قصة نجاح نُشر

مدينة ألعاب حديقة السبعين بالعاصمة صنعاء.. فضاء للترفيه والترويح عن النفس

منذ ثلاثة عقود تعتبر مدينة ألعاب حديقة السبعين التي تتوسط العاصمة صنعاء، فضاءاً تقصده العائلات في العطل وإجازات الأعياد، للترويح عن النفس والإلتقاء بالأهل والأصدقاء، وذلك وسط أجواء حميمية يزيدها لعب الأطفال حيوية وجمال.

وتمثل هذه المدينة حسب زوارها الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم.. المكان المفضل للعائلات لقضاء عطلة الأسبوع، حيث بالإمكان إستنشاق هواء نقي والتمتع بقضاء أوقات جميلة في وسط طبيعي يبعث الإنشراح والسرور والطمأنينة في النفس.

إلتقينا زوّار مدينة ألعاب السبعين لنشاركهم الهدوء والإسترخاء والتأمل في الطبيعة التي يتمتع بها المكان، وعلى الجانب الآخر امتلات الحديقة بالأطفال من جميع الأعمار يلعبون سويا ويمرحون كأنهم إخوة.

يقول عبدالسلام معوضة: (الآباء والأبناء يستمتعون بيوم التنزه وينتظروه كل أسبوع، ونتمنى أن نخرج لمدينة ألعاب السبعين كل يوم، ولكن العمل ومدراس الأبناء طوال الأسبوع، فننتظر جميعا ليوم العطلة لننطلق وسط الطبيعة الرائعة والجو الرائع الذي نستمتع به هذه الأيام قبل قدوم فصل الربيع، حيث الشمس المعتدلة والرطوبة الخفيفة، فنستمتع قبل زوال هذا الجو الذي يجعلنا أكثر تفاؤلا وإقبالاً على الحياة.

فضاء تسلية للأطفال ولقاء للعائلات

كما وجد الأطفال ضالتهم في هذا الفضاء الأخضر، حيث يجرون ويلعبون ويقفزون هنا وهناك بكل حرية بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها.. مما يجنبهم وآباءهم عناء التنقل إلى الأماكن البعيدة بحثا عن التنزه والتسلية على حد تعبير الأخ عبدالواحد صالح الزعبلي (40 سنة) موظف، الذي تمت مصادفته بعين المكان رفقة أفراد عائلته.

ويضيف الزعبلي: في هذا المكان يحلو لنا الجلوس والالتقاء بالأهل والجيران، و نصطحب أولادنا للعب والتسلية ونتفرغ نحن للجلوس حول طاولات الحلوى والمثلجات والمأكولات، سواء بداخل الجزر والمسطحات الخضراء، أو تحت المظلات الحديثة في الأماكن المبلطة، ما يجعل المنظر خيالياً.

إلى ذلك، يقول منصور الماربي الذي يجلس مع أسرته: إن مدينة ألعاب السبعين بمسطحاتها الخضراء وما توفره من خدمات سواء بالمظلات الحديثة والأماكن المهيأة لجلوس الأسر، أو بالألعاب المخصصة للأطفال والكبار، تجذب العائلات، مؤكداً أن مدينة ألعاب حديقة السبعين، تعد أحد أروع الأماكن الطبيعية التي تحرص الأسر على زيارتها خلال العطلات الأسبوعية دائماً برفقة أطفالهم، خصوصاً وأن المسطحات الخضراء تبعث في النفس الاستجمام.

فضاء أخضر بإمتياز ينال رضا الزوار

ومن جهته، أوضح المستثمر الوطني الحاج/ عبدالله أحمد المغشي صاحب مدينة ألعاب حديقة السبعين الذي كان وقتها يجتهد بممارسة العمل الميداني بنفسه مرتدياً ملابس الصيانة: إن الهدف من الإهتمام المتواصل بهذا الفضاء الأخضر، يكمن في تلبية حاجة العائلات وأبناء العاصمة صنعاء، لمثل هذا النوع من المنشآت التي تفتقر إليها المنطقة.

ويتابع المغشي الذي يحظى بإهتمام وتقدير كافة زوار المدينة حديثه: إن هذا الفضاء يستقطب المزيد من الزوار الذين تبدو على محياهم البسمة والفرحة، مؤكداً بذات الوقت العمل على تحسين نوعية الخدمات وتدارك النقائص لنيل رضا زوار هذا الفضاء الذي يمثل مكسباً كبيراً لعاصمتنا الحبيبة صنعاء.

أوقات رائعة للتفكير والتأمل

 

أما الدكتور/ نجيب علي سيف أستاذ التاريخ بجامعة صنعاء، فيقول: إن ما يميز مدينة ألعاب حديقة السبعين عن غيرها أنها الحديقة التي تجمع بين جمال الطبيعة، وبين متعة وإثارة وتشويق الألعاب، فجمال الطبيعة يتمثل في جمال الخضرة والزرع والأشجار العالية، فتنسيق الحديقة ما بين مرتفع ومنخفض يضيف لها جمالاً وجاذبية طبيعية تميزها عن غيرها، أما عن متعة وتشويق الألعاب فيتمثل في الصعود عليها والإستمتاع والمغامرة التي تبدأ حال الصعود، خصوصاً لعبة العجلة المرتفعة، حيث تمكنك من مشاهدة منظر الحديقة من الأعلئ  وتعطيك فرصة للتأمل والراحة النفسية عند النظر إليها، فالراحة النفسية تجلعنا نتناقش في الأمور الإجتماعية بهدوء ونجد حلاً لمشكلاتنا الإجتماعية وأكثرها ما يتعلق بالمشاكل الدراسية للأبناء، ومن الممكن مناقشة الأبناء في هذا اليوم لأن نفسية الطفل تكون أكثر إرتياحاً، فيتقبل النصيحة فيما يتعلق بتهذيب السلوك، فيكون متقبلاً في هذا الجو من الفرح والسعادة، ولكن داخل البيت يكون تحت ضغط نفسي فلا يتقبل النصائح ولو كانت نصيحة بسيطة وعابرة.

أنظمة مدينة ألعاب السبعين.. تبعث على الطمأنينة في نفوس الأباء

يصف رجل الأعمال الشيخ/ عبدالله علي مرشد الجهيم الذي كان يهم للمغادرة عقب توصيل أفراد أسرته، حزنه على ضرورة ترك المناظر الجميلة في مدينة ألعاب حديقة السبعين، نظراً لإزدحام جدول أعماله التي يتطلب إشرافه المباشر، ويستدرك قائلاً: لكن النظام المعمول به في الحديقة يجعلني مطمئناً على عائلتي من عدم تعرضهم لمضايقات الشباب الذين تمنعهم الإدارة من الدخول كي تأخد الأسر راحتها بعيداً عن أدنى مضايقة، بالأضافة إلى حفاظهم على الأطفال في حالة ضياع أحدهم، حيث يتم إستخدام مكبرات الصوت للإعلان عن وجود الأطفال الضائعين أو فقدانهم.

الحدائق العامة ترويح للنفس.. وفرصة للإستمتاع

وبذات السياق، وجدت دراسة حديثة أن الخروج إلى الطبيعة يساعد في الترويح عن النفس والنظر بتفاؤل إلى الحياة، وهو أمر لا يأتي إذا أمضى المرء وقته داخل حيز جغرافي ضيق سواء كان ذلك في المنزل أو العمل.

وأظهرت الدراسة أيضاً أن الفوائد الصحية التي نجنيها من وجودنا في الطبيعة تتراوح ما بين خفض الضغط النفسي وتحسن الأداء العقلي وزيادة الحيوية والنشاط، وأن الذين يترددون على الحدائق والمتنزهات يبدو أنهم أكثر سعادة من غيرهم، حيث إنهم يلعبون مع أطفالهم ويركظون ويمضون الوقت مع أسرهم، وهم أكثر وداً من نظرائهم الذين يمضون معظم أوقاتهم في المدينة، ونصحت الدراسة الباحثين الذين لا يتسع وقتهم للذهاب إلى الحدائق ومدن الألعاب، بملء منازلهم أو مكاتبهم بالنباتات حتى لو كانت صناعية، ولصق صور طبيعية لحيوانات برية وعصافير وطيور وغابات على جدراتها، والإستماع إلى تسجيلات طبيعية للطيور والريح، وذلك لخلق جو من الاسترخاء والتفاؤل خلال اليوم.


الإهتمام بنظافة الحدائق ومدن الألعاب، واجب ديني وسلوك راقي يجب ممارسته

يؤكد عدد من رجال الدين والمهتمين، بأن الحفاظ على النظافة والأهتمام بالأشجار والمزروعات في كل مكان.. وخصوصاً الحدائق والمتنزهات.. يعتبر واجباً دينياً وأخلاقياً يعكس القيّم النبيلة والخصال الحسنة التي يتمتع الإنسان.

ويوجه رجال الدين نصائح لعامة الناس بأن يهتمو بالنظافة في الحدائق، ويحثو أبناءهم لممارستها، إمتثالاً لتعاليم ديننا الإسلامي العظيم، بالإضافة إلى كون الحدائق والمتنزهات لاتعتبر ملكية خاصة لأحد، لكنها تمثل ملكية عامة للجميع.


 

مواضيع ذات صلة :