آراء وأقلام نُشر

بند السيارات في ميوانية الدولة

 

سألت اثناء جلوسي في ساحة احدى الوزارات الحكومية عن السيارة الصالون التي امامنا فقالوا انها سيارة الوكيل فقلت انا اعرف سيارة الوكيل انها خضراء وهذه بيضاء فهي ليست سيارته فقالوا الخضراء سيارة العام الماضي والبيضاء سيارة هذا العام وفهمت من كلامهم ان الوزراء ونوابهم والوكلاء يستلمون سيارات جديدة كل عام لان بند السيارات في ميزانية الوزارات يسمح بذلك

وكنت قد انتقدت في السابق بند السيارات وان الاصح تحويله فوق بند المرتبات لتحسين اجور موظفي الدولة بدلا من تدنيها الذي يسيئ الى ذكاء التخطيط المالي وخلفيته السياسية الناظرة الى الشروط النفسية لولاء عنصر الوظيفة العامة وانتمائه للدولة بدلا من سقوط هيبتها في نفسه لعد شعوره بعدالة 

الاجور

لقد استمرت نفس فلسفة الميوانية العامة للدولة بعد ماحدث من تغيير بالشكل الذي في 2012وظل بند السيارات على حاله وربما انه زاد وثمة مايستدعي الاشارة الى ان حكومة ابوظبي الغنية بالنفط لاتصرف سيارات لمسئوليها حسب ماكنت قرأت في صحيفة الاتحاد عن قرار المجلس التنفيذي لابوظبي بهذا الشأن

ان قرار حكومة ابوظبي مبدئي مع انها حكومة غنية وذلك لان شعور المواطن بمبدأ عدم الصلة بين الوظيفة العامة وبين الامتيازات يعطي لشكلها النفسي طابع ايجابي محفز للروح الايجابية للمجتمع فاذا كانت حكومة لبوظبي بهذا الوعي بفلسفة الحكم وشروط ادارة المجتمع لماذا اليمن لاتمارسها عند نقطة بند السيارات فقط على الاقل بعدم اتخام بند السيارات في الميزانية بمبالغ تتيح لقيادة كل جهة حكومية شراء سيارات سنويا الواحدة قيمتها12مليون ريال

ان حالات ربما تقوم بتسليم مالديها من سيارات تم صرفها لها في العام السابق لانها تريد سيارة جديدة باعتبار الاولى اصبحت مستعملة بينما كنا نعرف وزراء ينتقلون في اوقات التعديلات الوزارية من وزارة الى اخرى ومعهم نفس السيارات فكبف اصبح كل تعيين بحتاج معه الى سيارة جديدة؟

ومع ان بعضهم يسلمون سيارة العام السابق فالبعض الآخر يأخذون الجديدة الى جانب الاولى

ففي احواش بيوت كثير من المسئولين مالايقل عن خمس سيارات جديدة بعضها واقفة لاتتحرك من الحوش كما لوان المسئول يقوم بتجميعها في حوشه على سبيل تكديس الثروة الشخصية في شكل ماتمثله السيارات من رأسمال ثابت قابل للتسييل وقت الحاجة وربما انه مظهر من مظاهر الانتماء الى الطبقة العليا على حساب ميزانية حجمها الكلي يعكس القدرة المالية الضعيفة لواحد من اشد بلدان العالم فقرا


 

مواضيع ذات صلة :