اتصفت الحكومات اليمنية المتعاقبة في بإخفاقها في الأداء العام والاستقرار السياسي والأمني والذي ولد معه تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لأفراد المجتمع والتي ظلت تلازمنا حتى اليوم، فالاقتصاد والسياسة يتداخلان على الدوام، فمن دون الاستقرار الاقتصادي لا يمكن إنجاز المهام السياسية ومن دون الاستقرار السياسي والأمني لا يمكن أن نصل إلى نتائج إيجابية ملموسة على الصعيد الاقتصادي أو على مستوى معيشة المواطنين اليمنيين، غير أنه ومن الطبيعي وخصوصا في فترة انتقال دقيقة كهذه المرحله التي نعيشها على المستوى النقدي والمالي، أن تكون هناك شخصية مصرفية مرموقة وناجحة كشخصية الأستاذ / محمد عوض بن همام محافظ البنك المركزي الذي لا يمكن إنكار دوره وإدارته في مجال السياسات النقدية وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بالمحافظة على سعر العملة الوطنية (الريال) ثابتاً أمام بقية العملات الأجنبية الأخرى، فهذا الرجل يوحي لكل المستثمرين من رجال المال والأعمال بل ولكل المتعاملين الاقتصاديين بالثقة والاطمئنان على الاوضاع النقدية فضلا عن ثقة المواطن اليمني شخصيا بعملته وفي اقتصاد بلاده رغم تعرض الاقتصاد الوطني للعديد من الصفعات والهزات القوية, إلا أن قيادة البنك المركزي خلال هذه المرحلة قد أجادت ربط الأوضاع الاقتصادية والنقدية والمالية بالوضع الاقتصادي القائم، فالاستقرار النقدي خلال هذه المرحلة الصعبة قد شكل العامل الأهم والوحيد في تجنيب البلاد والعباد عدة هزات سياسية واجتماعية ومارست السلطات النقدية اليمنية ممثلة بالبنك المركزي دورها المناط بها بشكل فعال خصوصا منذ مطلع ما يسمى بثورة الربيع العربي في العام 2011م حيث تعاطت قيادة البنك المركزي مع الأوضاع والاختلالات والعجز المالي بديناميكية متطورة وببراعة نادرة في جميع الأحوال والأحداث حتى اللحظة واستطاعت قيادة البنك أن توائم بين السياستين النقدية والمالية وبين الإيرادات والمصروفات وتحافظ على الاستقرار النقدي باتباعها أدوات وآليات العمل المتطورة ونجحت أيضا في أسلوبها المتميز المتبع في أحلك الظروف بإيقاف الضخ النقدي واستنزاف العملات الصعبة (الدولار) إلى السوق المصرفية المحلية والتي كانت تذهب معظمها في السابق لجيوب الفاسدين والنافذين فهذه السياسات في اعتقادي الشخصي قد عبرت بالبلاد من مرحلة حرجة إلى وضع نقدي آمن ومستقر حازت كل التقدير والاحترام من مختلف المتعاملين الاقتصاديين محليين وخارجيين حيث تمت معالجة هذا الوضع بنجاح متميز وبأقل كلفة ممكنة، فتحية منا للأستاذ / محمد عوض بن همام الذي ظل يتعامل مع هذه المرحلة والظروف الصعبة والحرجة بمهنية عاليه وتفانٍ منقطع النظير.
