حوار .. لا مرتع للمزايدات وتنافس الكلمات!!

لست ادري على ما بنيت .. مفردات الكلمات التي قيلت في الجلسة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني برئاسة رئيس الجمهورية ؟! التي استمع إليها بصبر يحسد علية بداء بكلمة أمين عام الحوار د. احمد مبارك الذي أطلق على السفير: جمال بن عمر ممثل الأمين العام برفيق الدرب !؟
هذه الكلمة أو العبارة أثارتني و دفعت بمجموعة من علامات التعجب والاستفهام لا عن معانيها بالنسبة للأخ احمد مبارك .. الرجل الذي تلقى علومه في الجامعات العراقية ، يومها كان للكلمة معاني و إبعاد دون شك يدركها ، ولكن عن الهدف من إطلاقها و تلقيب د. بن عمر بها هكذا بكل بساطة ، و كان السفير طرف يمني لا ممثل للنظام الدولي ومكلف بمهام محددة ، إشرافية كانت أم رقابية أو توفيقية ، هي في المجمل لا تتجاوز حدود التقيد بالمبادرة الخليجية .. وآلياتها كخارطة طريق للتسوية السياسية و لبناء دولة يمنية من خلال الركائز أو الأثافي الثلاث " امن واستقرار ووحدة اليمن " و جميعها محددات وبوضوح .. وكيفية ترسيخها و تقويتها هي من مهمة إطراف الحوار .. ومهمة بن عمر التأكد من السير المنهجي و التزام المتحاورين .. تماما كما انه ليس من مهام د. بن مبارك .. التدخل في إعمال الجان و فرق العمل !!
حيث يفترض أن مهامه إدارية و لوجستية _ لا سياسية ، بحسب النظام الداخلي و حني يأخذ الحوار صفة العمل المؤسسي .. وإنا هنا لا أقول أن في الأمر خروج و إنما تجاوز للأسس والمبادئ المفترض الالتزام بها ، فهل ما قاله عن الرفيق بن عمر إشارة إلي وجود مهام مشتركة في العمل .. تتجاوز ما نعرف عن ما أخرجته و حددته الجنة الفنية ؟!
ربما و إلا ما الداعي و لماذا تسند إليه كلمة و هذا يعني أن في الأمر ما هو ابعد بل ومقدمة لكي يتم الالتفاف على فشل !! أو لنقل إخفاق الحوار الوطني عن التوصل إلي أرضية متفق عليها وصلبة لبناء دولة حديثة .. وربما أيضا عدم كشف دور بن عمر و بن مبارك في تبديد الوقت و عدم ضبط أقاع أعمال فرق العمل .. و الانشغال بالترضيات بل والمساومات لتقريب وجهات نظر الإطراف المختلفة .
ففي كلمته التي كدفيها بقولة :أن مؤتمر الحوار الوطني الشامل توافق اليوم على 1600 مخرجاً تنقسم إلى عشرات الموجهات الدستورية ومئات الموجهات القانونية والتوصيات، وسيكون التحدي القادم إخراجها إلى الواقع ووضعها حيز التنفيذ.. وقال :" إن هذه المخرجات ستشكل الأساس للعـَـقد الاجتماعي الجديد الذي يطمح له اليمنيون، وهي فعلا كالعـِـقد، عـِـقد من تسع جواهر، اكتمل بعضها ولمع، والباقي بين أياد أمينة قيد الصياغة، وننتظر اليوم بفارغ الصبر أن يرصع هذا العقد صدر اليمن بعد اكتمال كافة تقارير الفرق التسع .
أيضا يثير بن مبارك الكثير من التساؤل لا عن ال1600 مخرجا بل عن دوره ومهامه في الحوار !! فضلا عن كون هذه المخرجات خاصة بالدستور أو العقد الاجتماعي – الجديد.. ومن هنا أتسأل .. هل أصبحت صياغة الكلمات أداة من أدوات الحوار تجاوز الحقائق و القفز على الواقع لتحقيق نجاحات لمؤتمر حوار وطني تابعناه على مدي ستة أشهر .. وقد تحول إلي ساحة من المزايدات وأساليب الابتزاز .. في الوقت الذي تدور على الساحة الوطنية حوارات من نوع أخر و كلماتها من عياران مختلفة من رصاص المكروف إلي قذائف الار بي جئ والمفخخات .. ومقاولات ضرب نقل التيار الكهربائي و مقاولي إصلاحاتها .. وجميع هذه الحوارات بكل تأكيد .. تؤسس إلي ما سيعيق مخرجات الحوار .. وليس فقط أولئك المعتصمون ممن يدعون وصاية على الجنوب أو يمثلون .. الحوثيين في صعده ..!!
□□ لكن لا ادري كيف وبكل بساطة أعتبر رئيس بعثة مجلس التعاون السفير آلإخ سعد العريفي.. انعقاد الجلسة العامة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني الشامل يمثل في حد ذاته نجاحاً وانتصاراً للإرادة السياسية والشعبية اليمنية، وقدرتها على تجاوز الصعوبات .. هكذا وبكل بساطة !! وهو المعني بك تأكيد بما يجري في اليمن من حوارات مختلف الإطراف .. داخل مؤتمر الحوار وخارجها .. ويفترض انه يدرك خطورة الفشل و الرضوخ لمطالب المطالبين بفدرالية الإقليمين .. ومشاريعهم التي تقف خلفها قوي قد لا تكن الود لبعض مكونات مجلس التعاون .. وبالذات المملكة العربية السعودية و هي الأكثر تأثرا بعدم استقرار اليمن .. أكثر من سواها لأسباب جغرافية واجتماعية .. أو هكذا افترض فيه ذلك ، خصوصا و أن اليمن ليس مجرد نافذة قابل للإقفال بل بوابه واسعة لما قد يتجاوز اليمن إلي المنطقة ..لاستقبال وعبور مختلف القوي الاديولوجية ..و الإقليمية و بينهما من الرفاقية الفكرية و ربما الأهداف المشتركة.. وهذا يجب إن لا يضعه في موقع المتفرج ، أو المشيد بنجاح يتلخص في انعقاد الجلسة الثالثة ؟
□□□ على أي حال في خطاب الرئيس أكثر من إشارة .. إلي خطورة الأوضاع رغم صياغة الخطاب التي ليس بحاجة إلي صياغة - صاغه .. ولكن بحاجة إلي مغادرة الصياغات ذات الطابع .. التقليدي الذي أدمنا حني نستطيع صياغة المستقبل .. مع وجود مختلف الرفاق والإخوان !!
□ يتبع في حوار .. خارج موفمبك هوتيل ؟ حني لا ندور في حلقات مفرغة في حوار من نوع أخر إذا لم يتم تصويب الأمور والابتعاد عن الاداره بالسياسة ؟