دين نُشر

البشير يفرج عن الترابي ويهدد بطرد المنظمات الأمميـة

Image

الإمام الترابي

 أعلنت عائلة حسن الترابي صباح اليوم الاثنين أن السلطات السودانية أفرجت عن المعارض الإسلامي بعد حوالي شهرين على اعتقاله عقب دعوته الرئيس عمر البشير الى الذهاب بنفسه الى المحكمة الجنائية الدولية. وقالت ابنته امامة الترابي لوكالة فرانس برس [افرج عن أبي من سجن بورت سودان ونقلوه بالطائرة وهو الان في المنزل بالمنشية (ضاحية الخرطوم)].
وكان الترابي (77 عاما) اعتقل في 14 كانون الثاني/يناير بعدما اكد ان الرئيس البشير مدان سياسيا بجرائم ارتكبت في دارفور. وقال (سياسيا، نعتقد انه مدان عليه أن يتحمل المسؤولية عن كل ما يحصل في دارفور من تهجير وإحراق قرى وعمليات اغتصاب --
واقصد هنا عمليات الاغتصاب المنهجية على نطاق واسع – والمجازر). وبطلب من المدعي لويس مورينو اوكامبو، اصدرت المحكمة الجنائية الدولية الاربعاء مذكرة توقيف بحق البشير الذي يشتبه بارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور. وتؤكد الامم المتحدة ان الحرب الاهلية في دارفور غرب السودان اسفرت منذ 2003 عن سقوط نحو 300 الف قتيل، في حين تتحدث الخرطوم عن عشرة الاف فقط.
وأوضحت ابنة الترابي ان والدها مصاب بزكام منذ اسبوع ويعاني من حرارة مرتفعة ومن ارتفاع ضغط الدم.
وقالت (رأيناه في السجن وكنا نشعر بقلق بالغ. سألنا هل من الممكن اعادته الى المنزل). وكان الترابي -77 عاما- الحليف السابق للبشير وأحد ابرز معارضيه اليوم، معتقلا في سجن بالخرطوم ثم نقل الى بورت سودان على ساحل البحر الاحمر. وحسن الترابي هو رئيس حزب المؤتمر الشعبي، احد اكبر احزاب المعارضة في السودان ومن اشد منتقدي الرئيس عمر البشير. وسجن الترابي مرات عدة. ففي ايار/مايو الماضي اعتقل مع عدد من اعضاء حزبه بعد هجوم شنته حركة العدالة والمساواة على مدينة ام درمان وتمكنت قوات الامن السودانية من صده.
وافرج عنه في تموز/يوليو 2005 بعد توقيفه سنة اثر اعلان السلطات عن محاولة انقلابية. وهدد الرئيس السوداني عمر البشير أمس الأحد المنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين الأجانب وقوات الأمم المتحدة المنتشرة في السودان بالطرد إذا لم يحترموا قوانين بلاده. وقال البشير امام الالاف من انصاره في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور -اوجه رسالة لجميع البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيين العاملين في السودان وقوات حفظ السلام الموجودة في السودان، انهم اذا تجاوزوا حدودهم سنطردهم مباشرة-. وقام الرئيس السوداني بزيارة العاصمة التاريخية
لدارفور بعد اربعة ايام من اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه الاربعاء بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور، غرب البلاد. وقال البشير الذي كان يرتدي بذلة خضراء تحت شمس حارقة، ان -المحكمة الجنائية الدولية وقضاتها ومدعيها وكل من يدعمها اسفل حذائي-. وتابع -قالوا لنا اذا تركتم المنظمات (غير الحكومية) تعمل سنجمد المذكرة في مواجهة الرئيس، ولكننا رفضنا ذلك-.
 وتشكل زيارة البشير الى دارفور تحديا للعواصم الغربية التي ضاعفت انتقاداتها له بعد قراره طرد 13 من اكبر المنظمات غير الحكومية العاملة في المنطقة. ودعت الولايات المتحدة ودول اخرى السودان الخميس الى التراجع عن هذا القرار الذي انتقده الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة ايضا. وقالت السلطات السودانية انها ستقوم بتولي مهمة تقديم الخدمات التي كانت تقدمها المنظمات غير الحكومية التي انهت تفويضها.
وقال البشير -سنقوم بسد الفراغ- الناجم عن رحيل المنظمات غير الحكومية دون ان يعطي تفاصيل حول ما تنوي الحكومة القيام به. وكان مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني دعا السبت منظمات اغاثة الى نقل نشاطها الى الصليب الاحمر الدولي. وحذرت هيئات الامم المتحدة في السودان في بيان انه -من غير الممكن خلال مهلة معقولة توفير الخبرات والامكانية التي كانت توفرها المنظمات الحكومية منذ فترة طويلة-. وتنشط نحو 80 منظمة دولية في دارفور، لكن تلك التي ابلغت بقرار الطرد كانت تتولى ادارة اكثر من نصف عمليات الاغاثة الانسانية، وفق الامم المتحدة. ويعمل الرئيس السوداني (65 عاما) على حشد تاييد السودانيين في تصديه لقرار المحكمة الجنائية الدولية
 و-الاستعمار الجديد- المتمثل بالدول الغربية. وقبل ان يلقي البشير خطابه، تعاقب مسؤولون من درافور على المنصة لدعوة السكان الى دعم الرئيس في فترة الازمة وخصوصا بالتشديد على العنصر القبلي واستمالة قبيلة الزغاوة القوية في دارفور. وينتمي زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة خليل ابراهيم الى الزغاوة. وتقوم القوة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي بالاشراف على اتفاق سلام وقع في 2006 بين الحكومة وفصيل جيش تحرير السودان بزعامة ميني ميناوي الذي ينتمي الى الزغاوة كذلك والذي بات متحالفا مع البشير. وتنشر القوة المشتركة 15500 جندي وشرطي في دارفور.

 

مواضيع ذات صلة :