آراء وأقلام نُشر

العبوا.. بعيداً عن الاقتصاد!!

 

 

كيف لا يدركون أن من وراء هذه التصرفات المشينة رسالة للمستثمرين المحليين والأجانب ان الاستثمار قد أُدخل إلى الأحزاب وأصبح مفردة من مفردات المكايدات والمناكفات الحزبية؟

سنظل في اليمن نجني الكوارث تلو الكوارث..فالجهل والتعصب الأعمى والمصالح الأنانية والضيقة هي التي تحفر لنا كل يوم مطباً جديداً.

قلنا ومازلنا نؤكد أنه قد يكون من المقبول المناكفة والمكايدة في الحزبية والسياسة..لكن الذي لا نفهمه أن يتم ذلك في الاقتصاد.

وسبق لنا أن أشرنا في تناولة سابقة أن الاقتصاد هو هم الجميع وهو أيضاً مصلحة للجميع..وهو الذي يُجمع الأشتات مهما اختلفت الرؤى والمذاهب..ودللنا على ذلك بتجربة حزب "العدالة والتنمية التركي" الذي جعل الجميع يصطفون معه لانجازاته الاقتصادية، على الرغم من المآخذ عليه في الجوانب الأخرى.

والمتمعن للظروف المحيطة بنا ومشاكلنا،لا يجد صعوبة من إقرانها بدواعي اقتصادية أدت إلى عدم وجود عدالة اجتماعية، ظهرت على السطح في شكل مطالبات حقوقية وإصلاحات جذرية..سرعان ما تحولت إلى قضايا سياسية بفعل جهل المعنيين وأسلوب إدارتهم للأزمة.

إمعات العصر:

جميعنا يعرف"الإمعة" وهو الذي إذا أحسن الناس أحسن وإن أساءوا أساء" ولكن عصرنا الحالي أظهر إمعات لا تفكر بعقلها ولا تسأل نفسها ما الذي تقوم به، بل تُجر إلى تصفية حسابات غير أخلاقية ..فبعد الإفلاس الأخلاقي وجدنا من يحاول إصابة الاقتصاد الوطني ومعيشة الناس بمقتل، وذلك عن طريق بث الإشاعات الزائفة لا لشيء إلا من أجل الحصول على مكاسب حزبية ضيقة على حساب قوت الناس ومعيشتهم، ولو كان في ذلك إضافة عشرات الآلاف إلى قارعة البطالة والفقر عن طريق فقدان هؤلاء لأعمالهم التي شُنت عليها إشاعات مغرضة، لم يكن لإمعات العصر أن يتخذوها سلاحاً من ضمن أسلحتهم الخسيسة إلا دليل الإفلاس الأخلاقي والحزبي .

ما أشبه اليوم بالبارحة:

التاريخ المفلس لأصحاب النفوس المريضة يعيد نفسه..فقد أعادت استهداف الرأسمال الوطني اليوم إلى أذهاني ما عُرض علي قبل سنوات عندما كنت أقود إحدى منظمات المجتمع المدني وأنشطها على الساحة اليمنية حينها..من استهداف لذلك البيت التجاري الصناعي الذي يُعد مفخرة الرأسمال الوطني..وبنفس هذه الشائعات المغرضة –اللهم- إن الفرق أنها كانت حينها على دائرة أضيق ومن قبل أفراد واليوم تتبناها للأسف مؤسسات حزبية.

عجبي:

كيف يُنصب هؤلاء أنفسهم بدلاً عن القوانين والتشريعات وهم يهرفون بما لا يعرفون؟

وكيف لهؤلاء أن يقحمون أنفسهم في مجالات تحتاج لمهنيين وأجهزة بل وعلماء؟

كيف لا يدركون أن من وراء هذه التصرفات المشينة رسالة للمستثمرين المحليين والأجانب ان الاستثمار قد أُدخل إلى الأحزاب وأصبح مفردة من مفردات المكايدات والمناكفات الحزبية؟

أليس فيهم عقلاء يدركون أبعاد تصرفاتهم النزقة؟

ألا تدركون أنكم بفعلتكم تلك قد فقدتم كثيراً من العقول التي لاتقر هذه التصرفات الهوجاء؟

من طلب فتواكم في الأمور الاقتصادية؟

إننا ندرك أنكم بفعلكم هذا قد خسرتم فوق خسائركم السابقة..إنكم تنزفون وأنتم لاتشعرون..فكفاكم عبثاً وبالذات في الأمور الاقتصادية فلها ناسها ولها مختصوها.

هل وصلت بنا الخصومة إلى الفجور؟!!

عودوا إلى جادة الحق والصواب وإن عُدتم عُدنا!!!


 

مواضيع ذات صلة :