معركتنا مع الإرهاب (12)

افتراق الشطرين عام 1967م بداية استلام أمريكا للخليج من بريطاني عام 1968م في يناير 1969م جاء إلى البيت الأبيض الرئيس نيكسون خلفاً لجونسون منفذ خطة أيزنهاور في هزيمة مصر عسكرياً من إسرائيل عام 1967م... ومع ذلك تضامنت القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأمريكيا اللاتينية مع مصر بعد العدوان وساعدتها على معركة الثأر عام 1973م... خاصة يوغوسلافيا لقد كان من الغريب أن تجمع الصدف في جنازة أيزنهاور بين نيكسون وجونسون ووزير خارجية مصر الذي حضر لتقديم العزاء... والتمهيد لفتح حوار مع أمريكا... ثم التواصل بين ناصر ونيكسون كما سبق مع جونسون وكندي في قضية حرب العرب وإسرائيل ... أعلن الرئيس نيكسون أنه سيتخذ سياسة متوازنة في الشرق الأوسط الذي أعتبره برميل بارود قابل للانفجار... ولكنه كافئ إسرائيل بعدوانها على أربع دول عربية بمائة وخمسون طائرة حربية – فانتوم وسكا يهوك... وأسند قضية الشرق الأوسط إلى اليهودي الألماني كيسنجر... بعد خروج بريطانيا من مصر 1956م ومن عدن 1967م نقلت قيادتها إلى البحرين في الخليج حتى سلمتها للولايات المتحدة بداية عام 1968م... والتخلي عنها نهائياً 1971م ومنذ ذلك الحين أصبحت الولايات المتحدة مسئولة عن الشرقين الأقصى والأدنى ثم الأوسط ومن حدود الصين حتى المحيط الاطلسي... في عدوان 1967م على الدول العربية أتضح أن تركيا و اسرائيل اشتركتا في ضرب مطارات سوريا وأمريكا وبريطانيا شاركت مع إسرائيل في ضرب المطارات المصرية من ليبيا والبحر المتوسط وعبر سيناء... وكان رد الفعل ظهور زعامات عربية وافريقية للرد على العدوان... ظهر القذافي في ثورة ليبيا 1969م وصعد محمد سيادبري في الصومال وجعفر محمد نميري في السودان وصدام حسين في العراق وعرفات في الأردن وسالمين في عدن خلفاً للرئيس المخلوع قحطان الشعبي وإسقاط حكومته وسجنه وإعدام أنصاره مع أنه هو مؤسس جمهورية جنوب اليمن الشعبية من 1967م حتى 1969م واصل سالمين سياسية الجبهة القومية الحزب السياسي الماركسي الوحيد في عدن وعمل على ضبط الحدود والسيطرة على الجزر في البحر الأحمر والعربي و سقطرى وتطبيق قوانين التأميم التي أخذت من ثورة مصدق في إيران عام 1952م وثورة يوليو في مصر في نفس الفترة والتأميم للشركات والمصالح الأجنبية لصالح الدولة... وقد أمن ولاء الشرطة والجيش للجبهة القومية... ثم أعلن سالمين عام 1970م جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وإعلان العداء للرأسمالية... وقد وصل عدد السجناء في عدن حينها حوالي خمسة ألف سجين امتلأت بهم السجون ثم المدارس والقصور وحتى المستشفيات... وبدأت المحاكمات والإعدامات... وعلى أثرها هرب العديد من أبناء الجنوب إلى الشمال ومصر و اوربا وأمريكا وكندا والخليج... وفي صنعاء انتهت معارك الشوارع عام 1968م في أحداث اغسطس وتم إرسال حوالي ثلاثين ضابط إلى الجزائر... من بعثيين وحركيين وناصريين وطلائع ماركسيين ...ورفضت الجزائر استقبالهم... فيما عاد البعض منهم لتأسيس تنظيم جديد للضباط الأحرار وهرب البعض الأخر منهم إلى الشطر الجنوبي ولا حقاً تعاون الفريقان فيما بعد بالتواصل بين الشطرين من خلال خلايا سرية... عملت بالمشاركة والاشتراك في الاعداد لانقلاب 13 يونيو 1974م... في مصر اشتد الصراع بين العملاقين الاتحاد السوفيتي وأمريكا في اختبار أسلحة جديدة في حرب الاستنزاف بين مصر والجيش الاسرائيلي المحتل لسيناء والمتواجد على الضفة الشرقية لقناة السويس... كما كانت الحرب الحدودية دائرة بين الهند وباكستان 70/1971م وقيام التحالف الاردني الايراني الاسرائيلي الأمريكي بمحاصرة الفدائيين في الأردن في مواجهة التحالف السوري الفلسطيني اللبناني مع الفدائيين... وكانت النتيجة مذابح أيلول الأسود في عمان 1970م وتم أخراج الفدائيين إلى سوريا ولبنان عام 1971م... وهكذا ودع الشطر الشمالي الرئيس السلال المخلوع والشطر الجنوبي قحطان الشعبي المخلوع والمسجون مع أنصاره في عدن دون تهم ضدهم أو محاكمة عادلة . 

يتبع الحلقة الثالث عشر