الفاتحون الجدد هم بحق اليمانيون " أنصار الديانات السماوية " لقد أدى الصراع السياسي على الحكم في اليمن إلى سفك دماء ابناء الوطن الواحد خلال القرنين الأخيرين من الزمن إلى أغراء العثمانيين لغزو اليمن لـ 3 مرات وتمركزهم في شماله مما أدى إلى استشهاد نصف مليون يمني ومثلهم من العثمانيين ووقوع الشطر الجنوبي تحت الاحتلال البريطاني مما دفع بألاف اليمنيين إلى النزوح إلى مختلف مدن الجزيرة العربية وغيرها من الدول وقد نجح البعض منهم بالسفر كتجار اجتهدوا في نشر ثقافة ودين الإسلام في شرق ووسط افريقيا حتى جنوبها بينما اتجه اخرون صوب الهند ثم ماليزيا وقد استقر الكثير منهم في اندونسيا ومنها واصلوا المسير إلى الصين وحتى الفلبين لقد كرروا ما صنع اجدادهم عندما حملوا إلى الحبشة فنون النحت والخط الحميري المسماري والحراثة بالابقار قبل خمسة ألف عام تقريبا ونشروا الديانتين اليهودية ثم المسيحية أن تلك المساحات من البلدان تزيد عدة اضعاف عن ساحة الفاتحين الأول من الخليج إلى المحيط خلال الثمانين عام الأولى من الفتح والهجرة المباركة وهكذا قدر لأبناء اليمن أن يكونوا انصار الرسالات السماوية .. لقد لامست اسماع ابناء اليمن صرخة الاستغاثة .. واسلاماه .. فهبوا مع شعوب الإسلام ولبوا تلكم الصرخة .
التي تصدعت لها افئدة المؤمنين وتعالى صداها في الصحاري والجبال الإسلامية العربية من كردستان العراق وحتى المغرب على شاطئ الأطلسي .. لقد ايقضت حوافر خيل الغزاة وقذائف بوارجهم الحربية أمة الإسلام والعربية من سباتها ، لقد دمرت موجات عساكر المغول حاضرة العالم الإسلامي بغداد واحرقتها ومعها اثنين مليون شهيد كما دمرتيمور لنك العاصمة الأموية دمشق واعاد الكره لتدمير العراق .. تصدى جيش مصر وسوريا للغزاة ونهض القائد المجاهد الظاهر بيبرس فهزم المغول وذبح هولاكو ومزق جيشه ، كما تصدى من مصر صلاح الدين الايوبي للصليبيين في حطين لكن سقوط مصر وشمال افريقا في قبضة نابليون احتاج إلى سلاح أخر أبعد مدى .. أعلن نابليون إسلامة ولكن نائبه كليبر حول المساجد إلى اصطبلات للخيل وأعدم علماء الأزهر .. فتطوع شاب سوري لقتله هو سليمان الحلبي ، إن السلاح الوحيد لدحر الغزو الجديد القديم هو سلاح العقيدة السماوية وينبوع الشريعة الغراء ، لقد برز علماء الطبقة الأولى من ابناء الأمة الذين نذروا أنفسهم لأعدادها للتحمل والصبر والمصابره والرباط والمقاومة للمحتلين الغاصبين ظهروا من العراق وسوريا شرقا حتى الجزائر والمغرب الاقصى غربا ومن سواحل الصومال شرقا حتى سواحل السنغال غربا ومن شمال افريقيا إلى اقصى السودان جنوبا .. لقد تنافس فريقان للدفاع عن الأمة الجناح السني والجناح الشيعي، مثل تيار علما المقاومة من السنة أبو الوفاء بن عقيل وابن تيمية وأبن قيم الجوزية وتتابع على أثرهم محمد بن عبد الوهاب في نجد ومحمد السنوسي في ليبيا ومحمد أحمد المهدي في السودان ثم جمال الدين الأفغاني في المشرق الإسلامي أفغانستان وباكستان والهند وتركيا كذلك محمد عبده في مصر وعبد الرحمن الكواكبي في سوريا وعبد الحميد بنباديس في الجزائر والمغرب الأقصى ، كما مثل الجناح والتيار الشيعي العديد من العلماء مثل غيلان بن مسلم الدمشقي وواصل بن عطاء والحسن البصري ، ومن الزيدية الجارود بن زياد وسليمان بن جرير والحسن بن صالح واتباعهم في العراق وايران وافغانستان ثم في نجد والحجاز واليمن ومصر وشمال افريقيا .. وقبل الاسترسال في هذه الحلقة لا بد من أعطاء القارئ الكريم نبذة عن السيف أحمد يحيى والملك عبد العزيز بن سعود اللذان فرقتهما المعارك وجمعتهما المصالح ، لقد كانت خلفية عبد العزيز بن سعود الفقهية الانتماء إلى الجناح السني بينما خلفية أحمد يحيى الجناح الشيعي والمدرستان تختلفان في فهم عملية التحالف مع غير المسلم وموالات المشرك فالملك عبد العزيز رأى في ذلك مصلحة للإسلام والمسلمين وقد اختلف معه السيف أحمد ورأى عكس ذلك فأخذ عبد العزيز بسيرة مبدأ معاوية بن أبي سفيان اسلوبا لحكمة وأسرته وبينما أخذ السيف أحمد سيرة أو مبدأ الأمام زيد بن علي رضي الله عنه في شروط الأمامه وأسلوب الحكم ولا اتفاق أو توافق بين المبدئين أو الاتجاهين لقد نجح الملك عبد العزيز في احتواء آل الوزير وكذلك المرحوم يحيى حميد الدين وابنائهما معا حتى حدوث انقلاب مارس عام 1948م بصنعاء وبعد مصرع المرحوم يحيى إنحاز كليا إلى السيف أحمد وقدم له العون لمتابعة وتصفية خصومة وملاحقة المتأمرين على قتل أبيه داخل وخارج اليمن مقابل اسدال الستار عن قضية عسير .. أحل السيف احمد نهب صنعاء من محافظة حجة حتى لا يسمع أنين وصراخ وعويل سكانها واستغاثاتهم .. لكنه كرر حصار والده لها ثم نهبها وحمل غنائمها إلى شهاره بعد استسلام الحامية التركية بكامل عتادها وبحصيلة أربعين ألف قتيل وجريح ومشرد من المواطنين والعثمانيين وهي من أسوأ ما شهد التاريخ دموية لا يساويها جرما سوى استباحة ثمانية ألف من جيش يزيد بن معاوية للمدينة المنورة واعمال البغي والفساد فيها واستباحتها لثلاثة أيام حينما رفض سكانها اعطائه البيعة بالخلافه بعد موت أبيه معاوية بن أبي سفيان بن أميه .
لقد أثار وصول المنهزمين إلى الحديدة القوات العثمانية فدفعت بعشرات الأفواج إلى صنعاء ومنها اتجهوا إلى شهارة معقل المرحوم يحيى فدارت معارك شرسة هزم فيها العثمانيون وأجبروا على الاستسلام ومغادرة اليمن – إعاد السيف أحمد مشهد حصار صنعاء كما فعل أبيه وسمح لعشرات الألوف من انصاره من قبائل جنوب وشرق صنعاء بأعمال النهب والسلب وارتكاب الفاحشة وكان على رأسهم وفي مقدمتهم أخوته سيوف الإسلام لم يفرق النهابة بين الشيوخ العجزة والنساء والأطفال وعسكري ومدني وطلبه مدارس وعلماء بل احالوا صنعاء ومن بعدها اليمن إلى معسكر اعتقال في كل قرية ومدينة وتجمع سكاني .
موقع معلوماتي ترويجي وخدمي؛ تأسس عام 2004 يواكب جديد الشركات والأعمال ويهتم بالأخبار الاقتصادية في كافة المجالات.. من : مؤسسة الاستثمار للصحافة والتنمية
الاستثمار نت :
من نحن؟
تواصل معنا
هيئة التحرير
محرك بحث دولي للأخبار الاقتصادية لدول الشرق الأوسط وأطلق في أكتوبر 2017