سياحية وترفهية نُشر

أهلا بكم .. الى كهوف سقطرى

صفحة استثمر في السياحة

كهوف حوف في شبوه

ظل " طنوف " وهو أحد ساكني جزيرة سقطرى أكثر من ستين عاما وهو يشير نحو مدخل كهف حوق ويروي قصصاً منقولة تتعلق بالاشباح التي تسكن الكهف وينصح كل من يراه لأول مرة بالأمر يغامر بحياته ويدخل إلى سكن الأشباح لكن بيتر ديجست وهو باحث بلجيكي متخصص بدراسة الكهوف أخذ " طنوف " من يده اليمنى التي ظغط عليها واتجه به نحو المكان الذي كان يخشاه منذ ستين عاما وقال له ديجست لا داعي لتنصحن ، انا أضمن لك سلامتك ان دخلت معي إلى هذا الكهف السقطري اورغم انة كان يسكن قرب الكهف الا انة  اندهش من المشهد الذي رآه لقد رأى منظراً خلاباً شلالات مياه وسراديب و أنفاق وغرف منحوته في الداخل وقطرات ماء تعزف منذ آلاف السنين حتى كونت تلكسات رائعة يصعب وصفها ..     
 استطلاع / صقر الصنيدي
لقد أصبح الآن الدخول إلى كهف حوق ممكناً بل وممتعاً وأصبح السياح يتناقلون أخبار التجوال فيه وصار بالامكان استثماره سياحيا وجعله المقصد الأول الذي يزوره السائح في سقطرى نظراً لما فيه من خفايا وأسرار وآثار قديمة تحكي عمره الذي يزيد عن عشرة آلاف عام .. وخلال زيارته الأخيرة وجه فخامة رئيس الجمهورية الأخ / علي عبد الله صالح بالاستفادة من الكهوف سياحيا واطلع خلال الزيارة على أحد هذه الكهوف وعبر في تصريحات نشرت مسبقا عن إعجابه بما رآه .. وبدأت الجهود من قبل المختصين لتهيئة كهف حوف كأول كهف يمكن تنظيم زيارات سياحية إليه وتم عمل علامات إرشادية داخل الكهف .. وطبقا لما يقوله المهندس محمد نجيب مهدي من قسم المحميات مشروع صون وتنمية جزر سقطرى ... - فقد قام فريق من مشروع الكارست سقطرى التابع لجامعة برسل البلجيكية بزيارته الأخيرة لجزيرة سقطرى وعند وصول الفريق تم عقد اجتماع بين كل من مشروع الكارست سقطرى ومشروع صون وتنمية سقطرى .. خلال هذا الاجتماع تم مناقشة المناطق التي سوف يتم التركيز عليها في عملية البحث عن كهوف جديدة والتعاون في عمل تقرير إلى الحكومة حول الطريقة العلمية البيئية المناسبة لتطوير وغدارة كهف حوف وكذا التعاون في بناء الخطة الإدارية للسياحة في كهف حوف وقد قرر الفريق التركيز على مناطق مرتفعات دكسم والمرتفعات المواجهة لسهل نوجد ومرتفعات ستوعب نت كذلك كهف حوف ومومين وتكون الفريق من تسعة عشر باحثاً من أوروبا متخصصين في المجالات الجيولوجيا والبيولوجي الآثار ،التصوير والعلوم الاجتماعية وتحققت اكتشافات جديدة للبعثة . وحتى الآن تم رصد 43 كهفا غير ان الصالح سياحيا منها عدد قليل كما يقول نديم طال مدير وحدة الصون في برنامج تنمية سقطرى ويضيف أنه يتم التركيز على الكهوف الجذابة والآمنة لتهيئتها سياحيا وجهلها مقصد عاشقي سياحة الكهوف أما بقية الكهوف قهي غالباً لا تصلح نظراً لطبيعتها ففيها بحيرات وشلالات كما أن الظلام دامس فيها ولا يمكن .. - لغير المحترفين الدخول اليها فهي عميقة جداً وتحتاج إلى تجهيزات .. كما أنها تمتد إلى مسافات طويلة قد تصل إلى 10 كم متر ..يقول /عصام عبد الغفار من برنامج صون سقطرى المركز الرئيسي أنه تم إعداد مرشدين سياحيين من أبناء الجزيرة للقيام بإرشاد محبي سياحة الكهوف أثناء دخولهم الكهف ذلك لأن عملية الدخول تحتاج إلى إرشاد وخاصة أنه يحتوي أشياء أثرية فيمة تخشى تعرضها للعبث عن قصد أو دون قصد ..كما تتم عملية توعية أبناء الجزيرة وزوارها بأهمية مقتنيات هذه الكهوف والمحافظة عليها . آثـار في العام 569م وبعد أن صارع الموت في البحر تمكن أحد البحارة من الوصول إلى هذه الجزيرة ودخل إلى كهف حوف ونقش على جدار احد الألواح داخل الكهف اسمه وكتب إلى جواره أشكر الرب الذي أوصلني إلى هذه الجزيرة والرجاء لمن حصل على هذه القطعة حفظها في مكانها .. كان الباحث البلجيكي بيتر ديجست والذي نال درجة الدكتوراه عن هذه الكهوف هو أول من وجد هذه القطعة التي بقيت لأكثر من 1500 عام واحتاج إلى عالم لغات قديمة ليعرف كلماتها وكونها مكتوبة بلغة قديمة أقرب إلى الهندية واجتهد لاصطحابه إلى الجزيرة لقد كانت هذه الكلمات هي الحارسة فلم يكن هناك من يجرؤ على أخذها خوفاً من مخالفة ما كتب عليها وهكذا بقيت ..هنا أيضا وعلى جدار الكهف نقش تظهر فيه صورة مركب شراعي ويعود تاريخه إلى مئات السنين .. لقد عثر الباحث البلجيكي ومعه معاونيه على مقتنيات أثرية كثيرة داخل الكهف وفقاً لــ عصام الصليحي من برنامج صون سقطرى وللمعلومات التي توصل إليها الفريق فإن هذه المقتنيات دليل وجود حياة قديمة في هذه الكهوف كما يدل وجود المباخر على إقامة مناسبات دينية داخل هذه الكهوف .. وخلصت دراسة ديجست إلى أن كهوفاً عديدة استخدمت للحياة هرباً من الرياح التي تضرب الجزيرة في أشهر محددة من السنة وكانت الملاذ الآمن للبشر لكنها الأقل عمقا .. وكانت ولا تزال عدد من الكهوف تمثل مصادر المياه الوحيدة للبشر كما يقول عصام الصليحي خاصة تلك التي يكون وضعها من أعلى إلى أسفل فالأهالي لا يزال عدد منهم يعتمد على أخذ الماء من داخل هذه الكهوف وبينما كان الفريق البحثي يتهيأ للنزول إلى أحد الكهوف ويربط الحبال التي يتسلقون عليها بعد شدها على أوساطهم عبر مماسك جيدة فاجأتهم فتاة سقطرية هرولت نازلة إلى قعر الكهف وتسلقت صاعدة وهي تحمل على رأسها دبة الماء وكأنها تصعد عبر درج كانت تمشي واثقة بينما الفريق يشد الأحزمة وعلمياً أخذ ذلك على أنه دليل على اعتماد الناس منذ زمن على مياه الكهوف العذبة كما يقول الصليحي. المهندس محمد نجيب يقول أنه تم التوصل على العديد من الكتابات المختلفة داخل كهف حوف وفي كهف جنيبا جنيبا " شبهن دكسم " استطاع الفريق التعمق في الداخل حتى أكثر من عشرة كيلوا مترات ويتخلل هذا الكهف بحيرة كبيرة من المياه بطول كيلو ونصف الكيلومتر .. واستخدم الفريق في هذا الكهف التسلق والسباحة والغوص .. وفي كهف ديقشالة استطاع الفريق التعمق داخل هذا الكهف مستخدمين محترفي التسلق وجرى الكشف عن العديد من المسارات الجديدة على أعماق كبيرة تصل إلى 250 متراً تحت سطح الأرض ، وفي منطقة "تشيطف" اكتشف أربعة كهوف جديدة بنفس النظام عمودية الشكل يتراوح العمق في هذه الكهوف من 30 متراً إلى 250 متراً .. عــبـث ما قام به أحد البحارة حين نقش مركبة الشراعي على أحد جدران الكهف أصبح الآن لوحة أثرية لا تقدر بقيمة وجعلنا نعثر على تاريخ عمره الفا عام لكن ما يقوم به البعض في وقتنا الحاضر حين يكتبون ذكرياتهم على جدران الكهف باستخدام مواد كالطباشير وغيرها وهم بذلك يسيئون إلى أنفسهم أولاً ويعبثون بمورو ثنا ثانياً ولا يمكن أن يصبح ما يقومون به يوماً ما أثرا وهذا الأمر أزعج حتى الأوربيون الذين يقومون بتنفيذ مشروع التثقيف البيئي لأطفال سقطرى ويتضمن المشروع القيام بإعداد من خطط دروس لتقديم موضوع التثقيف البيئي إلى مدارس الأطفال في سقطرى باستخدام نباتاتهم المحلية وتراثهم الثقافي لتوفير مفاهيم واضحة حول مواضيع المنهج لمادتي اللغة العربية والعلوم ويتم حاليا غعداد مواد استرشادية للطلاب وستؤدي إلى ادراك الطلاب بقيمة تراثهم وثقافتهم وتكوين رؤية حول أهمية العناية بها للأجيال القادمة .. وللأسف أن العبث قد لا ينطلق من الجزيرة لكنه لن يدوم أو هكذا ينتابني إحساس انه لا يوجد أن يبقى تأريخه وتراثه كما هو دون إيذاء ..

 نقلاً عن صحيفة الثورة اليمنية اليومية العدد (15415)


 

مواضيع ذات صلة :