشتركة بين الأردن ودول أخرى , وكما قلت تراجعت أعداد هذه المجموعات بنسبة 42 في المئة القادمة في 2011 مقارنة بعام 2010 , وتراجع أعداد زوار المبيت الى الأردن بما يقارب 12 في المئة. نأمل ان نكون قد تغلبنا على هذه التحديات خاصة أننا أعددنا العديد من الخطط والبرامج لتفادي هذا التراجع وستكون الانعكاسات إيجابية هذا العام السياحة في الكويت كيف ترى الكويت على الخريطة السياحية ? بداية لست ملما بالقطاع السياحي الكويتي , لكنني في الآن نفسه استطيع القول انه في الفترة الأخيرة أحيي أشقائي في وزارة التجارة الكويتية المعنيين بالسياحة الذين يقومون بالمشاركة في المعارض السياحية الدولية خلال العامين السابقين حتى بدأنا نرى قوة تواجدهم في هذه المعارض التي كنا نفتقد لها في السابق ومثلا في أحد المعارض في إسبانيا كان الجناح الكويتي بجوار الجناح الأردني ووجدنا وقتها مدى الإصراروالسعي على الترويج للكويت , وهذا يدل على الإدراك بأهمية الترويج وإعطاء صورة ورؤية حقيقية عن دولة الكويت للعالم , ما يعكس النية في تطوير هذا النوع من السياحة والتركيز عليه واعتقد ان ذلك يعد جزءاً من خطة التطوير للكويت . السياسة الكويتية
10 مليارات دولار استثمارات كويتية في الأردن وقطاع السياحة الواعد ينتظر الكويتيين مستثمرين وسياحاً
الاستثمار نت/ متابعات