ثقافة وفنون نُشر

افتتاح احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009

Image

القيروان - تونس

افتتحت يوم الاحد 8 مارس 2009 بمدينة القيروان الواقعة وسط تونس احتفالية "القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009" وسط حضور مكثف لشخصيات ومفكرين وعلماء من بلدان اسلامية جاؤوا للاحتفاء باحدى اعرق المدن الاسلامية. واختارت المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم والثقافة ( ايسيسكو) القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 لتخلف بذلك مدينة الاسكندرية التي اختيرت عاصمة للثقافة الاسلامية عام 2008.
 وألقى رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي كلمة الرئيس زين العابدين بن علي الذي تعذر عليه اعطاء اشارة الافتتاح بسبب زكام حاد وفقا لما ذكرت وكالة الانباء الحكومية.
وقال بن علي "أفتتح اليوم علي بركة الله برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لسنة 1430 للهجرة الموافقة لسنة 2009 وأضاف ان القيروان هي رابعة المدن الاسلامية المقدسة بعد مكة والمدينة وبيت المقدس وهي التي دعا عقبة بن نافع عند تأسيسها "بأن يملأها الله علما وفقها ويعز بها الاسلام والمسلمين الي أخر الدهر".
وتدفق على القيروان عدد من الشخصيات الاسلامية المعروفة من بينها الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين والحبيب بن يحي الامين العام لاتحاد المغرب العربي وعبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو).
ولبست القيروان أبهي حلة في حفل انطلاق تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2009 واحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف ولاستقبال ضيوفها وزوارها الذين اعتادوا التوافد على المدينة من كامل مناطق الجمهورية وحتى من خارجها للاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يشكل أبرز مميزات عاصمة الاغالبة فى مثل هذه الفترة من كل عام.
وتم الافتتاح الرسمي بصحن جامع عقبة بن نافع وهو واحد من بين أشهر المعالم الدينية في البلاد الاسلامية. بينما سيكون الافتتاح الفعلي بعد يومين بعرض "القيروان الخالدة" الذي يجمع بين الصوت والصورة والانارة ويروي تاريخ القيروان منذ تأسيسها الى الان.
وقال التويجري ان برنامج الاحتفال بعواصم الثقافة الاسلامية الذى ترعاه وتنفذه المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة يندرج في اطار نشر الثقافة الاسلامية وتجديد مضامينها وانعاش رسالتها وتخليد الامجاد الثقافية والحضارية لعدد من العواصم الاسلامية للدور الذى قامت به في خدمة الثقافة والاداب والفنون والعلوم والمعارف الاسلامية عبر مسيرتها التاريخية.
وأضاف ان هذا البرنامج يندرج ايضا في نطاق عمل المنظمة لتجديد البناء الحضارى للعالم الاسلامي ولتقديم الصورة الحقيقية للحضارة الاسلامية ذات المنزع الانساني الى العالم.
 يعود تاريخ القيروان التي تعرف باسم عاصمة الاغالبة الى عام 50 هجري (670 ميلادي) عندما قام بانشائها عقبة بن نافع وكان هدفه ان يستقر بها المسلمون اذ كان يخشى ان رجع المسلمون عن أهل افريقية ان يعودوا الى دينهم. تشتهر القيروان الواقعة وسط البلاد وتبعد 160 كيلومترا عن العاصمة بمعالمها التاريخية الضاربة في القدم منذ العهد الاسلامي على غرار جامع عقبة بن نافع اضافة الى بيت الحكمة الذي أنشأه ابراهيم الثاني الاغلبي في عام 289 هجري (902 ميلادي).
 كما تضم القيروان متحف فنون الحضارة العربية الاسلامية في رقادة الذي يحتوي مجموعة هامة من نفائس المخطوطات والتحف الاثرية النادرة. كما تعرف القيروان بصناعة حلويات "المقروض القيرواني" وبصناعة المفروشات منذ القدم والتي توارثها الجيل الجديد عن ابائه ويشتمل برنامج "القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية" على نحو 100 مهرجان متنوع بين الموسيقى والشعر والندوات والمسرح والسينما وعرض الاصدرات وعروض للازياء والفولكلور الاسلامي اضافة الى معارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الاسلامية.
وقال المنظمون ان عدة بلدان ستشارك بعروض فنية من بينها المغرب وليبيا ومصر وسوريا وتركيا واسبانيا والجزائر. وسترصد الايسيسكو جائزة لاحسن منتج في الصناعات التقليدية بالقيروان.
وستقام ندوات فكرية وعلمية حول (القيروان واشعاعها عبر العصور) و(الطب والاطباء في القيروان). وستركز التظاهرات الدولية على الدور الكبير الذي لعبته القيروان عبر مختلف العصور في تجسير علاقات الحوار الحضاري والثقافي بين العديد من المجتمعات وفي مقدمتها المجتمع العربي الاسلامي ومجتمعات بلدان شمال حوض البحر الابيض المتوسط.


المصدر : رويترز


 

مواضيع ذات صلة :