مرأة ومجتمع نُشر

المرأة الأردنية تكسر احتكار الرجل في 23 موقعا وظيفيا

Image

5 سيدة يخترقن مهنا ذكوريا

كسرت المرأة الأردنية احتكار الذكور لمهن تقليدية كانت تقتصر على الرجال دون النساء، واقتحمت تلك المساحة التي كانت "محرمة" أو "معيبة" بحق المرأة من قبل، في إشارة ذات دلالة وتأكيد انتهاء "عصر الحريم". فبعد سنوات طويلة من "تذكير" المهن، نجحت المرأة في "تأنيث" الكثير منها وما تزال تسعى لذلك.
إذ دخلت المرأة أخيرا إلى ورشات تدريبية تميهدا لاقتحام سوق العمل المحلية بقوة ومن باب مهن كانت في السابق حكرا على الرجال، حيث سيعملن بهذه المهن لأول مرة في الأردن.
وستعمل المتدربات بعد تخرجهن في 23 مهنة لم يشتغل بها من قبل سوى الذكور، وستستقطب تلك المهن نحو 5 آلاف فتاة، أبرزها مشرف إنتاج بلاستيك، ومشغل آلات محوسبة، ولحام كهرباء، وإلكتروني تحكم صناعي، وإلكتروني راديو وتلفزيون، وإلكتروني عام أجهزة اتصال خلوية، وميكانيكي معدات صناعية، وفني تكييف وتبريد.
وقالت المديرة التنفيذية لملتقى سيدات الأعمال الأردنيات، رانيا الخطيب، إن الملتقى أطلق مشروعه الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليون، بالمشاركة مع القطاعين الخاص والحكومي، والذي يهدف إلى تشغيل خمسة آلاف فتاة أردنية تتراوح أعمارهن بين 18 و35 عاما.
وبينت الخطيب أنه إلى الآن تم تدريب 57 فتاة عمليا في المصانع التابعة لشركة مجمع الشرق الأوسط، وهي شركة أردنية مساهمة عامة، تصنع التلفزيونات والثلاجات والغسالات والعديد من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية المنزلية، وبعد أن ينتهي التدريب بنجاح ستحصل الفتاة على عقد عمل يشمل جميع الامتيازات بمجرد الانتهاء من تدريبها قابل للتجديد.
وأضافت أن هؤلاء الفتيات سيتقاضين رواتب خلال فترة التدريب لا تقل عن الحد الأدنى للأجور، بالاضافة الى أن المواصلات ستكون مؤمنة لهن، وضمان اجتماعي، أما بخصوص التأمين الصحي فسيكون هناك طبيب متوفر في كل مصنع، مشيرة الى أن وزارة العمل تكفلت بدفع نصف الرواتب.
وأوضحت الخطيب أنه ستتم زيارات ميدانية للمناطق المستهدفة الواقعة حول العاصمة لاستقطاب الفتيات، بالتعاون مع وزارة العمل ومشروع التدريب والتشغيل المهني.
أمين سر تجمع لجان المرأة الوطني الأردني، مي أبو السمن، ترى أن الثقافة المجتمعية هي التي تحول دون انخراط المرأة في مجال الأعمال كافة، مشيرة إلى أنه من المناسب انخراط المرأة في الأعمال ومساهمتها في التنمية الاقتصادية، بالإضافة إلى محاربة الفقر والبطالة.
وتقول أبو السمن إن المرأة تستطيع أن تقوم بالأعمال الذكورية ببراعة باستثناء المهن التي تحتاج إلى مجهود عضلي، لافتا إلى أن هذه الأعمال لن تعيق مشاركتها في سوق العمل.
إلى ذلك، أكدت الخطيب أن المهن التي ستعمل بها الفتيات لن تكون شاقة، حيث سيتم تشغيل الفتيات في خطوط إنتاج حديثة جدا لا تحتاج إلى كثير من الحركة أو المجهود، وإنما تعتمد فقط على المراقبة بالدرجة الأولى، وبعض الأعمال البسيطة التي تتعلق بتشغيل الآلات وإيقافها.
وعلى صعيد متصل، ترى أبو السمن أن المجتمع الأردني سوف يتقبل التحاق المرأة بمثل هذه المهن والدليل واضح من زمن واستطاعت أن تحقق انجازات عظيمة.
وقالت مديرة ملتقى سيدات الأعمال فرع جبل التاج، منيرة شعبان، إن كل مشروع جديد يخص عمل المرأة يلقى في البداية بعض المشاكل وبخاصة عند الأهالي ويحتاج ذلك الكثير من التوعية.
وترى شعبان أنه لتمكين المرأة اقتصاديا، يجب تخطي كل المشاكل والسلبيات إن وجدت، حتى يتقبلها المجتمع المحلي بكل صدر رحب.
وأشارت الى أن جميع المهن التي يتم تدريب الفتيات عليها تناسب طبيعتها الأنثوية ولا تحتاج الى مجهود كبير.
إلى ذلك، بينت الخطيب أن جميع المهن التي سيتم تدريب الفتيات عليها تحتاجها سوق العمل الأردنية بشدة في الوقت الراهن، بالاضافة الى أنها توفر لهن عملا بشكل مباشر.
وكانت دائرة الإحصاءات العامة أعلنت في وقت سابق عن ارتفاع نسبة البطالة في المملكة خلال فترة الربع الاول من العام الحالي الى 12.1% (9.7% للذكور مقابل 23.1% للاناث)، مقارنة مع 12% في الربع الأخير من عام 2008.
وبينت أرقام الإحصاءات العامة في تقريرها الربعي أن معدل البطالة كان مرتفعاً بين أصحاب درجة البكالوريوس فأعلى بنسبة 15.6% مقارنة بالمستويات التعليمية الأخرى.


عن الغد الاردنية


 

مواضيع ذات صلة :