احتفل المصريون السبت بتنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة تحت ضغط التظاهرات، رغم عدم وضوح مستقبل البلاد التي باتت الان تحت ادارة القوات المسلحة.
وصباح السبت12 فبراير، احتشد الاف المتظاهرين في ميدان التحرير، الذي شكل مركز ثورة 25 كانون الثاني/يناير، والكثيرون منهم باتوا ليلتهم فيه.
وبدأ عناصر من الجيش المصري صباح السبت بازالة الحواجز من محيط ميدان التحرير في وسط القاهرة والذي شكل مركز الاحتجاجات الشعبية المطالبة باسقاط النظام، على ما افاد مراسل فرانس برس.
وبدأ الجيش بتحريك دباباته وفتح الطرقات المؤدية الى الميدان، بينما عمل مدنيون على مساعدة عناصره في ازالة العوائق وتنظيف المكان وازالة هياكل السيارات المحترقة واثار المواجهات التي وقعت بين المتظاهرين وانصار الرئيس السابق حسني مبارك في الايام الاولى من الحركة الاحتجاجية.
وكانت هذه الاشتباكات اسفرت عن مقتل 300 شخص على الاقل، بحسب الامم المتحدة ومنظمة هيومان رايتس ووتش.
وعلى احد الجسور المؤدية الى ميدان التحرير تجمع حشد من الشباب رافعين الاعلام المصرية واستوقفوا السيارات لتحية ركابها وتهنئتهم.
وقد امضى الكثيرون ليلتهم في ميدان التحرير وسط القاهرة في اجواء احتفالية تواصلت حتى الصباح.
وبحت حناجر الكثيرين منهم جراء صراخهم وهتافاتهم لا سيما عقب الاعلان مساء الجمعة عن تنحي مبارك وتكليفه الجيش ادارة شؤون البلاد.
وجاء تنحي مبارك عقب تظاهرات حاشدة استمرت 18 يوما، سبقه اعلان الحزب الوطني الديموقراطي ان مبارك غادر القاهرة الى شرم الشيخ.
وبعد اعلان التنحي الذي تلاه نائب الرئيس السابق عمر سليمان اصدر الجيش المصري بيانا ضمنه رسالة تطمين الى الداخل والخارج، مؤكدا انه «لن يكون بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعب» .
«وجاء في البيان » امام مطالب شعبنا العظيم في كل مكان باحداث تغييرات جذرية فان المجلس الاعلى للقوات المسلحة يتدارس هذا الامر وسيصدر لاحقا بيانات تحدد الخطوات والاجراءات والتدابير التي ستتبع.
وبذلك، اصبح وزير الدفاع والانتاج الحربي محمد حسين طنطاوي (75 عاما) الرجل الاقوى في البلاد، وهو يرأس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشرفة حاليا على ادارة البلاد.
وادى الاعلان عن تنحي مبارك الى حالة فرح عارمة ليس في مصر فحسب، بل في عدد من الدول العربية لا سيما تونس التي كانت السباقة الى اسقاط نظامها من خلال التظاهرات في الرابع عشر من كانون الثاني/يناير.
وقال المعارض المصري محمد البرادعي الجمعة في رسالة على موقع تويتر ان مصر استعادت برحيل الرئيس حسني مبارك حريتها وعزتها.
عدنا إلى الحياة
«وقال البرادعي لشبكة الجزيرة القطرية في وقت سابق » عدنا الى الحياة، تعليقا على تنحي الرئيس مبارك.
«واضاف البرادعي بالانكليزية في تصريح لقناة الجزيرة الناطقة بالانكليزية » رسالتي الى الشعب المصري انكم استعدتم الحرية (...) فلنستخدمها بالطريقة الأمثل.
«وحيا عصام العريان القيادي في جماعة الاخوان المسلمين الشعب المصري وجيشه » الذي اوفى بعهده.
«من جهة اخرى، حيا الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة » شعب مصر « الذي ادت انتفاضته الى طرد الرئيس حسني مبارك من السلطة ودعا الجيش الى ضمان عملية انتقالية » تتصف بالصدقية الى الديموقراطية.
«وقال اوباما في خطاب رسمي في البيت الابيض بعد ساعات على استقالة مبارك وتسليمه السلطة الى الجيش ان » شعب مصر قال كلمته واسمع صوته، ومصر لن تعود ابدا كما كانت.
وتقع على عاتق الجيش المصري مهمة اعادة الامن الى البلاد اضافة الى تلبية تطلعات الشعب في احلال التغيير الديموقراطي.
غير ان الغموض ما زال يكتنف الطريقة التي ستتصرف القوات المسلحة وفقها.
وهي تحظى، بخلاف الشرطة، بتقدير المصريين، لكنها لم تفصح بعد عن المسار الذي ستسلكه لاجراء الاصلاحات.
«وابدى محمد رضا (26 عاما) امله في أن تشكل » حكومة مدنية بسرعة.
«وقال » ننتظر بيانا جديدا من الجيش، لا نريد حكما عسكريا، نتطلع الى حكومة تضم اشخاصا من ذوي الخبرة.
«أما الصحافة الحكومية التي كانت تحمل لواء النظام السابق، فقد هنأت المصريين على نجاح » الثورة العظيمة.
ورحبت الصحف المصرية السبت بما فيها الاهرام والجمهورية الحكوميتان بالمرحلة الجديدة التي دشنها تنحي حسني مبارك عن الرئاسة.
«وعنونت صحيفة الاهرام » الشعب اسقط النظام. شباب مصر اجبر مبارك على الرحيل.
«اما صحيفة الجمهورية، فكتبت في عناوينها » مبارك يتنحى والجيش يحكم. انتصرت ثورة 25 يناير. القوات المسلحة تحيي مبارك على ما قدمه للبلاد حربا وسلما وتؤكد انها ليست بديلا للشرعية.
«وتناولت افتتاحيتها التي حملت عنوان » 70 مليارا؟ المعلومات التي تحدثت عن امتلاك مبارك واسرته سبعين مليار دولار.
«وقالت الصحيفة » الشفافية مطلوبة من الرئيس القادم، من حقنا ان نعرف ثروته قبل وبعد المنصب.