سياحية وترفهية نُشر

ثلاء اليمنية ... مدينة من زمن الأساطير!

تمثل محافظة عمران متحفا أثريا وتاريخيا لازالت كنوزه مطمورة تحت الأرض تحمل شواهد كثيرة على عظمة الإنسان اليمني وحضارته العريقة الممتدة في

عمق التاريخ في العديد من المناطق والمحافظات اليمنية.
ومحافظة عمران واحدة من تلك المناطق الزاخرة بمورث وإرث ثقافي وحضاري كبير ضارب في الأعماق و موزعة بين 20 مديرية من بينها مديرية ثلاء التي تتميز بحصانتها ومنعتها وفنها المعماري المدهش.
وتقع مدينة ثلاء إلى الشمال الغربي إلى العاصمة صنعاء على بعد 49 كيلو مترا تقريبا وبها العديد من الكهوف ومدافن الحبوب وبرك المياه وتتصل هذه القلعة من الناحية العسكرية الدفاعية من الشمال بحصن الناصرة.
واشتهرت هذه الحصون باستخدامها في مقاومة الغزو العثماني إذ شكلت الحصون البوابة الدفاعية المتقدمة التي حمت صنعاء واشتهرت حينها بمفتاح النصر على الجيوش العثمانية التي كانت تحاول احتلال صنعاء من جهة الشمال.
وتحتوي مدينة ثلاء ذات التخطيط الهندسي الراقي على كثير من المعالم التاريخية البارزة والتي باتت اليوم مزارا وقبلة لكثير من السياح الأجانب كحصن الغراب.. أما نسبها فيعود حسب مؤلف كتاب الإكليل إلى ثلاء بن الباخة بن أقيان بن حمير الأصغر – زرعة – بن سباء الأصغر –هيل بن كعب بن زيد بن سهيل بن عمر بن قيس بن معاوية بن حشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن فطن بن غريب بن زهير بن أبية –أيمن بن الهميسع بن حمير بن سباء بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن عامر بن شالخ بن ارفحشد بن سام بن نوح بن الملك بن متوشلخ بن اخنوع بن الياد بن مهلائيل بن فبنان بن أنوس بن ادم .
وثلاء بضم الثاء المثلثة وفتح اللام ألف بعدها همزة أحد أبناء الباخة بن اقبان الستة الذين هم "يوعس وحصص وزغبات وحبابة وصيعان ونسب أقبان مخلاف شبام وتارة أخرى مخلاف حمير وقد اختط ثلاء بن الباخة المدينة قبل أكثر من ألفي عام وكانت تسمى قبل ذلك بقرية الطلح.

الجامع الكبير
يعود تأريخ تأسيس الجامع الكبير بثلاء إلى فترة مبكرة من بداية العصر الإسلامي ويصعب تحديد تأريخه بشكل دقيق بسبب الإضافات والتجديدات التي تمت في البناء القديم حتى أنه لا يعرف أين يقع مكانه بالضبط فجدران الجامع ومنشأته أصبحت متداخلة ومختلطة إلى حد كبير ومن خلال الوصف المعماري للجامع سوف نحاول أن نوضح ذلك.
يقع الجامع على تل مرتفع في وسط المدينة ويتم الوصول اليه من خلال ممر صاعد حيث تطل واجهته الجنوبية على فناء واسع مكشوف وفى الناحية الغربية منه ايوان مستطيل الشكل يفتح بعقدين نصف دائريين وعلى هذا الفناء زخرفت فتحة العقد الجنوبي بفسيفساء نباتية ضخمة على هيئة ورقة نباتية خماسية تعلوها فتحة مستديرة تكتنفها من الناحيتين حليات معامرية متدلية إلى أسفل واغلب الاحتمال ان هذا الإيوان كان يشكل في الأصل وحدة معمارية ضمن مساحة الجامع الرئيسة.
وترجح المصادر أنه كان يستخدم الجامع للتدريس كما يزيد من أهمية هذا الإيوان بقاء بعض الأشرطة الكتابية الممتدة على جدرانه بخط النسخ في الجهات الغربية والجنوبية والشرقية. وتشمل آية الكرسي والنص التأسيسي وبعض العبارات وأبيات من الشعر.
أما النص التأسيسي فبقي كالتالي: وكان الفراغ من هذه العمارة المباركة في شهر ذي الحجة 797 هجري.
تطل واجهة الجامع على النا حية الجنوبية من الفناء وهى واجهة بسيطة خالية من العناصر الزخرفية تتوسطها فتحة المدخل المؤدية إلى الجامع على نفس محور المحراب تقريبا إلى الغرب منها مدخل آخر.
وتشكل عمارة الجامع من الداخل مزيجار من القديم والجديد حيث تبدو الآثار المعمارية واضحة على أجزائه المعمارية.
بوصف عام يبدو الجامع على هيئة مستطيلة الشكل وتبلغ مساحته الداخلية من الشمال الى الجنوب حوالي 560 متر مربع و تتكون من عشر بلطات مقابلة لجدار القبلة يفصلها تسع فواصل.

حصن الغراب
حصن ثلاء قلعة أثرية موغلة في القدم مجسدا قوة وعظمة الإنسان الذي قهر الطبيعة وسخرها... تشعر بذلك وأنت تقف على تلك المعالم الأثرية والتاريخية من بقايا القصور والبرك وأبراج الحراسة وأسوار التحصينات والمقابر الصخرية ومدافن الحبوب المحفورة في الصخور والأراضي الزراعية وبوابتي الحصن العجيبتين.
ويوصف هذا الحصن بالحصين كونه جعل من المدينة ومنه ملاذا آمنا لكل هارب أو متحصن أو معارض أو داعية و قد تكسرت أمامه كل وسائل الهجوم كما أنه كان مقرا للعديد من العلماء والدعاة والأئمة والأمراء.
ونسجت حول الحصن العديد من القصص والأساطير لذوي البطولات والمعارك وأشهر تلك المعارك ما دار بين الأمام المطهر والأتراك.
توجد بأعلى الحصن نقوش حميرية سبئية كما يوجد به مسجدان تولى بناء أحدهم الإمام عبدالله بن حمزة أما الأخير والموجودة بقاياه في الحصن فقد بناه محسن الزلب.
كما توجد في سطحه بركتان مقضضتان محفورتان في الصخر والكثير من المدافن والمنازل والمقابر المحفورة في الصخر أو المبنية بالحجارة خلال دولة الحسين بن القاسم العياني ...ويقدر ذلك فيما بين 375هجرية -450 هجرية..تم العمل على ترميم وتوسيع مدرج الحصن وبوابتيه وأسواره وعدد من المباني والأبراج, كذلك كان الأمام المطهر بن شرف الدين له دور في ترميم وتجديد البناء هذا الحصن.

سور المدينة

تتميز ثلاء بان لها سور عظيم ومهيب ومنيع وتمتد جذوره عبر التاريخ إلى العهد الحميري بحسب ما ذكرته بعض المصادر الحديثة.
ويتميز السور ببنائه من الأحجار الكبيرة وقد أمتد البناء في السور عبر الزمن منذ القدم إلى عهد الأمام المطهر و قد استمر الترميم فيه بدون انقطاع.
كما كان يوجد بالسور ممر للخيالة أثناء نوبة الحراسة... ولم يسلم هذا السور من الخراب أم بقوة سيول الأمطار أو ضربات الغزاة..ويحتاج السور بأبراجه وأبوابه إلى إعادة ترميم ليعاد له مجده وشموخه العظيم. ويذكر أن السور بني على مراحل:

الأولى :بناء الجزء الواقع شمالا (باب المباح ) والمسافة (250)من الباب جهة الجنوب وهذا الجزء يظهر أنه بني بنفس الفترة والزمن الذي بني سور شبام والذي بني في عهد الدولة الحميرية.
الثاني : هو الجزء الواقع من بعد المسافة السابقة وحتى النوبة (البرج ) شرق مسجد بنهان وقد تم بناء هذا الجزء خلال القرن السابع الهجري أو الثامن أذ من الملاحظ أن بناء المسجد أقدم من بناء السور وفي المرحلة الثالثة بني الجزء الواقع من بعد البرج المذكور سابقا وحتى باب الهادي وقد تم بناء هذا الجزء خلال القرن الثامن.. وفي الرابعة بني الجزء المبتدى من باب الهادي وحتى النهاية وقد تم بناء هذا الجزء بعد سنه 850 هجرية كم تذكر كتب التاريخ أن الحسن بن إبراهيم العياني كان قد عمل في بناء هذا السور وذلك في أوائل القرن الخامس الهجري.

 

 

عن سبأنت


 

مواضيع ذات صلة :